لم تجد ميليشيات الحوثيين المتمردة وسيلة للرد على قبائل ذمار التي رفضت إرسال مزيد من مقاتليها للمشاركة في صفوف التمرد سوى محاولة اقتحام مناطقها، لتوقيف عدد من الناشطين الذين يعارضون سياساتها، وهو ما قابله الأهالي بالرفض الشديد، وتصدوا بأسلتهم لعناصر التمرد، وأوقعوا بينهم تسعة قتلى وعددا كبيرا من الجرحى. وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان على صفحته بموقع فيسبوك إن مشايخ قبيلة ذمار، التي كانت تعرف باسم الخزان البشري للانقلابيين، توقفت عن إرسال مقاتليها بعد تزايد الخسائر في صفوفهم بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث اعتاد الانقلابيون على إعادة عشرات الجثث والجرحى من أبناء القبيلة لمناطقهم الأصلية، وهو ما أثار حفيظة السكان الذين رفضوا مشاركة أبنائهم في القتال، وطالبوا مشايخهم بسحب الموجودين هناك، وهو ما حدث بالفعل، حيث غادر مئات المقاتلين مواقعهم، ورفضوا الاستمرار في القتال، وهو ما أحدث فراغا كبيرا في صفوف الحوثيين، لذلك حاولوا استعادة العناصر التي غادرت مواقعها، إلا أنهم رفضوا، رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمت لهم. وأضاف المركز أن قيادة الجماعة وجَّهت عددا كبيرا من مسلحيها بمحاولة اقتحام قرية "هويدة" التابعة لمديرية الحداء منطقة ذمار، وإعادة العناصر الهاربة بالقوة، إلا أن الموقف القوي الذي أبداه الأهالي والمشايخ أفشل تلك المحاولة، مشيرا إلى أن القبيلة كانت تتوقع هذا الموقف من الجماعة الحوثية، لذلك نشرت مقاتليها بكامل أسلحتهم على المرتفعات المحيطة بالقرية. تفشي الخلافات تعود الخلافات بين القبيلة والحوثيين إلى فترة طويلة مضت، حيث رفض المشايخ سياسة الجماعة التي تقضي بوضع مقاتليها في الصفوف الأمامية للقتال، مع عدم حصولهم على أي امتيازات أو تعويضات في حال إصابتهم أو مقتلهم، وبالمقابل يضع الانقلابيون أعضاء ما تسمى بالأسر الهاشمية في الصفوف الخلفية، ولا يتعرضون لأي مخاطر، ورغم ذلك يحصلون على مزايا كبيرة. كما نشب خلاف آخر بين الجانبين، الأسبوع الماضي، بعد قيام عناصر تابعة للجماعة الانقلابية بنهب مخازن الأدوية في المحافظة، إضافة إلى المخصصات المالية، وتوجيهها للمقاتلين في محافظة تعز، وهو ما أثار حفيظة الأهالي الذين فوجئوا بأن كافة المستشفيات تخلو من أي أدوية أو معينات طبية. وعندما طالب الأهالي بتبرير تخصيص أدوية ذمار دون غيرها من المحافظات للعناصر في جبهات القتال، لم تجد إجابات مقنعة، كما فشلت محاولاتهم لاسترجاع الأدوية المخصصة لهم. التواصل مع المقاومة قال المركز الإعلامي "أهالي المحافظة يشعرون بالحسرة على مشاركتهم بالقتال في صفوف الجماعة الانقلابية، ورغم أنهم أكثر المحافظات التي أرسلت أبناءها لصفوف الحوثيين، وتكبدت أكبر الخسائر البشرية، إلا أنهم يشعرون بأن هذه التضحيات لم تجد التقدير اللازم من الانقلابيين، لذلك توقفوا عن إرسال أبنائهم، وتعاهدوا على عدم تقديم العون للتمرد، مهما كلفهم ذلك. كما تزايدت الدعوات وسط الناشطين في المحافظة إلى توجيه المقاتلين لدعم القوى الموالية للشرعية، وبادر عدد منهم بالاتصال بقيادات المقاومة الشعبية، وعرضوا المشاركة في صفوفها، وقالت مصادر ميدانية إن التواصل بين الجانبين مستمر لتحقيق هذا الهدف.
مشاركة :