أعلنت الخرطوم أن ستة من رعاياها قتلوا في الاشتباكات التي وقعت في جنوب السودان أخيراً، وحذرت في ذات الوقت من تجدد القتال بصورة أعنف. وبالتزامن وصفت منظمات إنسانية الهدنة التي أعلن عنها الرئيس سلفاكير ميارديت بالهشة، فيما تحاول جوبا استعادة مظاهر الحياة الطبيعية بعد المعارك العنيفة التي شهدتها أخيراً. ولا يزال وقف إطلاق النار الذي أعلن قبل أسبوع سارياً، لكن معارك الأيام الأربعة في جوبا خلفت مئات الضحايا وعشرات آلاف المشردين، وأدت إلى تعميق عدم الثقة بين جنود الرئيس سلفا كير ونائبه المتمرد السابق رياك مشار. ولا يرى دبلوماسيون كثيرون حلاً سوى بإحياء اتفاق السلام الذي بات في مرحلة الاحتضار بعد أن كان سمح بعودة مشار في أبريل إلى جوبا برفقة 1400 عنصر من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع سلفا كير. وقال المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى جنوب السودان الفا عمر كوناري إذا لم نتمكن من وقف (المعارك)، ستكون هناك كارثة. وبعد سلسلة من انتهاكات وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى وضع حد لحرب أهلية مدمرة بدأت في ديسمبر عام 2013، أدت المعارك الأخيرة في جوبا إلى تراجع الثقة التي منحها المجتمع الدولي للزعيمين. وفي سياق ذي صلة أعلن مسؤول سوداني بارز أن 6 سودانيين لقوا مصرعهم في أحداث جوبا الأخيرة، وأشار الأمين العام لجهاز المغتربين السودانيين، السفير حاج ماجد سوار، إلى استمرار عمليات إجلاء الرعايا السودانيين الذين يتراوح عددهم بين 70 و90 ألفاً. وتوقع سوار تجدد الصراع في جنوب السودان بصورة أكثر دموية، مع احتمال وقوع إبادة جماعية لبعض القبائل، وفق ما نقلت صحيفة الانتباهة السودانية. ورجح أن يرتفع عدد لاجئي جنوب السودان على حدود السودان، ليصل إلى 600 ألف لاجئ في حال استمر تدهور الأوضاع. وأضاف أن سفارة الخرطوم في جوبا تتلقى ما يزيد على 300 طلب لتأشيرة يومية، يطلبها جنوبيون يريدون العودة إلى السودان. تحذير حذر العضو السابق في فريق مراقبة وقف إطلاق النار في جنوب السودان علي فيرجي من تخلي المجتمع الدولي عن اتفاق السلام وقال: إذا تخلى المجتمع الدولي عن اتفاق السلام لأنه يرى أنه لم يعد مناسباً أو أنه لم يعد يمكن إنقاذه، فإن ذلك سيصب في مصلحة المتشددين (من المعسكرين) الذين يرغبون في مواصلة المواجهة المسلحة
مشاركة :