ينمو قطاع السياحة العلاجية بسرعة كبيرة في ظل تنافس الكثير من الدول لاستقطاب أكبر عدد من الراغبين في الشفاء والذين يتزايد عددهم من يوم لآخر، ودخلت دولة الإمارات بقوة في هذا التنافس في هذا القطاع، لتحجز لها مقعداً وتنافس أعرق الدول في هذا المضمار، وهناك دول حافظت على قوتها في الخدمات العلاجية رغم الأزمات الاقتصادية والسياسية، وبقت نقطة ارتكاز يتجمع فيها مئات الآلاف من المرضى سنوياً، كونها تقدم خدمات متطورة في أمراض تخصصية على أيدي أطباء أكفاء. والسياحة العلاجية تعتمد على استخدام المصحات المتخصصة والمراكز والمستشفيات الحديثة التي تتوافر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية ذات كفاءة عالية، أمّا السياحة الاستشفائية فإنّ مقومها الأساسي العناصر الطبيعية في علاج المرضى مثل: الحمامات المعدنية والكبريتية، والبحيرات، والرمال، والتعرض لأشعة الشمس طلباً للشفاء. وهناك بعض الدول التي استغلت حصولها على مقومات الاستشفاء لتوفر أيضاً خدمات طبية راقية، مما جعلها قبلة للعلاج والاستشفاء مثل تايلاند، والهند، وتونس، والأردن. هناك قائمة طويلة من الدول التي اشتهرت بتقديم خدمات طبية، فالنجاح الكبير الذي حققته السياحة العلاجية وتواصل الإقبال عليها جعل حكومات الدول تولي اهتماماً خاصا بهذا القطاع، بإقامة مشاريع عملاقة، كما دخل القطاع الخاص بقوة من خلال استثمارات ببلايين الدولارات. وعربياً، هناك العديد من الدول التي تنشط في هذا المجال منها: تونس، والأردن، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، ومصر. البعض منها فرضت وجودها بفضل خدماتها الطبية الراقية ومستشفياتها الحديثة التي يعمل بها أطباء عالميون، في حين استغلت دول أخرى ما يتوفر في طبيعتها من حمامات ورمال وعيون مائية تشفي من العديد من الأمراض لتراهن عليها مع توفير الخدمات المطلوبة. وأصبحت السياحة العلاجية مصدراً مهماً للدخل لدى بعض الدول العربية بفضل ما حققته، ممّا جعلها تولي اهتماماً خاصاً بهذا المجال وترصد مبالغ طائلة لتطويره وتوسيعه. وأشهر الدول في مجال السياحة الطبية نعرضها تالياً: تايوان استقبلت تايوان في 2012 أكثر من 90 ألف سائح طبي استفادوا من مصحاتها ومرافقها الطبية التي تضاهي أشهر المرافق العالمية بجودتها وتطورها وتكلفتها الرخيصة نسبياً مقارنةً بالدول المتقدمة والعريقة في المجال الطبي. ويزور تايوان المهتمون بعمليات الشد والتجميل. هنغاريا تستقطب هنغاريا العديد من الزوار الأوروبيين خصوصاً بفضل عيادات طب الأسنان التخصصية والتي تربو عن 150 عيادة تعنى بكل مشاكل الأسنان وخاصة التجميلية. الهند تعتبر السياحة الطبية في الهند مصدر دخل لا يستهان به للبلاد وهي وجهة مرغوبة للكثير من الجنسيات أكثرهم من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط (دول الخليج على وجه الخصوص) وذلك بسبب جودة المرافق الطبية ومراكز الأبحاث والتكلفة المعقولة. بولندا أكبر بلد أوروبي يمتلك ينابيع حارة بالإضافة إلى المصحات الخاصة بأمراض الجلد والمفاصل والبنية الجديدة من الفنادق والأماكن الخاصة بالعلاج المائي الحار. ماليزيا يمكن للسائحين التمتع بكافة الفحوص الطبية في مرافق ماليزيا المتطورة والرخيصة نسبياً مقارنةً بدول الجوار وأوروبا وأمريكا ضمن مناظر طبيعية ساحرة. وتقدم البلاد كذلك علاجات تخصصية متميزة للحروق والإخصاب. البرازيل تعتبر البرازيل أشهر الوجهات في مجال السياحة التجميلية وزارها في 2013 أكثر من 180 ألف سائح سعياً وراء مظهر جديد. بل تنتشر في البرازيل عيادات نفسية لتأهيل المرضى بعد جراحاتهم التجميلية الجذرية. وهناك يقوم أطباء التجميل بأية جراحة تخطر بالبال، ولا تقتصر على البشر فحسب، بل هناك عيادات تجميلية متخصصة للحيوانات الأليفة. تركيا تمتاز تركيا بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يسهل وصول الزوار إليها من دول آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وعدا عن الميزات السياحية الغنية في البلاد، تشتهر تركيا بمرافقها الطبية المتخصصة بعلاج العيون وخاصة عمليات الليزر، كما تشتهر بجودة العلاجات المتعلقة بأمراض