أردوغان قد يعيد العمل بعقوبة الاعدام في تركيا بعد الانقلاب الفاشل

  • 7/18/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الاحد) إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا بعد أن ألغيت في 2004 في سياق ترشح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، وذلك بغرض التصدي لهذا «الفيروس» المتآمر. وقال اردوغان مخاطبا انصاره في اسطنبول الذين طالبوا بإعدام الانقلابيين: «نحن نصغي إلى طلبكم هذا (..). اعتقد ان حكومتنا ستبحث الأمر مع المعارضة وسيتم اتخاذ قرار بلا أدنى شك». وشنت تركيا اليوم حملة واسعة النطاق على من يشتبه أنهم أنصار محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، ليصل عدد الأشخاص الذين اعتقلوا من القوات المسلحة والقضاء إلى ستة آلاف، بينهم كبير المساعدين العسكريين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فيما قالت الحكومة إنها استعادت السيطرة كاملة على البلاد والاقتصاد. وقالت محطة تلفزيون «سي. ان. ان. تورك» اليوم إنه تم اعتقال كبير المساعدين العسكريين للرئيس التركي علي يازجي على خلفية الانقلاب. وخلال الليل احتشد أنصار الرئيس أردوغان في الميادين العامة وفي مطار اسطنبول وخارج القصر الرئاسي في نوع من التحدي، بعدما أسفرت محاولة انقلاب فاشلة عن مقتل 265 شخصاً وأثارت توقعات بشن حملة صارمة على المعارضين. وصرح مسؤول كبير بأنه «تمت استعادة السيطرة على أنحاء تركيا المختلفة، ولا توجد اشتباكات في اللحظة الراهنة». وأشار إلى إلى أنه على رغم أن مجموعات صغيرة من مدبري الانقلاب لا يزالون طلقاء في اسطنبول فإنهم لم يعودوا يشكلون خطراً، مشدداً على أنه «سيتم الإمساك بهم قريباً» وفي ظل تزايد التوقعات باتخاذ إجراءات شديدة ضد المعارضة حذر ساسة أوروبيون أردوغان من أن محاولة الانقلاب لا تمنحه مطلق الحرية في التصرف من دون اعتبار لحكم القانون، مشددة على أنه يخاطر بعزل نفسه على المستوى الدولي فيما يعزز موقفه بالداخل. ونقلت محطة «ان. تي. في» التلفزيونية عن وزير العدل بكير بوزداج قوله إنه من المتوقع اعتقال المزيد إلى جانب ستة آلاف شخص اعتقلوا بالفعل. وألقت السلطات القبض على قرابة ثلاثة آلاف ممن يشتبه في أنهم دبروا الانقلاب، وهم يتراوحون بين قادة كبار إلى جنود عاديين، إضافة إلى اعتقال العدد ذاته من القضاة والمدعين بعد أن سحقت قوات موالية إلى أردوغان محاولة الانقلاب يوم السبت. وقال مسؤول إن من بين الذين اعتقلوا الجنرال بكير أرجان فان قائد قاعدة «انجيرليك» التي تنطلق منها الطائرات الأميركية لشن هجمات على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. وأعلن تلفزيون «أن تي في» توقيف 34 جنرالاً برتب مختلفة، غالبيتهم من الشخصيات الشديدة الرمزية في الجيش على غرار قائدي الفيلق الثالث أردال أوزتورك والفيلق الثاني المتمركز في ملاتيا آدم حدودي. كما أعلنت وكالة أنباء «الأناضول» توقيف قائد حامية دنيزلي (غرب) إلى جانب 51 جندياً. كذلك أوقف ضابط كبير في سلاح الجو وغيره من العسكريين الكبار في قاعدة «انجرليك»، وفق ما ذكرت صحيفة «حرييت» اليوم. وأوقف الجنرال بكير أرجان فان أمس إلى جانب حوالى 12 ضابطاً من رتب أدنى في القاعدة بحسب الصحيفة، التي أضافت أن العسكريين جميعاً يخضعون حالياً للاستجواب. وأفاد مسؤول تركي وكالة «فرانس برس» بأن أنقرة تشتبه باستخدام قاعدة «انجرليك» لإمداد الطائرات التي استخدمها الانقلابيون مساء الجمعة. وتحدثت وكالة «دوغان» من جانبها، عن توقيف 44 قاضياً ومدعياً ليل السبت - الأحد في مدينة قونيا (وسط) و92 في غازي عنتاب (جنوب شرقي). وكلفت السلطات مدعين في أنقرة التحقيق في ارتباط الموقوفين بالداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة، والذي اتهمه أردوغان بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، لكن غولن نفى بشكل قاطع أي علاقة له بها. ويبدو أن الحملة تكثف مساعي مستمرة منذ فترة طويلة من أردوغان لاستئصال نفوذ أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. ويتهم أردوغان أنصار غولن، الذي كان حليفاً له لكن بات ألد خصومه، بمحاولة «خلق هيكل مواز داخل المحاكم والشرطة والقوات المسلحة والإعلام بهدف إسقاط الدولة». وينفي رجل الدين ذلك ويقول إنه لم يلعب أي دور في محاولة الانقلاب التي ندد بها باعتبارها إهانة للديموقراطية. وندد كولن في بيان بمحاولة الانقلاب ونفى تورطه فيها. وقال إن «محاولة الانقلاب ربما نفذت لتبرير شن حملة قمع». وأضاف أنه «بصفتي شخص عاني في ظل انقلابات عسكرية عدة خلال العقود الخمسة الماضية، فإن من المهين للغاية أن اتهم بأن تكون لي أي صلة بمثل هذه المحاولة. أنفي مثل هذه الاتهامات في شكل قاطع». ودعا اردوغان الولايات المتحدة إلى تسليم كولن، فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن واشنطن مستعدة لمساعدة تركيا التي تحاول تحديد المتورطين، لكنه أوضح أنها لن تتخذ أي إجراء إلا إذا كان هناك دليل ضد كولن. وأضاف كيري أن التلميحات العلنية بوجود دور للولايات المتحدة في الأمر «خاطئة تماماً وتضر بالعلاقات»، وذلك بعدما لمح وزير العمل التركي إلى إن واشنطن لعبت دوراً في المؤامرة. ووعد الرئيس التركي بتطهير القوات المسلحة حتى قبل انتهاء محاولة الانقلاب. وقال إنهم «سيدفعون ثمناً باهظاً لهذا. هذه الانتفاضة هدية من السماء لنا لأنها ستكون سبباً في تطهير جيشنا». ورددت الحشود هتاف «فلنعدمهم في ميدان كيزيلاي» في وسط أنقرة في وقت متأخر أمس.

مشاركة :