صحيفة المرصد:سجّل صندوق التنمية العقارية سابقة تاريخية، تحدث لأول مرة منذ تأسيسه وبدء أعماله في عام 1395هـ، تمثلت في تخلي الصندوق ولمدة تزيد على عام كامل عن مهمته الاولى التي تتمثل في تقديم قروض لبناء المساكن الخاصة للمواطنين السعوديين. ووفقاً لموقع سبق أصبحت السابقة التاريخية بمثابة الشغل الشاغل لقوائم الانتظار الذين يزيد عددهم على 412 ألف مواطن ومواطنة، طرقوا خلال الأشهر الماضية أبواباً عدة؛ أملاً في استئناف الدفعات التي كان آخرها في شهر رمضان قبل الماضي، دون جدوى. مناشدات ومعاناة قدّموا مناشدات عبر وسائل الإعلام، رفعوا مطالبات وشكاوى للصندوق، وأخيراً نثروا معاناتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجميعها محاولات لم تثمر عن حلول، حيث قوبلت بصمت المعنيين عن الصندوق ووزارة الاسكان.وفيما تقول المعلومات إنه لا توجد بوادر عن دفعة جديدة خلال هذه الأيام أكدت مصادر مطلعة أن الأزمة مشتركة، حيث يعاني الصندوق من ضعف السيولة، وهو ما يتطلب تكاتف الجهات المعنية وأبرزها وزارة المالية لاعتماد دفعات جديدة تروي عطش الآلاف من المواطنين الذين ما زالوا يطاردون أحلام امتلاك منزل. حرب الخليج ووفقاً للمعلومات، لم يسبق للصندوق العقاري الذي تأسس بموجب مرسوم ملكي في تاريخ 11/ 6/ 1394هـ وبدأ نشاطه عام 1395هـ، أن توقفت دُفْعاتِه لأكثر من عام كامل، رغم المرور خلال العقود الماضية بأحداث مختلفة أبرزها حرب الخليج، والتي تم خلالها تقليص حجم دفعات الصندوق، دون أن تتوقف. لا أسباب معلنة ويرى مهتمون أن توقّف دفعات القروض العقارية لا يتوقف تأثيره على قوائم الانتظار فقط بل يتعدى ذلك للحركة الاقتصادية والتنمية في قطاع الاسكان، مبدين استغرابهم من طول فترة إيقاف الدفعات دون إبداء الأسباب.ويرى المراقبون أن توقّف دفعات القروض أوقف أهداف ومهام الصندوق التي أسس من أجلها، وأهمها المساهمة في إقامة المساكن الحديثة والمجمعات السكنية في مختلف أنحاء المملكة، وتقديم قروض لبناء المساكن الخاصة للمواطنين السعوديين؛ بهدف مساعدتهم لبناء وحدات سكنية. طلب الشورى من جهته كان مجلس الشورى قد طلب رسمياً خلال شهر شعبان الماضي من صندوق التنمية العقارية تقليص مدد انتظار طالبي القروض، والتي تفاقمت وبدأت في التزايد رغم أنها، وخلال السنوات الخمس الماضية، اتجهت للتقليص قبل أن تعود للتمدد مجدداً نتيجة لخفض أعداد آخر الدفعات بداية العام الماضي قبل أن تتوقف منذ أكثر من عام. المتضررون من توقف دفعات الصندوق العقاري وعبر شكاوى ومطالبات ومناشدات عبّروا عن تذمرهم واستيائهمة ورفعوا أصواتهم مطالبين بتدخل المسؤولين للنظر في مسببات توقف الدفعات والعمل على استئناف صرفها سريعاً. الوزير الجديد ووجّه المتضررون تساؤلاتهم لوزير الإسكان وصندوق التنمية العقارية عن أسباب توقف دفعات القروض، مبدين استغرابهم خاصة أنه ومنذ تولي الوزير الجديد للإسكان منصبه، ومنذ تكليف المشرف الجديد على الصندوق بمهمته لم تعتمد ولا دفعة جديدة!وقال عدد من المواطنين في شكواهم: من يتحمّل دفعات الإيجار التي تترتب علينا، انتظرنا سنوات طويلة، وسعدنا بسرعة اعتماد الدفعات خلال الأعوام الأخيرة، وبنينا أحلامنا لامتلاك المساكن، قبل أن يقتل التوقف الغريب للقروض هذه الأحلام والأمنيات. توقف مفاجئ وزادوا: كانت الدفعات التي يعتمدها الصندوق منتظمة حتى شهر رمضان العام الماضي، وقبل أيام قليلة من تعيين الوزير الجديد لوزارة الإسكان، حيث توقفت الدفعات بشكل مفاجئ وغريب، ودون إعلان أي مبررات لإيقافها، ولم تعتمد أي دفعة منذ تولي الوزير الجديد للإسكان منصبه، ومنذ تولي المشرف العام الجديد على الصندوق مهام عمله. أزمة السكن وأضافوا: مع أزمة السكن التي نعيشها، يفترض الإسراع في اعتماد وصرف دفعات القروض العقارية، نحن نعاني من الإيجارات، وننتظر القروض منذ أكثر من ١١ عاماً.يشار إلى أن عدد المدن والقرى والهجر المستفيدة من خدمات الصندوق 4279 مدينة وقرية وهجرة، وهذا الرقم يبرز الدور الكبير الذي يلعبه الصندوق في مجال التنمية العقارية بالمملكة، وتسبب توقف مهامه في التأثير على التنمية العقارية بشكل عام.الجدير بالذكر أن آخر دفعات الصندوق التي اعتمدت العام الماضي شملت جميع المتقدمين بطلباتهم للصندوق، في كل أنحاء المملكة حتى تاريخ 12/ 2/ 1426هـ.
مشاركة :