تركيا... الشعب يريد بقاء النظام - خارجيات

  • 7/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشعب التركي ينقذ ديموقراطيته. ...هذا ما حدث حين أحبط انقلاباً عسكرياً، إثر نزوله بعشرات الآلاف إلى الساحات والميادين والبرلمان والمطارات وأجبر الانقلابيين على ترك دباباتهم وتسليم أنفسهم، بعد فشل مخطّط المستشار القانوني لرئيس الأركان العقيد محرم كوسا وعدد من الضباط للاستيلاء على الحكم. فقد شهدت تركيا، أول من أمس، ليلة عصيبة، بعدما حاول عسكريون استولوا على أسلحة وطائرات، الانقلاب على الحكم، فعمدوا إلى نشر الدبابات والمركبات العسكرية في الشوارع، وفجروا منتجعاً كان يستضيف الرئيس رجب طيب أردوغان، وألقوا قنبلة قرب القصر الرئاسي واختطفوا رئيس الأركان خلوصي اكار، كما اجبروا مذيعة قناة «سي إن إن تورك» الحكومية على تلاوة بيانهم. وقصف الانقلابيون بالدبابات البرلمان وحاصروا مطار أتاتورك في إسطنبول واستهدفت مروحية لهم مبنى الاستخبارات في أنقرة، وأطلقوا الرصاص على الناس، وعندها أسقطت مقاتلة حكومية مروحية «انقلابية»، واندلعت مواجهات أسفرت عن مقتل 265 شخصاً بينهم 104 من الانقلابيين، وإصابة 1440. وكان أردوغان يقضي عطلة على الساحل في منتجع مرمرة عندما حصل الانقلاب، وظهرعبر تطبيق «فيس تايم» على شاشة هاتف محمول لمذيعة في قناة «سي إن إن تورك»، داعياً المواطنين إلى النزول للشوارع ومواجهة الانقلابيين. وفعلاً لبّت الجماهير دعوته على الفور، وملأ عشرات الآلاف الساحات الرئيسة في المدن التركية، ومع انتشار القوات الخاصة التركية في الشوارع لمواجهة الانقلابيين، بدأ الانقلابيون يسلّمون أنفسهم ويتركون دباباتهم. وتوعّد أردوغان الانقلابيين «الخونة»، قائلاً ان «الذين نزلوا بدبابات سيتم القبض عليهم.... من تورّط بهذا الانقلاب سنلاحقهم وسنجعلهم يدفعون الثمن». واتهم أردوغان متمردين تابعين لما تسميه أنقرة «الكيان الموازي» المنظمة التابعة لرجل الدين التركي فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا في الولايات المتحدة، بتنفيذ الانقلاب، مردفاً: «سيدفعون ثمناً باهظاً لهذا. هذه الانتفاضة هي هدية من الله لنا لأنها ستكون سبباً في تطهير جيشنا». لكن الحركة التابعة لغولن نفت أي دور لها في ذلك، موضحة أنها تدين أي تدخل عسكري في السياسة الداخلية. وبحلول الساعات الأولى من صباح أمس، أخذ أنصار الحكومة في اعتلاء الدبابات التي تركها الانقلابيون، فيما خرج النواب المختبئون في ملاجئ البرلمان في أنقرة، حيث كانوا يعقدون جلسة استثنائية، تعرض البرلمان خلالها لإطلاق النار من دبابات. من جهته، أعلن رئيس الحكومة بينلي يلدريم أمس، عقب القضاء على محاولة الانقلاب، أنها «لطخة سوداء» في صفحة الديموقراطية في تركيا، متهما منظمة غولن بتنفيذ الانقلاب. وفي كلمة له من امام مكتبه، وبجانبه رئيس أركان الجيش خلوصي أكار، الذي احتجزه الانقلابيون امام قصر جنكايا في انقرة لساعات، أوضح يلدريم أن نحو 104 من مدبري الانقلاب قتلوا وأن 30 آخرين أصيبوا. وعند انتهاء الانقلاب تم اعتقال 2839 من أفراد الجيش وعزل 5 جنرالات و29 كولونيلاً واعتقال قادة في الجيش وإعفاء قائد خفر السواحل من منصبه. وفور فشل الانقلاب، هنّأت الكويت تركيا بانتصار الديموقراطية، حيث بعث سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برقية إلى أردوغان، هنأه فيها بنجاح الشرعية والانتصار للديموقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق، بالمحافظة على مكتسباته الدستورية والتي مكنت الشعب التركي من تجنب معاناة ومآس كثيرة وحقن دماء الابرياء. كما هنأ رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بنجاح السلطات التركية الشرعية في إعادة الاستقرار الى البلاد. من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية تخصيص طائرة كويتية خاصة لإعادة المواطنين الكويتيين المتواجدين في تركيا الراغبين في العودة. ووضعت الأحداث المفاجئة المستثمرين الكويتيين خلف شاشات التلفزة، في انتظار خبر من هنا، وعاجل من هناك، لاستشراف مآلات الوضع في تركيا، التي تأرجحت ليلة كاملة بين «انقلاب» و«لا انقلاب». في السياق، تم تعليق الضربات الأميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» بسبب اغلاق المجال الجوي التركي. وكانت السلطات التركية منعت الدخول والخروج من وإلى قاعدة «إنجيرليك» الجوية التي يستخدمها الجيش الأميركي لتنفيذ ضربات جوية ضد «داعش» في سورية. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن لم يكن لديها أي فكرة عن تدبير محاولة انقلاب في تركيا، التي رأى أنها نفذت بطريقة غير مهنية، مكرراً تأييد واشنطن لأردوغان «المُنتخَب» (عواصم - وكالات)

مشاركة :