ستكون لاهبة بكل المقاييس.. لا شيء يمكن أن يفقد قمة الهلال والنصر المرتقبة غدا السبت في نهائي كأس ولي العهد السعودي للمرة الثانية على التوالي من قوتها.. الفريقان في أفضل حالاتهما الفنية وهما من ينافس على بطولة الدوري حتى الآن وصفوفهما تعج باللاعبين القادرين على حسم الفوز بكل قوة وهما الأكثر جدارة حتى الآن.. تؤكد الأرقام والتحليلات الفنية أننا سنكون أمام واحدة من المباريات التاريخية التي يندر تكرارها.. فيما يلي قراءة خاصة لخطوط الفريقين من المحلل الرياضي المميز خالد الشنيف وقراءة رقمية لأفضل عناصر القوة في قطبي الكرة السعودية: يؤكد المحلل والخبير الرياضي خالد الشنيف على أن كفة النصر تميل في الجوانب الدفاعية فيما يملك وسط وهجوم الهلال وأطرافه الأفضلية في النواحي الهجومية.. غير أن تغيير مدرب الهلال سامي الجابر لطريقة لعب فريقه في المباريات الماضية جعل الفريق أقل هجوميا ولكن أكثر توازنا في النواحي الدفاعية. ويشدد الشنيف خلال تحليله لخطوط طرفي نهائي كأس ولي العهد على أفضلية حراسة ودفاع ووسط النصر في الجوانب الدفاعية وتفوق دفاع ووسط الهلال في الجوانب الدفاعية كما أن وفرة المهاجمين في النصر تمنحه الأفضلية.. ويقول:»يتفوق حارس النصر عبدالله العنزي على نظيره في الهلال سواء كان فايز السبيعي أو حتى حسن شيعان.. يظل العنزي أكثر ثقة وهدوءا.. ومع أني أتوقع أن يشارك شيعان في حراسة الهلال نظير ما قدمه في المباريات الماضية من مستويات مميزة.. أما في الدفاع فسيتواجد في الهلال كواك وديجاو وإلى جوارهم عبدالله الزوري وياسر الشمراني في مقابل محمد حسين ومحمد عيد وإلى جوارهم حسين عبدالغني وخالد الغامدي.. ويتفوق الهلاليون في الجانب الهجومي لأنهم أكثر فاعلية خاصة مع انطلاقات الأظهرة والكرات العرضية المثالية من الشهراني والزوري.. فالجهد الذي يقوم به حسين عبدالغني وخالد الغامدي على الأطراف ليس بقوة الجهد الذي يقوم به الزوري والشهراني كمساندة فعالة للهجوم بالكرات الطويلة والعرضية.. ولكن في الحالة الدفاعية والتنظيم الدفاعي فدفاع النصر من أفضل الدفاعات في السعودية في هذا الجانب.. هناك توازن كبير بين الرباعي وتصحيح للأخطاء.. حتى في وجود كواك وديجاو يتفوق دفاع النصر لأهمية الانسجام في الرباعي في الخلف لأن هذا الانسجام سيصحح الأخطاء التي قد تقع بسرعة ويسهل التواصل بين اللاعبين لهذا رباعي النصر دفاعيا أعلى بكثير من دفاع الهلال هذا الموسم».. ويشدد :»الأهم في رباعي النصر عملية الانسجام والتوازن وتصحيح الأخطاء بسرعة.. ويظل الجانب الدفاعي أهم بالتأكيد». دعم هلالي يرجح الشنيف قوة وسط الهلال في الجوانب الدفاعية غير أنه يعتقد أن مشاركة النصر بثلاثة لاعبين محور ارتكاز تمنحه الأفضلية في الخلف.. كما أن أسلوب الفريقين يختلف باعتماد الهلال على المساندة الهجومية ووفرة صناع اللعب فيما يعتمد النصر على إرسال الكرات الطويلة للمهاجمين.. ويقول :» سيتواجد في محور الارتكاز من الهلال سعود كريري والإكوادوري كاستيلو.. ويقابلهم على الأرجح ثلاثة في النصر عوض خميس وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي. وربما يكون مراد دلهوم في الاحتياط.. الكثافة العديدة في المحور لصالح النصر.. فتوظيف الثلاثي في النصر وطريقة توظيفه ستكون أفضل من اثنين. . وهذا ما يمنح حيوية أعلى للاعبي النصر في الجانب الدفاعي.. أما في الهلال فالميزة الموجودة في وسطه بشكل عام هي القوة الهجومية.. خاصة لدى تياجو نيفيز وتحوله الداعم للهجوم كمهاجم ثالث هذا غير موجود في النصر».. ويتابع :» سيلعب النصر بصانع لعب واحد هو يحيى الشهري مقابل تياجو نيفيز ونواف العابد وسالم الدوسري وربما سلمان الفرج وعبدالعزيز الدوسري.. وربما يشارك الفرج بدلا من سعود كريري.. لهذا نجد الأدوار الدفاعية للاعبي النصر أكثر.. فالنصر من الفرق لا تحضر كثيرا بالكرة.. إبراهيم غالب يملك ميزة غير موجودة في أي محور آخر وهي إرسال الكرات الطويلة للمهاجمين وهي ميزة لا يملكها لاعبو الهلال سوى في تياجو نيفيز ولكن كون نيفيز يلعب قريباً من المهاجمين فمن الصعب عليه القيام بهذا الدور.. غالب يختصر الكثير للنصر في الحالة الهجومية». ويشيد الشنيف