لترويجها لشعارات الكفر .. الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء تحرم لعبة البوكيمون

  • 7/18/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة الرياض : أصدرت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم ( 21758 )،حذرت فيها من لعبة البوكيمون، مؤكدة أنها حرام وتروج لشعارات الكفر ومليئة بالمحاذير الشرعية، وجاء نص الفتوى كالتالى. ((الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد وردت إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة كثيرة مسجلة لدى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، ومنها: مسجل برقم (7180) في 11 / 11 / 1421هـ، ومسجل برقم (7246) في 17 / 11 / 1421 هـ، وغيرها، وكان نص أحدها ما يلي: انتشرت بين طلاب المدارس في الفترة الأخيرة لعبة تعرف بـ: (البوكيمون) هذه اللعبة التي استحوذت على عقول شريحة كبيرة من أبنائنا الطلاب، فأسرت قلوبهم، وأصبحت شغلهم الشاغل، ينفقون ما لديهم من نقود في شراء بطاقاتها، يتراوح سعرها بين 10 و600 ريال، بل إن بعضها يصل إلى 2000 أو 3000 ريال للكرت الواحد، يقضون معظم أوقاتهم في متابعة تطوراتها، والبحث عن جديدها في كل مكان، ولرواجها ولشدة الإقبال عليها أصبح لها أسواق خاصة، وأماكن محددة لبيعها وشرائها وتبادلها، حتى وصل الأمر لإقامة مباريات لهذه البطاقات، يتنافس فيها عدد كبير من الطلاب لكسب المزيد منها، والأدهى من ذلك كله أن عددا ليس بالقليل من الآباء والأمهات أصبح مهتما بتطورات هذه اللعبة، ولا يبخل على أبنائه بتقديم الدعم والمساندة، بل أصبحت هذه الكروت تستخدم للثواب والعقاب، بعدما اقتنعوا أن هذه اللعبة لها مفعول عجيب في التأثير على أبنائهم، ولإيضاح بعض الحقائق عن هذه اللعبة وما تخفيه من أخطار جسيمة، سواء كانت عقدية أو تربوية أو سلوكية، تستهدف بشكل مباشر فئة معينة من أبنائنا، أحببت أن أبين في هذا التقرير الموجز لمحة عن هذه اللعبة، مع التركيز على مخاطرها العقدية المفجعة، وآثارها التربوية السلبية، محاولاً بعون الله أن أضع أمام الغيورين والمهتمين بتربية طلابنا تربية عقدية سليمة بعض ما وصلت إليه من خلال متابعتي لهذه اللعبة بعد أن استفحل أمرها داخل مجتمعنا. نشأتها: لعبة البوكي أو ما يعرف بـ: (البوكيمون) قدمت من أقصى بلاد الشرق، وتحديدًا من اليابان، وتعود هذه اللعبة إلى التسعينات، عندما تخيل رجل ياباني اسمه ( ساتوشي تاجيري ) وهو من المهتمين بجمع أنواع الحشرات، تخيل هذا الرجل أن العالم سوف يغزوه عدد هائل من الحشرات والحيوانات الغريبة الأشكال، قادمة من الفضاء، ومن ثم يبدأ الإنسان بالتقاطها، وهذه الحشرات والوحوش قابلة للتطور والارتقاء نحو الأفضل، وفي كل مرحلة يتغير شكلها، فمثلاً الحيوان ذو الرأس الواحد قد يتطور ويصبح له ثلاثة رءوس، أو قد يخرج له أيد وأرجل في مرحلة ما. هذه الفكرة راقت لشركة يابانية عملاقة تدعى (ننتندو) حيث تبنت الفكرة، فطورتها وجندت لها إمكانيات هائلة، واستقطبت عددًا كبيرًا من المصممين والرسامين للقيام برسم نماذج لهذه اللعبة، وفرضت رقابة مشددة على عملهم، حيث إنها منعت الصحفيين من الدخول إلى الأماكن التي تصمم بها هذه الرسومات، كما حصل ذلك مع إحدى محطات التلفزيون الأمريكية، التي أرادت إجراء تقرير عن تصميم هذه الرسومات. وما لبثت هذه اللعبة حتى انتشرت انتشار النار في الهشيم في معظم أرجاء العالم، وحققت الشركة المنتجة أرباحًا خيالية، بلغت مليارات الدولارات، وأنشئت لها مقرات في كثير من عواصم العالم، وأصبح لها مطبوعات ودوريات وأشرطة فيديو، وتبنت بث برامجها محطات تلفزيونية عديدة، واستحدث لها مواقع عديدة على شبكة المعلومات (الإنترنت). طريقة لعب البوكيمون: لقد وضع منتجو البوكيمون قواعد وضوابط محددة لممارسة هذه اللعبة، مراعين في ذلك منهج الاستمرارية، بحيث يبقى اللاعب يبحث عن الجديد لاهثًا بلا نهاية، وهي تأخذ عدة أشكال، منها المعقد، والتي يستخدم فيها الزهر والأوسمة، ولها طاولة معينة، وهي تحتاج إلى وقت طويل لتعلم مهاراتها، ومنها ما هو المبسط، والتي تتلخص باستحواذ الكرت القوي على الكرت الأقل قوة، وما يميز الكرت القوي أنه يحتوي على رموز وإشارات وأرقام معينة ترفع من