بغداد - (رويترز): أشار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى أنصاره يوم الأحد باستهداف القوات الأمريكية التي يتم نشرها في العراق في إطار الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال اشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي يوم الاثنين ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) سترسل 560 جنديا اضافيا لمساعدة القوات العراقية على استعادة مدينة الموصل بشمال العراق في هجوم مزمع في وقت لاحق من العام الجاري. وكتب الصدر هذه التعليقات على موقعه الرسمي على الإنترنت بعد أن سأله أحد أنصاره عن رده على هذا الإعلان. وقال الصدر من دون ذكر تفاصيل «انهم هدف لنا». واشتهر الصدر عندما قاتل جيشه الذي يسمى جيش المهدي القوات الأمريكية بعد غزو العراق 2003. وحل جيش المهدي عام 2008 وحلت محله كتائب سرايا السلام التي ساعدت في صد تنظيم الدولة الإسلامية قرب بغداد في 2014 تحت مظلة تشرف عليها الحكومة وتحتفظ بتواجد في العاصمة وعدة مدن أخرى. ويقود الصدر أيضا حركة احتجاجية شهدت اقتحام متظاهرين المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد مرتين هذا العام معرقلة عمل البرلمان أسابيع. وسيؤدي نشر القوات الأمريكية الجديدة والذي من المتوقع حدوثه خلال أسابيع إلى زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق إلى نحو 4650 جنديا وهو ما يقل بكثير عن ذروة عدد القوات الأمريكية خلال الاحتلال الذي دام نحو تسع سنوات والتي بلغت نحو 170 ألف جندي. وأعلنت مليشيات شيعية أخرى ولا سيما تلك التي تدعمها إيران تعهدات مماثلة بمهاجمة الجنود الأمريكيين خلال العام المنصرم ولكن الضحايا الوحيدين الذين سقطوا منذ عودة القوات الأمريكية إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية قبل عامين قتلوا على يد التنظيم. ومن جانب آخر قالت الامم المتحدة أمس الاثنين ان الهجوم المتوقع أن تشنه القوات العراقية على الموصل معقل تنظيم الدولة الإسلامية سيتسبب على الارجح في سقوط كثير من الضحايا المدنيين وسيجبر مئات الالاف على الفرار من منازلهم. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي تقديم أموال للتعامل مع الازمة الانسانية قائلة انها ستتطلب 284 مليون دولار للإعداد للمساعدات الضرورية وما يصل إلى 1.8 مليار دولار للتعامل مع تبعاتها. وقالت الامم المتحدة في ملخص لخطة الاستجابة الانسانية العراقية «تأثير حملة الموصل العسكرية على المدنيين سيكون مدمرا». وأضافت: «من المرجح وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين ومن المتوقع أن تكون الاسر التي تحاول الفرار من المناطق الخاضعة للتنظيم في خطر داهم». وأوضحت أن من المتوقع نزوح عدد كبير من الناس عندما تتعرض مدينة الموصل نفسها للهجوم. ويعيش في المدينة حاليا ما يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون نسمة. وجاء في الملخص «في أسوأ السيناريوهات كل أو غالبية هؤلاء الاشخاص سيحتاجون إلى مساعدات للحماية والحفاظ على الحياة». ومن بين الصعوبات التي ستواجهها المنظمة العمل بالقرب من الحدود السورية والحاجة الى دعم المدنيين الذي يفرون عبر خطوط المواجهة ونقلهم مئات الكيلومترات حتى بر الامان وايوائهم وحمايتهم في مئات المخيمات ومراكز الاستقبال. وفي أفضل السيناريوهات يتوقع تشرد نحو 300 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر مما يستلزم توفير ميزانية مساعدات بمبلغ 143 مليون دولار. وفي أسوأ الاحوال سيصل عدد المشردين إلى مليون شخص لمدة عام مما يعني ارتفاع الكلفة إلى 1.8 مليار دولار. وذكرت وثيقة الامم المتحدة أنه في كل الاحوال ستحتاج وكالات الاغاثة إلى فترة شهرين ونصف الشهر ومبلغ 284 مليون دولار قبل بدء الهجوم على الموصل. وفي حال تأخر التمويل فلن يكون بمقدور المنظمات الاستجابة بالشكل الملائمة.
مشاركة :