عقب عودة الاستقرار إلى البلاد، وفشل الانقلاب الذي وقع في تركيا، ضخت البنوك التركية أموالا طائلة في ماكينات الصرافة في منطقة طرابزون وما حولها من مدن؛ وذلك لازدحام السياح الخليجيين على عمليات الصرف، وقد وثق السياح السعوديون ـ خصوصا ـ أحداث الانقلاب الفاشلة، ورصدوا بكاميرات الجوالات عودة الاستقرار للبلاد وقرروا التفاعل مع الأحداث والتعاطي معها بأشكال مختلفة متعددة، تجعل من وجودهم في تركيا أثناء حادثة الانقلاب، ذكرى فريدة، يتعايشون معها ويتباهون بها أمام الأهل والأصدقاء عند عودتهم إلى أرض الوطن. ورصد سياح سعوديون مشاهد من الانقلاب العسكري، في مقاطع فيديو تختزنها جوالاتهم، لإرسالها على الفور إلى ذويهم، وتعمد البعض التعليق على تلك المقاطع بأصواتهم، في شرح مفصل عن مراحل حادثة الانقلاب ووقوف الشعب التركي ضدها، إلى أن فشلت. ورفض سائحون سعوديون مغادرة تركيا، بعد ما أعلنت السلطات فشل محاولة الانقلاب، ورأوا أن الأمر لا يستدعي مغادرة البلاد، وقطع برنامج الإجازة، مشيرين إلى أن محاولة الانقلاب لم تسبب لهم أي خوف يجبرهم على مغادرة البلاد. وتحتضن تركيا سنوياً ما يقارب 400 ألف سائح سعودي؛ حيث يرون في تركيا مكانا ملائما للسفر والسياحة والترفيه الآمن، بعد تراجع نسبة السياحة إلى بعض البلاد العربية، بسبب الأحداث السياسية الساخنة هناك، مثل سوريا ولبنان. وفي سياق متصل، شوهدت أعداد كبيرة من رجال الأمن التركي في الأماكن السياحية لطمأنة السياح، وكان من بين المتواجدين ضباط وأصحاب رتب عسكرية عليا، ووزعوا على الخليجيين أرقام هواتف السفارات، ومراكز الشرطة، وفتحوا مكاتب خاصة في المجمعات والأسواق لأي استفسار للسياح الخليجيين، حيث تواجد من يتقن اللغة العربية للإرشاد وإعطاء التوجيهات. وعلى نفس الصعيد، فتحت ملاهي الألعاب في مدينة أزنجول مجانا للأطفال، كما أن بعض المطاعم الكبيرة فضلت أن تكون الطلبات مجانا أمس ابتهاجا بفشل الانقلاب. وفي إجراء متصل، تعاونت الفنادق مع تمديد إقامة بعض السياح الذين لم يتمكنوا من السفر من طرابزون إلى اسطنبول يوم أمس بالإقامة المجانية. وشوهدت في نفس المدينة تظاهرة بالسيارات حاملة الأعلام التركية، مع أصوات للألعاب النارية وأبواق السيارات أيضا ابتهاجا بفشل الانقلاب، واستمرت الاحتفالات لساعات، علما بأنها انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح أمس. يذكر أن هناك الآلاف من السياح الخليجيين في مدينة أزنجول معظهم من السعوديين، وبعضهم لديهم عقارات في هذه المدينة. من جهة أخرى، دعت سفارة المملكة لدى أنقرة الرعايا السعوديين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات، مؤكدة أنها لم تتلق حتى الآن أي بلاغ عن إصابة أي مواطن بمكروه. وأصدرت السفارة بياناً على خلفية الأحداث التي تشهدها تركيا قالت فيه: إنها تود طمأنة الجميع بأن السفارة في أنقرة والقنصلية في إسطنبول لم تتلق أي بلاغ عن تعرض أي مواطن لمكروه، منوهة إلى أهمية أن يلتزم جميع المواطنين السعوديين بالبقاء في مقر إقامتهم، حتى تتضح الرؤية. وقالت إن المواطنين المتواجدين في تركيا لم يتعرضوا لمكروه خلال الأحداث التي شهدتها وأن الجميع بخير مشيرة إلى أن القنصلية تتلقى العديد من الاتصالات من المواطنين في اسطنبول لتقديم المساعدة والتوجيهات لهم. وكونت السفارة فريق عمل يعمل على مدار الساعة من خلال الأرقام الموجودة على موقع السفارة في تويتر لاستقبال طلبات المواطنين وتقديم المساعدة لهم والتوجيهات الخاصة في ذلك، لافتة أنه قد تكون الخطوط مشغولة أو حدوث مشكلة في الاتصال مضيفة: إنه لم نتلق بلاغات لمواطنين تعرضوا لمكروه حتى أمس الأول. سعوديون في شوارع تركيا عقب الانقلاب
مشاركة :