اردوغان يدعو الولايات المتحدة إلى تسليم غولن بعد فشل الانقلاب

  • 7/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم (السبت) الولايات المتحدة إلى تسليم الداعية فتح الله غولن الذي يحمله مسؤولية محاولة الانقلاب التي وقعت مساء الجمعة. وقال اردوغان أمام آلاف من انصاره إنه «على الولايات المتحدة أن تسلم هذا الشخص»، في اشارة الى غولن الذي يقيم في بنسلفانيا ونفى اي ضلوع له في محاولة الانقلاب. وأعلن قائد أركان الجيش التركي بالنيابة الجنرال أوميت دوندار إحباط محاولة الانقلاب العسكري، مشيراً إلى مقتل 104 انقلابيين، فيما اعتبر أردوغان أن العمل الذي قامت به قوات من الجيش يمثل عملاً من أعمال الخيانة، وسيكون سبباً لتطهير القوات المسلحة. وقال دوندار للصحافيين في اسطنبول «تم إحباط محاولة الانقلاب هذه»، وأكد مسؤول تركي اليوم ان عدد قتلى الانقلاب الفاشل في تركيا ارتفع إلى 265، مشيراً إلى أن من بين القتلى 104 من مؤيدي الانقلاب و161 غالبيتهم من المدنيين والشرطة. فيما دعا أردوغان عبر «تويتر» المواطنين إلى البقاء في الشوارع، محذراً من تصاعد التوتر من جديد. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، أن الوضع بات تحت السيطرة التامة بعد إنهاء محاولة انقلاب للجيش ضد حكومته. وقال يلدرم وبقربه وزيرا العدل والداخلية وقائد الجيش، أمام مكتب رئاسة الوزراء في أنقرة أن «الوضع تحت السيطرة التامة». وفي وقت سابق قال أردوغان في بث مباشر عبر قناة «ان تي في» التلفزيونية الخاصة، أن محاولة الانقلاب قام بها أتباع رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، وهو شخص يتهمه الرئيس التركي بمحاولة استغلال أتباعه في القضاء والجيش للإطاحة بالحكومة. وقال إنه سيبقى مع شعبه ولن يذهب إلى أي مكان. وأضاف أن «أقلية من منتسبي منظمة الكيان الموازي تمكنوا خلال السنوات الـ 40 الماضية من التسلل إلى قواتنا المسلحة وتشكيلاتنا الأمنية وهم مجموعة لم تستسغ وحدة بلدنا وسلامتها وتكاتفها»، مشيراً إلى أن «ما حدث يظهر أن هيكل غولن عبارة عن تنظيم إرهابي مسلح». ولكن غولن ندد «بأشد العبارات» بمحاولة الانقلاب في تركيا، في بيان مقتضب أصدره قبيل منتصف ليل الجمعة، قال فيه إنه «من المسيء كثيراً بالنسبة إلي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة»، مضيفاً: «أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات». وأوضح الرئيس التركي أن المسؤولين عن الانقلاب سيدفعون ثمناً باهظاً، مؤكداً أن «تركيا لم تعد مثلما كانت في الماضي». وقال إن مجلس الوزراء يؤدي مهماته في أنقرة، مشيراً إلى أنه لا يعرف وضع رئيس أركان الجيش. وأعلن أردوغان أمام صحافيين في مطار اسطنبول حيث كان حشد في استقباله، أن الفندق الذي كان يمضي فيه عطلة الصيف في جنوب غربي تركيا، تعرض إلى القصف بعد مغادرته. وحضّ أنصاره على البقاء في الشوارع إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته. وفي كلمة ثانية لحشد يضم آلافاً من أنصاره يلوحون بالأعلام في المطار الرئيس في اسطنبول، قال أردوغان إن الحكومة لا تزال على رأس السلطة. وأضاف أن بعض الاضطرابات ما تزال مستمرة في العاصمة أنقرة وإنه يأمل في أن تنتهي قريباً، مشيراً إلى أن الرحلات الجوية لشركات الطيران التركية استؤنفت. من جهته أعلن يلدرم أيضاً في حديث لمحطة «أن تي في» التلفزيونية فرض حظر طيران في سماء العاصمة أنقرة، وقال: «اعتباراً من الآن، سيتم إسقاط جميع الطائرات والمروحيات التي تحلق في سماء أنقرة فوق مباني جهاز الاستخبارات العامة والبرلمان ورئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء». وأوضح أن جميع قادة الجيش وقادة الصف الثاني على رأس مهامهم «ونحن كذلك نتابع أعمالنا»، كما أعلن يلدرم أنه عين قائداً جديداً لهيئة الأركان بالنيابة محل رئيس الأركان الجنرال خلوصي آكار الذي يعتقد أنه محتجز لدى العسكريين الانقلابيين. وفي وقت لاحق، قال مسؤول تركي كبير إنه تم تحرير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة التركية الجنرال آكار بعملية أمنية، بعد احتجازه خلال محاولة الانقلاب. وقال يلدرم إنه عين قائد الجيش التركي الأول المتمركز في اسطنبول الجنرال أوميت دوندار قائداً عاماً جديداً للجيش، مؤكداً أن الأمور تتحسن. وقال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن السلطات التركية اعتقلت 336 شخصاً بعد محاولة الانقلاب. وتابع قائلاً لمحطة «سي إن إن ترك» إن هذه الاعتقالات جرت في شتى أنحاء البلاد. إلى ذلك، أشارت الاستخبارات