بوسط الهلال في الدعم الهجومي.. ويقول :»يملك وسط الهلال ميزة المساندة في الوسط فهي تصنع الكثير داخل الملعب سواء في الكرة العرضية أو التحول لمهاجم ثالث.. ولهذا سيلعب النصر بثلاثة محاور لوضع حد لأفضلية تياجو نيفيز في الوسط».. أما في الهجوم فيرجح الشنيف كفة النصر لكثرة المهاجمين لدى كارينيو.. ويضيف :»سيكون ناصر الشمراني وحيدا أمام محمد السهلاوي وحسن الراهب وربما إلتون أو عماد الحوسني».. ويتابع :»يملك النصر ميزة كبيرة كون لديه خيارات كثيرة في الهجوم لدرجة أن مدرب النصر يحتار من يشرك.. لديه خيارات كثيرة وهو أمر يضغط على المدافعين.. وهو لا يحتاج لتحضير كرات كثيرة في الخلف فيرسلون الكرات الطويلة مباشرة للمهاجمين وهو أمر شاهدناه كثيرا في النصر.. كما أن رباعي النصر مستمر في التسجيل عكس الهلال الذي يملك ناصر الشمراني نسبة كبيرة من الأهداف الهلالية لوحده». النصر أخطر ويشدد الشنيف على أن النصر أخطر في الجانب الهجومي لكثرة الهدافين فيه.. إضافة لأن كفة البدلاء المهاجمين أكثر.. ويضيف :»عندما ركز الهلال أكثر على الدفاع تراجع معدل تسجيله للأهداف.. عدل المدرب سامي الجابر أسلوب الفريق المندفع للهجوم وبات يركز أكثر على الدفاع وهو أمر مهم للهلال.. بدليل أن مباريات الهلال الأربع الأخيرة لم تهتز شباكه وبات هناك توازن أكبر في الدفاع.. ياسر والسالم متواجدين كتحضير.. ولكن من المستحيل أن يلعب سامي الجابر بمهاجمين.. فالوسط لديه أكثر أهمية. فوسط الهلال الأفضل بلا نقاش.. لتنوع أسلوب اللعب والدعم الهجومي». ويمنح الشنيف الأفضلية للنصر.. ويضيف مفصلا :»أفضلية هجوم النصر لسببين، ولكن تواجد ناصر الشمراني في حالة بدنية عالية سيكون مربكاً لدفاع النصر.. ولكن في الإجمال يتفوق هجوم النصر لأنه يلعب بمهاجمين وليس مهاجما واحدا».. ويتابع :»المتوقع أن يسيطر الهلال على الوسط.. ويعتمد النصر على الكرات الطويلة.. لا توجد مشكلة لدى النصر في هذا الجانب.. فهو يملك تنوعاً في أسلوب المهاجمين.. الأهم في الهلال بالتأكيد تياجو نيفيز وسكيون الخيار الأول في الهلال .. ولكن الزوري والشهراني قد يكون لهما أهمية كبيرة في هذه المباراة».. ويتابع :»أما في النصر فقلبي الهجوم سيكونان ورقة مهمة في المباراة مهما كان من يشارك.. السهلاوي يتميز بقدرته على التسجيل في الهلال.. وأتوقع أن يكون لإبراهيم غالب دور كبير في هذه المباراة لإيقاف تياجو نيفيز بالدرجة الأولى.. وإرسال الكرات الطويلة للمهاجمين». مقارنة الأرقام في المباريات السابقة يتميز كل فريق من طرفي النهائي بالقوة الهجومية.. وسحب النصراويون الأفضلية الهجومية من جيرانهم بعد أن رفعوا معدل أهدافهم لـ46 هدفا مقابل 45 للهلال.. فيما مازالوا الأفضل دفاعيا بـ13 هدفا في مرماهم مقابل 20 هدفا في مرمى الهلال ولكن فيما كانت شباك النصر تهتز في كل مباراة من المباريات الأربع السابقة كان دفاع الهلال يخرج نظيفاً.. خاصة منذ تعاقده مع البرازيلي ديجاو.. وأكمل الهلاليون حتى الآن 225 دقيقة في الدوري لم تهتز شباكهم فيها.. فيما كان الرقم الأفضل للنصر هو 479 دقيقة قبل أن يكسره هجوم الاتفاق. تظل أفضلية الهلال في الوسط.. 51% من أهدافه جاءت من لاعبي وسط مقابل 19% من أهداف النصر.. فيما سجل مهاجمو النصر 73% من أهداف الفريق مقابل 37% من أهداف الهلال جاءت بأقدام مهاجميه.. ويملك دفاع الهلال أفضلية في التهديف أيضا. الأفضل بالأرقام الأفضل هجومياً في الهلال بلا منازع ناصر الشمراني الذي سجل 14 هدفا يليه تياجو نيفيز الذي سجل 13 هدفا.. أما في النصر فيأتي محمد السهلاوي الذي سجل 11 هدفا يليه إلتون رودريجو الذي سجل 10 أهداف.. بعد ذلك تتراجع الأرقام كثيرا.. لتضم 14 لاعبا هلاليا إضافيين و11 لاعبا نصراويا. وقبل هز الشباك بخطوة يتميز يحيى الشهري بصناعته للأهداف بعد أن جهز ثماني كرات للمهاجمين تحولت لأهداف وهو ذاته سجل 6 أهداف فيما يتميز في الهلال نواف العابد الذي صنع 8 أهداف وسجل واحدا.. أما تياجو نيفيز صاحب الـ13 هدفا فجهز 6 أهداف لزملائه.. وهو ذات الرقم الذي جهز فيه حسين عبدالغني الأهداف لرفاقه. وتضم قائمة صانعي اللعب في الهلال 12 لاعبا فيما تضم مثيلتها في النصر 11 لاعبا.