أبوظبي: الخليج تحتفل وكالة الإمارات للفضاء، بالذكرى السنوية الثانية على تأسيسها، بعد تحقيقها مجموعة من الإنجازات والنجاحات الكبرى على مختلف الصُعد، وتشمل إطلاق استراتيجية الوكالة، وتطوير قطاع فضائي متكامل في دولة الإمارات، وصولاً إلى توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم مع عدد من أهم الهيئات والمنظمات والوكالات الفضائية العالمية. كانت الوكالة أسست بصفتها هيئة اتحادية عامة بموجب مرسوم بقانون اتحادي رقم 1 لسنة 2014، لتنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي، بما يخدم مصالح الدولة، وتشجيع استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الدولة وتطويرها وتنميتها، وتقديم المشورة في هذا المجال، إلى جانب إقامة الشراكات الدولية في القطاع الفضائي، ما يعزز دور الدولة ومكانتها فيه، فضلاً عن الإسهام في تنويع الاقتصاد الوطني، من خلال قطاع فضائي وطني متطور، ونشر الوعي بأهميته وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء أساسات متينة لقطاع حيوي قطعت الوكالة خلال هذه الفترة القصيرة شوطاً كبيراً نحو تطوير قطاع الفضاء الوطني الذي يسعى إلى وضع ملامح علمية وتقنية جديدة في الدولة، إذ تمكنت من إنجاز وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، التي تناقشها حالياً الجهات المختصة، وهي تضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الوطنية للقطاع، إلى جانب إطلاقها الناجح في مايو/أيار 2015 لخطتها الاستراتيجية المنسجمة مع رؤية الإمارات 2021، الهادفة إلى أن تكون الإمارات واحدة من أفضل دول العالم بحلول يومها الوطني الخمسين، بوصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ. وتندرج في إطار الخطة الاستراتيجية التي أطلقتها الوكالة أربعة أهداف رئيسية، أولها تنظيم وتطوير قطاع الفضاء بمعايير عالمية، بما يخدم المصالح الوطنية ويسهم في تنويع الاقتصاد، ويدعم التنمية المستدامة. الثاني تعزيز جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء، بما يدعم التقدم العلمي للدولة ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية. الثالث استقطاب وإعداد كوادر وطنية ليصبحوا رواداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة، أما الهدف الرابع فيتم التركيز من خلاله على بناء وتقوية العلاقات والشراكات الدولية في مجال الفضاء بما يسهم في تطوير قطاع الفضاء الوطني فضلاً عن ضمان تقديم الخدمات الإدارية كافة وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية. اعتراف عالمي بمكانة الدولة في القطاع نجحت الوكالة خلال العامين الماضيين في تعزيز التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية والوكالات الفضائية التي تشاركها الرؤية في استكشاف الفضاء، موقعة مذكرات تفاهم مع نظيراتها الأمريكية والفرنسية الروسية والصينية والإيطالية واليابانية والبريطانية والهندية وغيرها، فضلاً عن نيلها عضوية في اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء بعد حصولها على موافقة أعضاء اللجنة بالإجماع، وعضوية مجموعة مراقبة الأرض، المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض، التي تعد جميعها دليلاً على اعتراف العالم بأهمية برنامج الدولة الفضائي. وشاركت كذلك في فـــعاليات مهــــمة في قطاع الفضـــــاء العالمي، لـــعــــرض رؤيتــــها، ومــشـــــاركة قصص نجاحها وتبادل الخبرات مع صناع القرار العالميين، حيث شاركت في ملتقى الفضاء الدولي في كولورادو، الذي عرضت فيه خلال ندوة خاصة بقطاع الفضاء الإماراتي، نبذة عن آخر تطورات قطاع الفضاء في الدولة، وأثر هذه التطورات في النمو الاقتصادي والاستراتيجيات المستقبلية. كما شاركت في اجتماعات لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (كوبوس) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، بهدف لعب دور عالمي ومؤثر في مسيرة الفضاء الدولية. إنجازات علمية بعقول وسواعد إماراتية ومن بين أبرز المبادرات العلمية التي جذبت اهتمام العالم وعززت من مكانة الدولة كجزء فاعل في منظومة الفضاء العالمية، كانت تنظيم الوكالة لحملة علمية مشتركة لرصد دخول جسم من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوي الأرضي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بالتعاون مع مركز