قيمته. المحاذير الشرعية في هذه اللعبة: أولاً: القمار والميسر: حيث إنها تشتمل على القمار المحرم؛ إذ يتنافس اثنان بعدد من الكروت المختلفة الأثمان، لكل كرت منهما قيمة متعارف عليها، ويكون أحدهما يملك كرتًا قويًّا يكسب به كروت الشخص الآخر الأقل قوة، فإذا لم يرد الطرف الخاسر أن يفقد الكرت فإنه يدفع بدلاً عن قيمته، وقد يزيد في السعر حسبما يحدده الكاسب، وهذه إحدى صور المقامرة في الجاهلية، حيث كان الرجل يقامر غيره على ماله وأهله، فأيهما كسب أخذ مال الآخر، وحتى أهله، بسبب هذه المقامرة، وهذا مذكور عند تفسر قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ [1] وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وهذه المقامرة هي ما يقع من الطلاب في مدارسنا من خلال هذه اللعبة، حيث يقامر الطالب بكروته ذات القيمة المالية، والكاسب يأخذ كروت صاحبه ذات القيمة المالية، وإذا أراد الخاسر أن يبقي على كروته وجب عليه أن يدفع مقابلها قيمة مالية ليبقي عليها. ثانيًا: تبنيها لنظرية التطور والارتقاء: لعل أهم ما يجعل المرء يستنكر هذه اللعبة هو أنها تتبنى نظرية النشوء والارتقاء، التي نادى بها ( داروين ) والتي تقوم على تطور المخلوقات، والتي ترجع أصل الإنسان إلى سلسلة من الكائنات الحية المتطورة، التي كان من آخرها القرد. والعجيب أن كلمة (تطور) أصبحت كثيرة التردد على ألسنة الأطفال، حيث إنك تسمع من الطلاب أن هذا الحيوان الموجود في الكرت قد تطور وأصبح بشكل مختلف، ويتابعون تطوره بشغف شديد. ثالثًا: اشتمالها على رموز وشعارات لديانات ومنظمات منحرفة: إن المتأمل لبعض هذه البطاقات يصدم ويتفطر قلبه؛ مما يراه ويجده من رموز وشعارات وصور جزئية مشوهة، ذات مدلولات خطيرة جدًّا، تثبت أن هذه اللعبة لم تنشأ بهدف التسلية والترفيه، كما يزعم منتجوها ومروجوها، بل إن وراءها أيدي خفية، ومنظمة تعمل بدقة؛ لنشر أفكارها المنحرفة، عبر الكثير من هذه الرموز والشعارات الموجودة في هذه اللعبة، والتي تستخدمها أكثر الحركات الهدامة في العالم، حيث تترك هذه الرمزية مساحة واسعة للمناورة على من يريدون تضليله، حيث يفسرون له الأمور وفق ما يهوى وما يحب، لجعلها عالقة في الأذهان، وليتعلق بها من يستخدمها، وهذا ما حدث فعلاً لدى شريحة كبيرة من أبنائنا، ولعلي أورد هنا بعض المقتطفات عما تعطيه المنظمات المنحرفة من أهمية للرموز والرسومات والشعارات، فهم يقولون: إن السر ينتقل عبر الكلمة والصورة والكتابة، والكتابة هي شعائر، وهي لم تنشر إلا بصورة جزئية مشوهة، ومن هذه الرموز: أ- النجمة السداسية: حيث قل أن تجد كرتًا يخلو من هذه النجمة، التي لا يخفى على الجميع ارتباطها بالصهيونية العالمية، كما أنها تمثل شعار دولة إسرائيل، ورمزها المقدس، كما أنها الرمز الأول للمنظمات الماسونية في العالم. ب- الصليب: يوجد في هذه اللعبة العديد من الصلبان المختلفة الأشكال، وهو الشعار المقدس للنصارى. ج- المثلثات والزوايا: وهي رموز لها مدلولات هامة عند الكثير من المنظمات المنحرفة كالماسونية. د- رموز من المعتقد الشنتوي: الشنتوية عقيدة سكان اليابان، والتي تقوم على تعدد الآلهة، فالشمس والأرض، والكثير من الحيوانات والنباتات مقدسة لديهم، وهي تأخذ صفة الآلهة، وقد احتوت اللعبة على الكثير من هذه الصور. انتهى. وقد سأل السائلون عن حكم تلك اللعبة التي تسمى (البوكيمون). ج : حيث إن هذه اللعبة تشتمل على عدد من المحاذير الشرعية التي منها: الشرك بالله باعتقاد تعدد الآلهة، ومنها: الميسر الذي حرمه الله بنص القرآن، وجعله قرينًا للخمر والأنصاب، في قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ [1] وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾  ومنها: ترويج شعارات الكفر والدعاية لها، وترويج الصور المحرمة، وأكل المال بالباطل. لهذه المحاذير وغيرها فإن اللجنة الدائمة ترى تحريم هذه اللعبة وتحريم الأموال الحاصلة بسبب اللعب بها؛ لأنها ميسر، وهو القمار المحرم، وتحريم بيعها وشرائها؛ لأن ذلك وسيلة موصلة إلى ما حرم الله ورسوله. وتوصي اللجنة جميع المسلمين بالحذر منها، ومنع أولادهم من تعاطيها واللعب بها؛محافظة على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.))

مشاركة :