يبدو أن «يورو 2016» لا تزال حاضرة بقوة هذه الأيام رغم انتهاء فعاليتها بفوز البرتغال باللقب للمرة الاولى في تاريخها. البطولة حاضرة لكن بشكل مغاير حيث أصبحت عامل تقييم للاعبين من قبل الأندية التي ترغب في ضمهم خلال فترة الانتقالات الصيفية، والتي بدأت بالفعل في التأثير على قرارات الفرق، خصوصاً بعد رحيل الفرنسي نغولو كانتي من ليستر سيتي الإنكليزي إلى مواطنه تشلسي بعدما أبلى بلاءً حسناً مع فريقه السابق خلال الموسم الماضي ومع منتخب بلاده في «يورو 2016»، ليكون بالتالي أولى صفقات الإيطالي أنتونيو كونتي مع الـ «بلوز». لا شك في أن البطولة الأوروبية الأخيرة رفعت من أسهم لاعبين وأنزلت من آخرين. وبعد أن كان مهاجم المنتخب الألماني ماريو غوميز في طي النسيان تماماً وخصوصاً بعد رحيله معاراً إلى الدوري التركي عبر بشيكتاش من فيورنتينا الإيطالي، عاد اللاعب إلى الأضواء مرة أخرى من خلال «يورو 2016»، وكان أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب يواكيم لوف. وفور إصابته امام ايطاليا، تأثر المنتخب كثيراً وكان غيابه أحد أبرز العوامل التي أدت الى خروج أبطال العالم من البطولة. عاد غوميز إلى الـ» فيولا» في ظل تقارير تؤكد تمسك النادي الإيطالي به والاعتماد عليه في الموسم الجديد وعدم إعارته. وتأتي تلك الخطوة بعد أن تهافت عليه العديد من الأندية الأوروبية المطالبة بضمه بعد البطولة، إذ أكدت صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» أن غوميز تلقى العديد من العروض أبرزها من وست هام الإنكليزي الذي رصد 12 مليون يورو لتحقيق المبتغى، فيما يرغب فولفسبوغ الألماني أيضاً في التعاقد معه. لقد دبّت الحياة مرة أخرى في مشوار المهاجم المخضرم بعد «يورو 2016» التي كانت بوابته للعودة إلى النجومية. ولا نغفل ما فعله المدافع الفرنسي لوران كوسيلني لاعب ارسنال الانكليزي خلال البطولة، ما جعله هدفا للعديد من الأندية أبرزها انتر ميلان الإيطالي الذي أبدى استعداده للتعاقد معه مقابل 25 مليون يورو، فيما دخل ليون الفرنسي واتلتيكو مدريد الإسباني على الخط أيضاً. في المقابل، وإذا كانت «يورو 2016» فأل خير على بعض النجوم، فقد كانت شؤماً على آخرين، لعل أبرزهم مهاجم بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني توماس مولر الذي لم يتوقع أحد منه هذا الأداء السيئ بعد موسم ولا أروع مع ناديه في الدوري المحلي. مولر ظهر خلال البطولة بشكل غريب اذ اختفت خطورته الهجومية بالإضافة إلى دخوله في مشادات مع لاعبي الخصوم أثرت سلباً على مستواه، وإن كان هناك أندية كانت تلهث وراءه في الماضي فقد أصبحت الآن أقل شغفاً في دخول السباق. ولن يتذكر أحد ما قدمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي مع منتخب بلاده في «يورو 2016». في الاساس لم يقدم شيئاً يُذكر ليرفع بالتالي من أسهم المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة لجهة استمراره مع ريال مدريد الاسباني بعدما كان محل شك إثر محاولات النادي الملكي التعاقد مع «ليفا» مهاجم بايرن ميونيخ المتألق في الموسم الماضي. وفي المنتخب الفرنسي، كان الجميع ينتظر تألق لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي بول بوغبا لكن ذلك لم يحدث. بوغبا لم يقدم إلا لمحات عابرة على غير العادة في عدد من المباريات مع «الديوك». كل ذلك دفع بمانشستر يوناييد الانكليزي الى وضع حد للحماسة التي أبداها قبل فترة لاستعادة اللاعب، وها هو اليوم يغير بوصلته ويوجهها نحو الكولومبي خاميس رودريغيز الذي تألق بشكل كبير مع منتخب بلاده في «كوبا أميركا» الأخيرة التي استضافتها الولايات المتحدة الاميركية وتوجت تشيلي بلقبها على حساب الارجنتين. كل ذلك يجعل للبطولات القارية قيمة على صعيد الأندية والنجوم، لتكون بالتالي الحاضر الغائب في سوق انتقالات اللاعبين.
مشاركة :