الفلك الدولي الإماراتي، التي كانت من الفرص النادرة التي يكون العلماء فيها على علم مسبق بموعد ومكان سقوط جسم فضائي بشكل دقيق، ما أتاح للعالم دراسته لتطوير وتحسين أدوات التنبؤ بالأجسام التي تدور حول الأرض ودراسة الأجسام القريبة من الأرض، مثل: الكويكبات أو النيازك أو الأقمار الاصطناعية وأجزاؤها المتهاوية. تطوير المهارات البشرية المتخصصة أما على صعيد التعليم، فأطلقت الوكالة مبادرات عدة من شأنها أن تُسهم في بناء رأس المال البشري الضروري لتأسيس اقتصاد عالمي يعتمد على المعرفة وتشجيع الطلاب على دراسة مجالات الفضاء والعلوم، من بينها: البرنامج التدريبي مع لوكهيد مارتن، ومبادرة المهندس الفضائي الصغير بالتعاون مع إيرباص، والمسابقات التي تشجع الطلاب على المشاركة في المجالات العلمية والفضائية، مثل: صمم مركبتك الفضائية وكوكب المريخ. وتعاونت الوكالة من خلال فريق العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم ومسؤولي التربية للفئة التعليمية، لمراجعة المناهج العلمية ودراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، كما وقعت مذكرة التفاهم مع كليات التقنية العليا للتعاون على تنمية كوادر بشرية واستقطاب كفاءات وطنية للعمل في قطاع الفضاء الإماراتي، وإنشاء مختبرات متطورة لبرامج الفضاء وأنظمة الأقمار الصناعية، وتوفير فرص تدريب عملي للطلبة. وعلى صعيد المنح الدراسية، وفرت فرصاً لابتعاث مجموعة من الطلاب المتميزين خارجياً ومحلياً، من خلال شراكة استراتيجية مع وزارة شؤون الرئاسة وصندوق دعم قطاع الاتصالات. كما نجحت في توقيع اتفاقيات مع جهات تعليمية مرموقة، لتنظيم مخيمات صيفية لتنمية معارف الطلبة في مجال الفضاء. مراقبة كواكب المجوعة وعملت الوكالة في الإطار ذاته، على تنظيم فعاليات لمراقبة كواكب المجموعة الشمسية بالتعاون مع مركز الفلك الدولي الإماراتي، من بينها: فعاليتان لرصد ظاهرة تقابل كوكب المريخ مع الأرض على خط مستقيم، وأخرى لرصد كوكب عطارد، جمعت خلالها مختصين ومحاضرين في علوم الفلك واستكشاف الفضاء. وهدفت من خلال تنظيم مثل هذا النوع من الفعاليات إلى زيادة اهتمام المجتمع بالنشاطات الفضائية للدولة. الرميثي: نفخر بالإنجازات ونتطلع للمستقبل قال الدكتور خليفة الرميثي، رئيس مجلس الإدارة: نفخر بأن نحتفل بالذكرى الثانية لتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، بعد أن ثبتت أقدامنا لنؤكد التزامنا المطلق نحو الوطن والارتقاء بمكانة الدولة ضمن قطاع الفضاء العالمي، وفاء للعهد الذي قطعته قيادتنا الرشيدة، بأن نكون من ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء، وأن نصل إلى المريخ احتفالاً باليوم الوطني الخمسين لدولتنا الغالية. وأضاف: عملنا في الوكالة، منذ التأسيس، على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة لهذا القطاع، التي تبلورت منذ عام 1973،عندما التقى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفداً من وكالة ناسا للفضاء. شهادات على النجاح صرح مسعود محمود، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات: لعبت الوكالة منذ تأسيسها دوراً رئيسياً في إبراز دولة الإمارات لاعباً رئيسياً ضمن مجتمع الفضاء العالمي، من خلال تطوير وتنمية الكوادر المحلية، وتشجيع استكشاف آفاق جديدة. ونهنئ وكالة الإمارات للفضاء بمناسبة الذكرى السنوية الثانية على تأسيسها. وأكد يوسف الشيباني، المدير العام لـمركز محمد بن راشد للفضاء أن الوكالة استطاعت في عامين أن تحرز إنجازات عززت دور الإمارات في مجتمع الفضاء العالمي، ولعبت دوراً محورياً محلياً على صعيد استراتيجية الفضاء وتنظيم القطاع. وقال برنارد دن، رئيس شركة بوينغ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: تحتفل بوينغ هذا العام بمرور 100 عام على تأسيسها، ونحن نتطلع إلى الـ100 عام المقبلة بترقب كبير. ونحن في بوينغ نؤمن بأن استكشاف الفضاء يعد مجالاً هاماً بالنسبة لبوينغ ولدولة الإمارات. وقال سامر حلاوي، الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات: قامت دولة الإمارات بتطوير طرق جديدة للعمل خدمة للبشرية، حيث قامت وكالة الإمارات للفضاء منذ تأسيسها ببناء جســـور مــع وكالات الفـــضاء الــعـــــالمية الـــــرائدة، لأن مـــشـــــاركـــة المــعــرفــــة العلمية وروح التعاون ستخـــلق إرثاً دائماً.