الملك محمد السادس: حان الوقت ليسترجع المغرب مكانته في الاتحاد الأفريقي

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية في رسالة موجهة إلى القمة الـ27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيغالي، أن الوقت قد حان لكي يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرة الاتحاد الإفريقي. وقال الملك إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك. وأضاف أنه من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات. ومضى الملك محمد السادس قائلاً إن قرار العودة، الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة، مضيفًا أن زمن الأيديولوجيات قد ولى، وصارت شعوبنا في حاجة للعمل الملموس. وأبرز الملك المغربي في هذا السياق أن الجغرافيا لا يمكن تغييرها، كما لا يمكن التنصل من ثقل التاريخ، مضيفًا أنه من هذا المنطلق، لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي. وأشار إلى أنه بفضل تحركه من الداخل، يمكن للمغرب أن يسهم في جعل منظمة الاتحاد الإفريقي أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد، مسجلاً أن الرهان الذي يتعين على قارتنا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الإفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك بين أفراد عائلتنا الكبرى. وأوضح الملك محمد السادس أن المغرب رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، فإنه لم يغادر أبدًا إفريقيًا، وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري، مشيرًا إلى أن العلاقة الوشيجة التي تربط المغرب بإفريقيا تفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية. وأكد الملك المغربي أن الوقت قد حان للابتعاد عن التلاعب وتمويل النزعات الانفصالية، والتوقف عن دعم خلافات عفى عليها الزمن، وذلك بالتوجه لتدعيم خيار واحد، هو خيار التنمية البشرية والمستدامة، ومحاربة الفقر وسوء التغذية، والنهوض بصحة شعوبنا، وبتعليم أطفالنا، والرفع من مستوى عيش الجميع. وفي هذا السياق أيضًا أبرز الملك المغربي أنه رغم كل هذه الحقائق، ما تزال بعض الدول تدعي بأن المغرب لا يمكن أن يمثل إفريقيا؛ لأن معظم سكانه ليسوا سودًا. فإفريقيا لا يمكن اختزالها في اللون فقط، والتمادي في هذا الطرح ينم عن جهل بالواقع. واعتبر الملك أن الذين يحاولون تشويه سمعة المغرب، إنما يسيؤون في الحقيقة، للأفارقة أنفسهم، فمكانة المغرب في إفريقيا، والشعبية التي يحظى بها، لم تعد في حاجة إلى دليل أو برهان. وأشار الملك إلى أن إفريقيا التي طالما تم إهمالها، أصبحت اليوم فاعلاً لا يمكن تجاهله، وصارت قارة تؤكد وجودها، وتتقدم وتتحمل مسؤولياتها على الساحة الدولية، كطرف فاعل وجدير بالاحترام في النقاش الدائر حول الحكامة العالمية. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، أبرز الملك أن إفريقيا المؤسساتية لا يمكنها بعد الآن، أن تتحمل أوزار خطأ تاريخي، وإرث ثقيل. ومضى قائلاً في هذا السياق أليس الاتحاد الإفريقي في وضعية تعارض واضح مع الشرعية الدولية؟ فهذا الكيان المزعوم ليس عضوًا لا في منظمة الأمم المتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي، ولا في جامعة الدول العربية، ولا في أي هيئة أخرى، سواء كانت شبه إقليمية أو إقليمية أو دولية. وأضاف جلالته فهل سيظل الاتحاد الإفريقي مصرًا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان؟ وسجل الملك أنه حتى ضمن 26 بلدًا الذين انحازوا لجانب الانفصال سنة 1984، لم يعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول. وأشار إلى أن هذا التطور الإيجابي يواكب تمامًا التوجه المسجل على المستوى العالمي، فمنذ سنة 2000، قامت 36 دولة بسحب اعترافها بالكيان الوهمي. وعلاوة على ذلك، أبرز الملك المغربي، أن موقف الاتحاد الإفريقي يتعارض كليًا أيضًا مع تطور قضية الصحراء على مستوى الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للاتحاد الإفريقي أن يحكم بمفرده على نتيجة هذا المسار، بينما يمكنه، من خلال استعادة حياده، أن يسهم بشكل بنّاء، في التوصل إلى الحل المنشود. المصدر: كيغالي - بنا

مشاركة :