أبوظبي (الاتحاد) انتهت هيئة البيئة في أبوظبي من تنفيذ مشروع يهدف لتقييم التنوع الوراثي لظباء الريم داخل الغابات التي تديرها الهيئة، ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه عالمياً على مستوى الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع من الظباء في الجزيرة العربية. ويهدف المشروع إلى تقييم التنوع الوراثي وتحديد أي تهديدات حالية أو مستقبلية تتعلق بالصفات الوراثية غير المرغوبة الناتجة عن ظاهرة التوالد الداخلي والتهجين مع الأنواع الأخرى، والتي قد تؤثر على الصفات الشكلية الخارجية وتؤدي إلى حدوث التشوهات الجينية والطفرات التي قد تهدد بقاء هذا النوع المهم من أنواع الحياة البرية التي تعتبر أحد رموز الطبيعة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: استدامة الغابات لا تقتصر على تنمية الغطاء النباتي من الأشجار المحلية وإدارة المصادر المائية المتاحة ضمن معايير الترشيد وحسب، بل وتشتمل على الإدارة العلمية والمعيارية للحياة البرية وقطعان الظباء التي تتخذ من غابات إمارة أبوظبي مأوى وموئلا لها، نظراً لما توفره الغابات من ظروف مناسبة تساعد الحيوانات على تحمل الظروف المناخية القاسية. وأشارت إلى أنه تم تطوير 33 غابة كمواقع لإكثار وإيواء قطعان الحياة البرية، حيث تحتوي هذه الغابات اليوم على قرابة 54 ألف رأس من مختلف أنواع الظباء والمها العربي، حيث عمدت الهيئة منذ توليها لمسؤوليات إدارة موروث الغابات في إمارة أبوظبي إلى توفير الظروف المعيارية المناسبة للقطعان التي تعيش داخل الغابات، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية المخصصة لخدمة ورعاية هذه القطعان، وتوفير الرعاية البيطرية الملائمة وظروف الأمن الحيوي. وأكدت أنه من الضروري التركيز على دراسة وتقييم الوضع الوراثي لقطعان ظباء الريم التي تشكل النسبة الأكبر من الحيوانات داخل الغابات بنحو 70% من العدد الإجمالي، نظرا لارتباط هذا النوع من الظباء بالتراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولوجوده في الغابات منذ مدة طويلة، الأمر الذي يهدد بتناقص التنوع الوراثي نتيجة للتوالد الداخلي، كما يؤثر على جهود حمايته واستدامته للأجيال القادمة. وذكرت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: «برنامج تقييم التنوع الوراثي لغزال الريم المنفذ من قبل الهيئة وشركة براري لإدارة الغابات، يعتبر الأول من نوعه في الجزيرة العربية وبلاد الشام والتي تعتبر الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع، وعليه فإن نتائج هذا المشروع ستتيح للهيئة أن تكون مرجعاً علمياً للكثير من المؤسسات الراغبة بتكرار هذا المشروع على المستوى الوطني والإقليمي». ... المزيد
مشاركة :