القلب والعظام. تايلاند استضافت تايلاند في 2013 أكثر من مليون زائر بقصد السياحة العلاجية وأشهرها عمليات تخفيف الوزن وإجراء الفحوص الطبية العامة وعلاج الأورام والقساطر القلبية. تشيكيا أمّا في مجال الاستشفاء فإنّ تشيكيا يتوفر بها حمامات معدنية كثيرة مياهها تعالج العديد من الأمراض، وأشهر مدينة في العالم بها حمامات معدنية كثيرة هي مدينة بشتاني في سلوفاكيا. سنغافورة تتمتع سنغافورة بأجود المرافق الطبية حول العالم وخاصة تلك المتعلقة بعلاج أمراض القلب والأورام وزراعة الأعضاء. ألمانيا تسمى ألمانيا بمستشفى أوروبا بفضل تاريخها الطويل والعريق في المجال الطبي ومراكز الأبحاث المتطورة والمرافق التي تعتمد على تقنيات العلم الحديث. ويميز ألمانيا مناخها المقبول وسهولة الوصول إليها من كافة أنحاء العالم، وكذلك شهرتها في مجالات العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بعد العمليات الجراحية المعقدة. دبي تقدمت دبي في قائمة الوجهات السياحية العالمية خلال عامين، وتقدم أعلى خدمات للسياحة الطبية بالإضافة إلى الخدمات السياحية الفائقة. اليابان تحتل المركز 18 في العالم وتتميز بوفرة التكنولوجيا الحديثة للغاية في العمليات الجراحية المعقدة ولكن كلفتها مرتفعة بالمقارنة بالدول التي تشتهر بالجراحين البشريين. الأردن وفلسطين تعتمد السياحة العلاجية في الأردن وفلسطين على وجود الأملاح والبحر الميت الذي يعالج الصدفيات وأمراض الجلد ووجود المنتجعات الطبية الخاصة جعل الأردن وفلسطين من أعرق الدول في العلاج بالطمي المالح في العالم. المكسيك قصد المكسيك في 2013 حوالي مليون زائر طلباً للعلاجات الطبية في مجال البدانة وتجميل الأسنان التي تشتهر بهما البلاد. والسبب وراء هذا العدد الكبير من الزوار هو قربها من الولايات المتحدة وتدني كلفة العلاج مقارنةً بجارتها الأمريكية، مما يجعلها وجهة سياحية وطبية مريحة وملائمة للكثير من المقيمين في الولايات المتحدة. روسيا تتميز روسيا بالخدمات الصحية وتعتمد على الكادر البشري وقلة الكلفة وهي أكثر ما يميز السياحة العلاجية الروسية وتتميز بالعلاجات الجراحية والعظام. جنوب إفريقيا تشتهر جنوب إفريقيا بالعلاجات الكيماوية لكثير من الأمراض وخاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي والبنية السياحية للمرضى. الأرجنتين تتميز الأرجنتين بقلة الكلفة الطبية وتشتهر بالعلاج الرملي والمائي ووجود مصحات متخصصة في العلاج لأمراض الجلد والمفاصل والعظام. كندا تقدم أعلى درجة من الجودة الصحية بالإضافة إلى كوادر بشرية وخدمات سياحية فائقة وتتميز بعلاج أمراض العظام والقلب والدماغ، وتعتبر أغلى كلفة في العالم. كوستاريكا تقع في أمريكا اللاتينية وتتميز بالمنابع الحارة وتتركز فيها العلاجات العظمية، وتعتبر ثاني أغلى دولة في العالم من ناحية الكلفة الطبية السياحية. الفلبين تتصدر الفلبين الوجهات السياحية الطبية في آسيا كونها تمتلك أكبر مصحات طبية استشفائية في القارة، بالإضافة إلى العلاج الجسماني، وهو ما يعرف بالمساج الطبي، وتتميز الفلبين بالعلاج الكامل للأعصاب والعضلات والفقرات. الصين تتمتع الصين بأجود المرافق الطبية حول العالم وخاصة تلك المتعلقة بعلاج أمراض القلب والأورام وزراعة الأعضاء وتعد من أفضل الدول حول العالم في جودة الخدمات الطبية. بريطانيا تصنف المملكة المتحدة على قبلة العلاج الخاص بأمراض الأورام وغيرها من أنواع الأورام بالإضافة إلى وجود بنية سياحية كبرى تجذب ما يقارب من 4 ملايين شخص من العالم من أجل الفحوصات والعلاج. إيطاليا تمتاز إيطاليا بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يسهل وصول الزوار إليها من دول آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وعدا عن الميزات السياحية الغنية في البلاد، تشتهر إيطاليا بمرافقها الطبية المتخصصة بعلاج العيون خاصة عمليات الليزر والشعر وزراعته. إسبانيا تتميز بالينابيع الساخنة التي تعالج المفاصل وتعتبر إسبانيا الدولة الثانية في العالم من حيث جذب أكبر عدد من السياح 73 مليون سائح منهم نسبة كبيرة من أجل العلاج المائي في الجنوب الإسباني.