القاهرة - (د ب أ): حذر رئيس الحشد الوطني ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي من خطورة مشاركة بعض الفصائل التي ترتبط بعلاقات ثقة مع إيران أو تدين لها بالولاء في معركة تحرير الموصل المرتقبة، مشددا على ان ذلك قد يفتح الباب لأن تكون الموصل مركز المحافظة وثاني أكبر مدن العراق، ولاية فارسية، وهو ما لن يقبل به أهلها وستكون عواقبه وخيمة على العراق بأكمله. وشدد النجيفي في مقابلة هاتفية اجرتها معه وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) من القاهرة بالقول: «إذا تمكنت إيران من ان يكون لها نفوذ بالموصل، تكون بذلك قد هيمنت على كل العراق، ولن تكون أي منطقة أخرى بالعراق خارج النفوذ الإيراني». وقال: «ولهذا السبب نحن نصر على ان يكون تحرير الموصل بيد أهلها لا بيد فصائل الحشد الشعبي التي يرتبط بعضها بإيران. الجميع بالموصل لديه مخاوف كبيرة من أن وجود أي جهة لها علاقات بإيران، وتحديدا الجهات المرتبطة بقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال عملية التحرير، قد تعمل على امتداد وبسط النفوذ الإيراني بالمدينة». وأضاف: «لن يقبل أحد ان تكون الموصل ولاية فارسية.. هذا مرفوض تماما.. الموصل منطقة عربية يغلب عليها المذهب السني.. ووجود أي طرف قد يهدد هذا الوضع سيثير الكثير من المشاكل مع أهل المدينة وستكون عواقب ذلك وخيمة وخاصة في ظل وقوع الاهالي تحت ضغط الحملات الإعلامية لداعش وما تقدمه لهم من مواد تدعم تخوفاتهم من الحشد الشعبي». وتابع محذرا: «قد يدفع هذا الوضع بعض الأهالي بالمحافظة إلى عدم التعاون مجددا مع الجيش العراقي والأجهزة الرسمية مثلما حدث وقت سقوط الموصل بيد داعش». واستنكر النجيفي، في هذا الاطار، طرح البعض ان الموصل تمثل حاضنة قوية للوجود والفكر الداعشي وذلك لكونها أول مدينة تسقط بيد التنظيم الإرهابي منتصف عام 2014، وقال: «أهالي الموصل ليسوا متعاونين أو متآمرين مع داعش، ولكن كان هناك وضع سياسي غير مقبول لدى الأهالي في تلك المرحلة فضلا عن استيائهم من بعض تصرفات الجيش حينها.. أما اليوم فالأهالي لديهم أمل في حاضر ومستقبل افضل وأغلبهم يريد الخلاص من داعش». وأردف: «مشاركة جهات عدة بعملية تحرير المحافظة، منها التحالف الدولي، أوجد حالة من الثقة لدى الأهالي وبالتالي باتت العلاقات أفضل معهم حتى أننا نسمع عن خلايا نائمة بينهم تستعد للقيام بانتفاضة كبيرة لطرد داعش.. أي ان تتم عملية التحرير من داخل الموصل لا من خارجها». وقدر المحافظ السابق «عدد مقاتلي داعش الموجودين بالمدينة بما يتراوح ما بين:6000 و 7000 مقاتل أغلبهم من العراقيين ونسبة قليلة جدا من المقاتلين الأجانب». واعتبر النجيفي ان تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التي أشاد فيها بدور الحشد الشعبي وأشار إلى إشراكهم بمعركة تحرير الموصل، وكذلك إشادة وزير الدفاع الأمريكي بهم، «قد جاءت في اطار التصريحات المهدئة ونوع من الترضية لجهودهم وتضحياتهم التي بذلوها في مناطق متفرقة بالعراق»، معربا عن ثقته في أن «القيادة العراقية ببغداد وحليفتها الأمريكية لا تحبذ في الواقع مشاركة الحشد الشعبي بتحرير الموصل».
مشاركة :