بين ريان وأردوغان العتيبي فصل من التناقضات المثيرة للجدل، وقد أصبحا في نهاية الأمر اسمين لطفل بريء لم يبصر بعد أفق الدراية أو يلامس حتى واقع الحياة، بعد أن أقحمه والده في أتون جدل كان في غنى عنه سواء كان جادا أو ممازحا، ليكون جزءا من حدث لا شأن له وجيله به حين غير اسمه سريعا على ذات طريقة الانقلاب التركي الذي فشل في غضون ساعات، فقرر كما يقول استبدال اسمه العربي إلى تركي تسميا برئيس جمهورية تركيا الحالي رجب طيب أردوغان، ليثير حفيظة المغردين على تويتر حيث كان حال لسانهم يقول ما هكذا تورد الإبل وأن الآراء الشخصية لا يجب أن تكون مؤثرة على اختيار اسم الابن، خاصة إن كانت لشخصيات من خارج المجتمع العربي الذي يفترض أن تترسخ فيه أصالة اللغة وعروبية الهوية. ريان الذي خلع والده عنه اسمه ولو من قبيل الاستعراض كان الاسم الأبرز تداولا على تويتر، والد الطفل سامي منير العتيبي، فوجئ كما يقول لـ عكاظ من ردود الفعل عليه، مشددا على أن الأمر مزحة، وأن هناك من أيده في الوقت الذي وجد فيه معارضة كبيرة، وأن ذلك وضعه في حرج، وأن الفيديو تداول على نطاق واسع رغم أنه بزعمه عائلي وأرسله لمقربين منه، مؤكدا أن لا نية لديه في تغيير اسم ولده. غير أن هذا التصرف أيا كانت جديته، أعاد إلى الذاكرة أسماء لشخصيات سياسية أطلقت على أطفال وجدوا أنفسهم بعد سنوات طويلة محل معاناة نتيجة تبدل المواقف وتغير الزمن. مغردون انتقدوا هذا التصرف واقترحوا عليه تغييره بأسماء شهداء الواجب على أقل تقدير. الاسم هو أول حق للأطفال على ذويهم ومن المهم أن ينتقى بعناية وبعيدا عن المجاملات، وفرض تستدعيه القوانين والأعراف والعقائد وليس لأحد إصباغه بمواقف تتغير ورؤى تتباين، بقي أن نقول إنه في خضم ردود الفعل المختلفة حول اسم الطفل، كان صمته وهو بين أحضان والده ينطق بلسان حال المتعجب هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد !
مشاركة :