أكد متابعون لمشاكل الأسرة في محافظة القطيف أن نحو 90 في المئة من المشاكل الزوجية لا يتم حلها، وتظل طي الكتمان، ويعاني منها المتضررون، إذ لا يسمح أحد الطرف القوي عادة بإظهارها بغية إيجاد الحلول من المختصين في المشاكل الزوجية. واستقطبت ورشة "احتواء المشاكل الزوجية" المقامة مساء أول من امس في قاعة الملك عبدالله للمناسبات الوطني في محافظة القطيف نحو 600 مشارك تعرفوا على فنون التصرف، وشاركت بأغلبية واضحة السيدات، إذ بلغت السيدات المسجلات 400 سيدة، وأقام الورشة المدرب الأسري والمستشار علي العباد، إذ انتقد حالة التبعية والذوبان في شخصية الزوج لدى المجتمعات العربية، مطالبا بضرورة تنظيم دورات للأزواج لحل المشاكل من خلال احتواء ما يحدث في المنازل. وقدم خلال في الورشة التي نظمتها لجنة التنمية الاجتماعية عمل بعنوان "احتواء المشاكل"، وركز العمل على ابرز المشاكل التي يتكرر شكوى الأزواج منها على مستوى المنطقة الشرقية، وقال: "إن كل مشكلة تحتوى على زوايا عدة لتشخيصها، الأمر الذي يجعلها تكبر أو تصغر تبعا لقراءة الزوجين لها، مبينا، ان المشاكل الزوجية مرتبطة كذلك بعمر الزوجين، طبيعة عملهما، وتأثير الديون، الأمراض إن وجدت، والبيئة، فضلا عن كون تغير مخطط التفكير يغير طريقة الانفعال"، مضيفا "إن طريقة فهم الكلام أثناء وقوع المشكلة يوقع الطرفين في مشاكل أكبر، فهناك فرق بين الحقائق والانفعال، وعادة ما تكون الانفعالات تفريغ شحنات لا أكثر". وأبان بأن غالبية الزوجات يعانون من وجود علاقات خارج إطار الأسرة، وقد لا تكون العلاقة بحد ذاتها هي المشكلة، بل المعايير الاجتماعية التي تخضع لها الأسر، وقدم نموذجا لتلك الحالات عبر سيدة متزوجة اتصلت به تشكو وقال: "اشتكت من علاقة زوجها مع أخرى منذ ثلاث سنوات رغم أن علاقتها بزوجها توترت في السنة الأخيرة فقط"، مشيرا إلى أن هناك خطوطا عريضة للحلول، منها التركيز على كيف تنشأ المشكلات، وما هي الطرق، والأساليب الخاطئة في التفكير، وتابع "لعل أبرزها التبعية والذوبان في شخصية الزوج وهي حالة عامة في مجتمعاتنا العربية". من جانبها، قالت المسؤولة الإعلامية بلجنة التنمية شادن الحايك: "إن أغلب المؤسسات الخيرية تقدم المساعدات المادية والعينية وتسهم في تبني مشاريع عديدة تساعد الأسرة على مواجهة متطلبات الحياة المعاصرة المتزايدة، ومن هنا جاءت فكرة إقامة الورشة من أجل مساعدة الأسر بشكل جديد، وتوعوي لبناء أسر سليمة تستطيع حل بناء المجتمع".
مشاركة :