أشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الاحد الى احتمال اعادة العمل بعقوبة الاعدام في تركيا التي الغيت في 2004 في سياق ترشح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وذلك بغرض التصدي لهذا الفيروس المتآمر. وقال اردوغان مخاطبا انصاره في اسطنبول الذين طالبوا باعدام الانقلابيين كحكومة وكدولة نحن نصغي لطلبكم هذا ولا يمكن ان نتجاهله. واضاف اعتقد ان حكومتنا ستبحث الامر مع المعارضة وسيتم اتخاذ قرار بلا ادنى شك. وتابع في الديمقراطيات القرار هو ما يريده الشعب (..) ولا يمكن ان نؤخر كثيرا هذا القرار لانه في هذه البلاد على من ينفذون انقلابا ان يدفعوا الثمن. ويعتبر اقرار حكم الاعدام مجددا في تركيا متعارضا مع معايير الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. جاء ذلك فيما أفاد مسؤول تركي ان مواجهات اندلعت مساء أمس بين قوات الامن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية في وسط البلاد، حيث كانت تجري عملية لقوات الشرطة. وافادت وكالة انباء الاناضول ان العملية انتهت مضيفة انه تم اعتقال سبعة عسكريين. وكان المسؤول التركي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قال في وقت سابق ان مواجهات تجري في قاعدة قونيا الجوية بين قوات الامن وانقلابيين يقاومون اعتقالهم. وافاد المصدر نفسه من جهة ثانية ان عناصر الشرطة اطلقوا رصاصات تحذيرية في مطار صبيحة ثاني اهم مطارات اسطنبول اثناء عملية توقيف انقلابيين آخرين استسلموا في آخر المطاف. وتكثف السلطات التركية عمليات المطاردة والاعتقالات في صفوف الجيش والقضاء اثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي عزاها الرئيس رجب طيب اردوغان لحليفة السابق الذي بات عدوه اللدود الداعية فتح الله غولن. واعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ صباح أمس اعتقال نحو ستة آلاف شخص. وأوقفت السلطات التركية مئات الجنرالات والقضاة والمدعين في انحاء البلاد بتهمة دعم محاولة الانقلاب في مختلف انحاء تركيا، في ما يبدو انه عملية تطهير واسعة اثارت ردود فعل غربية حازمة. ومن بين الموقوفين أيضاً مساعد أردوغان للشؤون العسكرية، علي يازجي، بتهم المشاركة في الانقلاب. وتعهد اردوغان أمس القضاء على الفيروس المنتشر داخل الدولة، متحدثا امام حشد من انصاره في مسجد الفاتح خلال تكريم لضحايا محاولة الانقلاب. وقال سنواصل تطهير كل مؤسسات الدولة من الفيروس (...) هذا الفيروس ويا للاسف، مثل السرطان، انتشر في الدولة برمتها، داعيا انصاره الى البقاء في الشارع للتظاهر تأييدا للنظام. وصرح وزير العدل بكير بوزداغ أمس عملية التطهير مستمرة بحسب ما نقلت وكالة انباء الاناضول تعليقا منه على حملة التوقيفات الجارية، مضيفا هناك زهاء ستة الاف موقوف. وكانت الحكومة اعلنت السبت توقيف نحو ثلاثة الاف جندي لاتهامهم بالضلوع في محاولة قلب نظام اردوغان في وقت متأخر ليل الجمعة. وانتهى الانقلاب فجر السبت بعد ليلة شهدت اعمال عنف ادت الى مقتل 265 شخصا على الاقل في انقرة واسطنبول. واثارت عملية التطهير قلقا بالغا لدى الغرب وردود فعل حازمة. وذكر الرئيس الامريكي باراك اوباما تركيا بالحاجة الحيوية الى ان يتصرف جميع الاطراف المعنيون في اطار دولة القانون بعد محاولة الانقلاب. المصدر: عواصم - وكالات
مشاركة :