التركية إلى «عودة الوضع إلى طبيعته»، في الوقت الذي تعرض فيه البرلمان في أنقرة إلى قصف جوي. وقال مستشار العلاقات العامة في «جهاز الاستخبارات التركية» نوح يلماز إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في تركيا، مؤكداً إجهاض محاولة انقلاب مجموعة محدودة في الجيش التركي. وأوضح يلماز في تصريح أدلى به اليوم، أن القوات الأمنية التركية سيطرت على المواقع الحساسة في البلاد. وشدد على أن الحياة عادت إلى طبيعتها داخل صفوف الاستخبارات التركية، داعياً المواطنين لفض اعتصاماتهم. وقال إن الشعب حال دون الاستيلاء على مؤسسات الدولة. بدوره، دعا الرئيس التركي السابق عبد الله غل الجيش إلى «التراجع عن خطئهم»، فيما دعا زعيم المعارضة التركية كمال كليغدار أوغلو الشعب التركي إلى اتخاذ موقف موحد ضد المحاولة الانقلابية. وأكد أن حزبه «سيبقى ملتزماً الإرادة الحرة للمواطنين، والتي تعد من أسس الديموقراطية البرلمانية»، مضيفاً أن «هذا الالتزام من أولويات ومبادئ حزبنا وأنصاره وكوادره والحفاظ على الديموقراطية من مهماته». وكان الجيش التركي أعلن في بيان مساء أمس، أنه تولى السلطة في البلاد بالكامل، ما اثار ردود فعل دولية شاجبة لانتهاك الديموقراطية. وأشار البيان إلى أن الجيش قام بتلك الخطوة من أجل حماية النظام الديموقراطي والحفاظ على حقوق الإنسان، مؤكداً أن علاقات أنقرة الخارجية الحالية ستستمر. وأكدت مصادر عسكرية لوكالة «الأناضول» التركية أن الذي خطط للانقلاب العسكري هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية، العقيد محرم كوسا الذي أقيل من منصبه في وقت سابق. وأوضحت المصادر أن ضباطاً وعسكريين، وقفوا إلى جانب كوسا في الانقلاب، مثل العقيد محمد أوغوز أققوش والرائد أركان أغين والمقدم دوغان أويصال، مبينة أن قوات الأمن التركية اعتقلت 13 عسكرياً من منفذي الانقلاب بينهم 3 ضباط أثناء محاولتهم اقتحام المجمع الرئاسي في العاصمة التركية. وفي رد فعل أولي عقب محاولة الانقلاب، اعتقل 1563عسكرياً في أنحاء مختلفة من تركيا على ارتباط بالانقلاب التي نفذتها مجموعة من الجنود المتمردين، كما أقيل خمسة جنرالات و29 ضابطاً برتبة كولونيل من مهامهم بأمر من وزير الداخلية أفكان علي. بحسب ما أفادت «الأناضول». وبحسب شهود من «رويترز»، فإن طائرة هليكوبتر عسكرية أطلقت النار في العاصمة التركية، بينما أفاد آخرون بسماع دوي إطلاق نار في العاصمة. وأكد شهود أن انفجارين آخرين أصابا مبنى البرلمان التركي في أنقرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وذلك بعد ما هز انفجار المبنى في وقت سابق، وأكدت مصادر إصابة 12 شخصاً بجروح إثنان منهم بجروح بالغة من جراء الهجوم. من جهة ثانية، أكد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تشيبراس في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، أنه سيتم عمل ما يلزم من أجل إعادة الانقلابيين الثمانية الذين فروا إلى بلاده. وذكرت وكالة «الأناضول» أن عناصر من القوات المسلحة التركية تسلمت بالفعل من أثينا المروحية التي فر بها الإنقلابيون، من دون الإشارة إلى وجود الإنقلابيين على متنها. وكانت وزارة «الأمن العام وحماية المواطنين» في اليونان قالت في وقت سابق إن السلطات اعتقلت ثمانية رجال كانوا على متن طائرة هليكوبتر عسكرية تركية هبطت في مدينة أليكساندروبوليس شمال البلاد في منتصف النهار اليوم. وأضافت الوزارة أن المعتقلين الثمانية طلبوا اللجوء السياسي، وأوضحت مصادر حكومية يونانية إن اليونان ستنظر في طلب العسكريين الأتراك اللجوء السياسي. وكانت السلطات التركية طلبت من أثينا تسليمهم، بحسب ما أعلن وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو لشبكة «هابرترك». وقال الوزير بعد فشل محاولة الانقلاب التي نفذها عسكريون ليل الجمعة «طلبنا من اليونان تسليم ثمانية خونة فور الإمكان». واعتقلت اليونان العسكريين بعد هبوطهم في مدينة ألكسندروبوليس في شمال اليونان. وقال أحد المسؤولين إن من المقرر أن يمثلوا أمام النيابة اليونانية غدا الأحد. وفي وقت صرح مصدر عسكري يوناني كبير لـ «رويترز» اليوم، بأن مجموعة معارضة لحكومة تركيا استولت على فرقاطة في قاعدة «جولجوك» البحرية التركية واحتجزت قائد الأسطول التركي رهينة. وبعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة نصية عبر الهاتف إلى الشعب يطالبه بالذود عن الديموقراطية والسلام. وحملت الرسالة توقيع إردوغان باسمه كاملاً ودعا فيها أيضا الشعب إلى النزول للشوارع في مواجهة «فئة قليلة».

مشاركة :