منعت الحكومة الإسرائيلية قبل أيام وفداً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى من الوصول الى مدينة رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وعدد من المسؤولين الفلسطينيين. وجاء منع الوفد الذي ترأسه وزير العدل السابق، رئيس «مبادرة جنيف» يوسي بيلين، وضم أربعة من قادة الأمن السابقين ورؤساء فروع في حزب «ليكود» اليميني الحاكم، بعد أيام قليلة من منع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤول لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني من دخول إسرائيل ولقاء إسرائيليين، وسحب التصريح الذي يخوله الدخول إلى الدولة العبرية. وقال منسق الوفد الإسرائيلي الى رام الله جادي بلتيانكسي لـ «الحياة»، إنه قدم طلباً باسم الوفد إلى الجيش الإسرائيلي لزيارة رام الله، لكن الجيش رفض ذلك تحت حجة «أن الإجراءات الأمنية الجارية على الأرض لا تسمح له بدخول رام الله». وأضاف: «قدمنا طلباً ثانياً، وتلقينا الجواب نفسه، ثم قدمنا طلباً ثالثاً، فأحالنا الجيش على وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي تجاهل الطلب ولم يرد عليه». ومضى يقول: «عندها لجأنا إلى الصحافة الإسرائيلية التي وجهت استجواباً إلى وزير الدفاع، فرد الناطق باسمه قائلاً إن السبب يعود إلى نية الوفد لقاء محمد المدني الممنوع من دخول إسرائيل». وقال أعضاء في الوفد إنهم غاضبون ليس فقط على منعهم من دخول رام الله ولقاء المسؤولين الفلسطينيين، وإنما لأن الوزير المتطرف ليبرمان دفع الجيش لممارسة الكذب والادعاء أن سبب المنع هو «الإجراءات الأمنية على الأرض». وقال بلتيانكسي: «واضح أن المنع سياسي وليس أمنياً، وهذا أمر محزن». وأضاف: «هذا الإجراء هو خطأ لليبرمان، لكن هذا الخطأ لن يمنعنا من مواصلة العمل على بناء الجسور على الطريق الى السلام». وقوبلت محاولات فلسطينية لبناء جسور مع المجتمع الإسرائيلي بعدم رضى ورفض في أوساط الحكومة الإسرائيلية. وتضمنت هذه المحاولات عقد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وقادة محليين إسرائيليين، مثل رؤساء بلديات وأمناء فروع أحزاب وأعضاء كنيست، وتركز جزء مهم من هذه الاتصالات مع اليهود من أصل عربي. وقال مسؤولون فلسطينيون إن اللقاءات التي أقيمت مع قادة اليهود من أصل عربي بحثت المصلحة المشتركة في إنهاء الصراع وإقامة سلام عادل ودائم وشامل لمصلحة الأجيال الجديدة. واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي المدني بـ «التدخل في الشؤون الداخلية للمجتمع الإسرائيلي»، وقال في تصريحات سابقة إن المدني كان يحاول تشكيل حزب سياسي عربي- يهودي مشترك في إسرائيل، الأمر الذي نفاه الأخير كلياً. وقال المدني لـ «الحياة»: «القضية ليست تدخلاً في الشؤون الإسرائيلية، والأمر لا يعدو أن يكون محاولة من ليبرمان والحكومة الإسرائيلية لمنع التفاعل بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي للبحث عن حل سياسي». وأضاف: «ليبرمان وحكومة اليمين يحاربون السلام ويسعون إلى تقويض أي حل سياسي مستقبلي».
مشاركة :