مشروع لتقييم التنوع الوراثي لقطعان الريم في أبوظبي

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:الخليج انتهت هيئة البيئة في أبوظبي من تنفيذ مشروع ريادي يهدف لتقييم التنوع الوراثي لظباء الريم داخل الغابات التي تديرها الهيئة، ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه عالمياً على مستوى الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع من الظباء في الجزيرة العربية. يهدف المشروع إلى تقييم التنوع الوراثي وتحديد أية تهديدات حالية أو مستقبلية تتعلق بالصفات الوراثية غير المرغوبة الناتجة عن ظاهرة التوالد الداخلي والتهجين مع الأنواع الأخرى، والتي تؤثر في الصفات الشكلية الخارجية وتؤدي إلى حدوث التشوهات الجينية والطفرات التي تهدد بقاء هذا النوع من أنواع الحياة البرية التي تعتبر أحد رموز الطبيعة في الدولة. قالت رزان المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: سعت الهيئة إلى تطوير وتنفيذ حزمة من السياسات والمعايير لرفع معدلات الاستدامة البيئية في الغابات التي أنشئت في إمارة أبوظبي بمنتصف ستينات القرن الماضي انطلاقاً من رؤية مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وأضافت: جهود الهيئة في استدامة الغابات لا تقتصر على تنمية الغطاء النباتي من الأشجار المحلية وإدارة المصادر المائية المتاحة ضمن معايير الترشيد وحسب، بل وتشتمل على الإدارة العلمية والمعيارية للحياة البرية وقطعان الظباء التي تتخذ من غابات إمارة أبوظبي مأوى لها نظراً لما توفره الغابات من ظروف مناسبة تساعد الحيوانات على تحمل الظروف المناخية القاسية. وأشارت المبارك إلى تطوير 33 غابة كمواقع لإكثار وإيواء قطعان الحياة البرية، وتحتوي هذه الغابات اليوم على نحو 54 ألف رأس من مختلف أنواع الظباء والمها العربي، حيث عمدت الهيئة منذ توليها لمسؤوليات إدارة موروث الغابات في إمارة أبوظبي إلى توفير الظروف المعيارية المناسبة للقطعان التي تعيش داخل الغابات، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية المخصصة لخدمة ورعاية هذه القطعان، وتوفير الرعاية البيطرية الملائمة وظروف الأمن الحيوي. وأشارت إلى أنه من الضروري التركيز على دراسة وتقييم الوضع الوراثي لقطعان ظباء الريم التي تشكل النسبة الأكبر داخل الغابات (نحو 70% من العدد الإجمالي)، نظراً لارتباط هذا النوع من الظباء بالتراث الطبيعي للدولة، ولوجوده في الغابات منذ مدة طويلة الأمر الذي يهدد بتناقص التنوع الوراثي نتيجة للتوالد الداخلي، كما يؤثر على جهود حمايته واستدامته للأجيال القادمة. وقالت د. شيخة الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: برنامج تقييم التنوع الوراثي لغزال الريم المنفذ من قبل الهيئة وشركة براري لإدارة الغابات، يعتبر الأول من نوعه في الجزيرة العربية وبلاد الشام والتي تعتبر الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع، وعليه فإن نتائج هذا المشروع ستتيح للهيئة أن تكون مرجعاً علمياً للكثير من المؤسسات الراغبة بتكرار هذا المشروع على المستوى الوطني والإقليمي. وشددت الظاهري على أهمية المشروع، الذي نفذ من قبل فريق متخصص بإدارة الحياة البرية والدراسات الوراثية على مدى عامين، نظراً لما ستمثله نتائجه من توفير قاعدة معلومات أساسية ترتكز عليها المعرفة الدقيقة في تحديد مواقع الانتشار التي تتضمن أغلب الصفات الوراثية المرغوبة من تلك التي تحتوي على صفات غير مرغوبة، الأمر الذي سينعكس على برامج الهيئة وخطط إدارة واستدامة قطعان الحياة البرية ضمن الغابات والمحميات التابعة لها. وأضافت أن الهيئة انتهت من تنفيذ هذا المشروع كمرحلة أولى مشيرة إلى أن الهيئة ستستهدف في المراحل المقبلة أنواعاً أخرى من الحياة البرية كغزال الدوماني والمها العربي، وبذلك تحقق الهيئة المعرفة الشاملة فيما يتعلق بالتنوع الوراثي لقطعان الحياة البرية في الغابات. وكانت تلك الدراسة نُفذت على مدار عامين، من قبل فريق عمل متخصص في مجال تحليل وتقييم التنوع الوراثي للحياة البرية. وأشار أحمد عبدالجليل البلوكي، المدير التنفيذي لشركة براري لإدارة الغابات إلى أهمية هذه الدراسات والتي تأتي في إطار حزمة الإجراءات والتحسينات التي تنتهجها الهيئة منذ توليها لمسؤوليات إدارة الغابات مشيراً إلى أنها جاءت لتضيف قيمة إضافية ستسهم في تعزيز جهود الهيئة في استدامة الحياة البرية في الإمارة وإدارتها بفاعلية، كما ستمثل نتائجها ركيزة في مساعدة المؤسسات العاملة بهذا المجال سواء على المستويات الوطنية أو الدولية، وذلك من خلال نشر النتائج في المجلات العلمية المعتمدة، لتكون من ضمن المشاريع الوطنية النوعية. ونفذت الدراسة عن طريق أخذ 380 عينة عشوائية من مختلف الغابات في إمارة أبوظبي، حيث تم تحليل هذه العينات في مختبرات متخصصة بهدف تحديد وتأكيد حدوث ظاهرة التوالد الداخلي، وتقييم التنوع الوراثي للجينات مقارنة بالجينات المرجعية المعيارية بالإضافة إلى توثيق إمكانية حدوث أية تهجين أو تداخلات وراثية بين الأنواع المختلفة من الظباء، وخلصت الدراسة إلى أن تقييم التنوع الوراثي لظباء الريم في الغابات يعتبر جيد بشكل عام، وذلك لعدم وجود دلائل لحدوث ظاهرة التوالد الداخلي في ظباء الريم في الغابات، كما دلت الدراسة إلى وجود تفاوت في التنوع الوراثي مقارنة بالجينات القياسية وتراوح التقييم العام للتنوع الجيني من المتدني إلى المتوسط. وأوصت الدراسة بضرورة اعتماد التقييم الوراثي كأساس علمي لإدارة برامج الإكثار للحياة البرية وبشكل خاص للمجموعات الصغيرة، والتي من الممكن أن تكون أكثر عرضة للمهددات الناتجة عن التوالد الداخلي نتيجة لمحدودية مصادر المادة الوراثية فيها، وعليه فلا بد من اعتماد إدخال أفراد قادرة على التكاثر إلى هذه القطعان بشكل مستمر لضمان تنويع المادة الوراثية في قطعان الحياة البرية.

مشاركة :