معسكرات الأندية... تكريس مبدأ الانضباط أولاً

  • 7/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انخرطت أندية دوري عبداللطيف جميل كعادتها الموسمية في معسكرات تحضيرية متفرقة، قلة منها داخل المملكة وجلها خارج الحدود، بحثا عن أجواء أكثر برودة في مثل هذا الوقت، على الرغم من الالتزامات المادية الكبيرة التي تثقل كاهل الأندية في خضم تحضيراتها للموسم الجديد. وبعيدا عن بعض البذخ الحاصل في هذه المعسكرات وتحميل خزائن الأندية مزيدا من الديون، فإن من أولويات هذه المعسكرات أو هكذا يفترض عند البحث عن مخرجاتها الإيجابية، الحرص على تواجد اللاعبين كافة، وتكريس مبدأ الانضباط أولا منذ بداية رسم الخطوط الأولى للتحضير للموسم الجديد، بعد إجازة نهاية الموسم الفارط. من أهم المهام التنظيمية لعمل إدارات الأندية فرض الانضباطية على اللاعبين، منذ الإطلالة الأولى لهم في المعسكرات التحضيرية، ويسير ذلك في خط متواز مع العمل الفني للأجهزة الفنية، بل لايقل الأول شأنا عن الثاني في كل الأحوال، إن أراد مسيرو الأندية تطبيق الأنظمة واللوائح الداخلية لكل نادٍ في وقت باكر قبيل انطلاقة الموسم، والقضاء على تسيب بعض اللاعبين وخروجهم عن النص، والتخلص من العادات الذاتية السلبية للاعب التي تحمل الكثير من التأثيرات المهددة لانخفاض الأداء والمستويات الفنية، ومعدلات لياقتهم البدنية خلال استحقاقات الموسم الجديد ويرفع من مستويات ذلك أيضا المحاضرات التثقيفية النظرية للاعبين داخل المعسكرات. كثيراً ما تتعرض إدارات الأندية لضغوط جماهيرية وإعلامية، عند فرض عقوبات انضباطية على النجوم من اللاعبين ممن تسلط عليهم الأضواء بشكل واضح، وتتوزع حينها التهم جزافا تجاه المدرب أو الإدارة، في بحث مخيب عن مخرج يجمل صورة النجم، الذي لايعي مدى نجوميته وأهميته كقدوة حسنة لبقية اللاعبين، إذ إن التجارب في هذا الصدد أكدت بما لايدع مجالا للشك أن فرض الأنظمة الانضباطية على الجميع ومنح الصلاحيات كافة من رؤساء ومجالس إدارات الأندية للأجهزة الإدارية والفنية في النادي لتطبيقها، آتت ثمارها سريعا وعلى المدى الطويل، ووضعت معها اللاعبين غير المبالين بمسؤولياتهم في مفترق طرق، بين الانصياع للنظام داخل جنبات النادي وخارجه، أو الرحيل غير مأسوف عليه، وهي الحقيقة التي تتقبلها عاطفة الجماهير بعد ذلك ليبقى اللاعب الراحل مهما كانت نجوميته في مهب النسيان مالم يتدارك اللاعب مع نفسه بقية مشواره الفني ويجمله بالانضباط. القصور في تطبيق أنظمة الاحتراف داخل الأندية أو لحظة صياغة العقود المليونية للاعبين، من أبرز الأسباب التي تقود بعض اللاعبين نحو ممارسات غير احترافية، تضره أولا قبل ناديه، فيما أن تطبيق الأنظمة ورفع شعار الكيان أولا هو السبيل الأمثل لفرض هيبة النظام في نفوس اللاعبين. ويذهب الكثير من النقاد إلى أن تأخر استلام اللاعب لمستحقاته ولهثه وراء وعود سرابية من إدارات الأندية يظل أحيانا مدعاة لتمرده على النادي، وانحرافه بعيدا عن نظام الاحتراف المفترض، إلا أن وعي اللاعب في هذا الإطار يبقى رهانا رابحا نحو تعامله الانضباطي، مهما كانت الظروف السلبية المحيطة، إيمانا بحفظ حقوقه حتى لو تأخرت، وهنا يبرز الدور التوعوي لإدارات الأندية ووكلاء اللاعبين في احتواء هذه الحالات الواقعية في هذا الجانب، والتعامل معها بطريقة احترافية تساهم في توازن العلاقة بين اللاعب وناديه، ووضع مرتبات اللاعبين ومستحقاتهم المادية من أولويات العمل الإداري، لتوفير بيئة صحية لفرض الانضباط وغرسه في روح اللاعب، ما ينعكس إيجابا على صعيد النادي، ومشاركات اللاعبين مع المنتخبات الوطنية، نحو تكريس ثقافة عامة لدى جميع اللاعبين يسودها النظام، خصوصا في المراحل الأولى لحياة اللاعب الكروية في الفئات السنية، بعيدا عن العمل العاطفي العشوائي، والمجاملات التي أثبتت إخفاقها وتأثيراتها السلبية على المدى البعيد.

مشاركة :