Image copyright Getty مع فشل المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا مؤخراً، بدأ كثيرون في طرح الأسئلة الصعبة حول الطريق الذي قد يسلكه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أما أكثر الأسئلة طرحا في المرحلة الحالية فهو هل يؤدي انتصار أردوغان إلى تحوله إلى دكتاتور يحكم قبضته على كل السلطات أم أنه قد يؤدي إلى إعادته للنظر في سياساته التي ينتهجها والتي أفرزت العديد من المعارضين؟ وفي الوقت الذي يتوقع فيه البعض أن يمضي أردوغان في اتجاه تشديد قبضته على السلطة، معتبراً أن خروج الناس واصطفاف كل القوى المعارضة معه يمنحه تفويضا ليفعل ما يشاء، يرى آخرون أنه ربما يبني على الواقع الذي أفرزته المحاولة الانقلابية عبر الدعم الواضح الذي لقيه من أحزاب المعارضة، ليبدأ عهداً جديداً من التوافق والانفتاح على من يخالفونه الرأي.تململ من المعارضة ويرى عبد الخالق عبد الله أن تركيا ربما تكون مقدمة، بعد فشل هذه المحاولة الانقلابية، على حالة من الانقسام المجتمعي وعدم الاستقرار، كما يرى أن الجيش التركي نفسه لم يعد جيشاً واحداً، وأنه بات منقسماً بين من يؤيد الشرعية وهؤلاء الأتاتوركيين، على حد قوله.مجرد دعاية لكن على الجانب الآخر فإن المؤيدين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يرون أن الذين سعوا للانقلاب لا يمثلون إرادة الشعب التركي وأن أردوغان ومنذ أتى للسلطة يعمل من أجل مصلحة الأتراك كشعب، وأن الدليل الأكبر على تأييد الشعب التركي لسياساته هو خروج الآلاف منهم للتصدي للمشاركين في المحاولة الانقلابية، ويرى المؤيدون أن الشعب التركي لم يكن ليخرج ليدعم حكومته الشرعية، لولا أنه شعر بعائد التجربة الديمقراطية التي عادت عليه بالازدهار وبمستوى معيشي مرتفع، كما يرون أن الرئيس التركي بدأ بالفعل في الانفتاح على معارضيه، وأن تركيا شهدت تغييرا واضحا خاصة فيما يتعلق بسياساتها الخارجية، تجاه قوى دولية وإقليمية وعودتها لما عرف بتصفير المشاكل مع هذه القوى. ويرى ياسين أقطاي نائب زعيم حزب العدالة والتنمية في تركيا في حوار مع نقطة حوار إن كل ما يتم تداوله بشأن دكتاتورية أردوغان هو محض دعايات، روجت لها أساسا جماعة المعارض التركي فتح الله جولن في الخارج، وينفي أقطاي أن يكون أردوغان ساعيا للانفراد بالسلطة، ويتساءل كيف يكون دكتاتورا أو ساعيا للانفراد بالسلطة وهو الذي وصل إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات والإرادة الشعبية. ويضيف متسائلاً عن سبب خروج الشعب إلى الشوارع بعد أن دعاه أردوغان لذلك، ليرفض الانقلاب وليتصدى لدباباته بصدور عارية؟ ويقدم أقطاي الإجابة فيقول إن الناس كانوا مدفوعين بحبهم للديمقراطية وهذا أمر أساسي، لكنهم يرون في أردوغان حارسا لهذه الديمقراطية لأنه يقوم بسلطته في إطارها. ويتوقع أقطاي في حديثه لنقطة حوار أن تشهد المرحلة القادمة تقاربا بين الحكم والمعارضة في تركيا، ويقول إن الفرصة للتقارب هي أقوى بكثير بعد فشل المحاولة الانقلابية لأن الأتراك وجدنا نقطة مشتركة للالتقاء، مضيفاً أنه كان يشكي دوما ،والحديث لأقطاي، من عدم التلاقي في النقاط المشتركة، قائلاً: "كنا نختلف كسياسيين على أتفه القضايا، وبدون منطق أما الآن فإن لدينا ما نتفق عليه ونبني عليه، وسنستغل ذلك لبناء مزيد من التقارب والتشاور، وفي معرض رده على المحذرين من أن تؤدي الإجراءات التي تلت فشل المحاولة الانقلابية، إلى انقسام بين الشعب التركي يقول أقطاي إن هؤلاء الذين اتخذت بحقهم إجراءات هم نخبة فاسدة، لا تهتم بالشعب التركي ولا يوجد لها أي صدى بين صفوفه، ومن ثم يستبعد حدوث أي انقسام من وجهة نظره . برأيكم إلى أي طريق سيمضي أردوغان بعد فشل هذه المحاولة الانقلابية؟ هل تتفقون مع ما يقوله البعض من أن أردوغان سعى للتفرد بالسلطة خلال السنوات الأخيرة؟ هل قطع فشل المحاولة الانقلابية الأخيرة الطريق على أي انقلابات مستقبلية في تركيا؟ وكيف ترون ما يحذر منه البعض بشأن انقسام مستقبلي بين الشعب التركي؟ ولماذا يصور البعض أردوغان على أنه دكتاتور مطلق بينما يصوره البعض على أنه حارس للديمقراطية؟ سنناقش معكم هذه الاسئلة وغيرها في حلقة الاثنين 18 يوليو/تموز من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
مشاركة :