نشر تنظيم داعش، وصية خالد البكراوي الذي فجر نفسه خلال هجمات بروكسل في مارس (آذار) الماضي، وقالت وسائل الإعلام البلجيكية، إن إحدى محطات التلفزيون المحسوبة على تنظيم داعش، نشرت وصية البكراوي، التي تضمنت الإشارة إلى الأسباب التي دعت إلى مشاركته في تنفيذ هجمات بروكسل، من خلال تفجير نفسه في محطة للقطارات الداخلية في مالبيك القريبة من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأشار البكرواي إلى أن أحد أبرز الأسباب هو الإبادة الجماعية التي يقوم بها الغرب في فلسطين والعراق والصين وقال البكراوي: «الصليبيون اتحدوا مرة أخرى لقتل المسلمين»، وتضمنت وصية البكراوي الإشارة إلى دول بعينها، ومنها بلجيكا، التي تقدم أسلحة من مصانعها. وقال في وصيته، إن هناك دولاً مثل بلجيكا والسعودية تدافع عن نفسها بالقول إنها تقدم فقط مساعدات لوجيستية. وأوضح في الوصية التي جاءت في خمس صفحات، أن الدم بالدم والدمار بالدمار، وانتهى وقت قتل المسلمين ثم الذهاب إلى النوم بضمير مرتاح. وحسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية في بروكسل، فإن قناة الاتصال «الفرات» الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي بثت ما ادعت أنها وصية خالد البكراوي، ويتحدث فيها عن مقته للأخلاق الغربية «الوثنية»، ويعتقد أن الغرب ليس لديه احترام للمرأة. «عوضًا عن الهجوم على بلاد المسلمين وتحرير النساء، كان الأجدر بكم تنظيف أرصفتكم (في إشارة إلى الدعارة) وأفلامكم الإباحية والإعلانات الإشهارية الخاصة بالشامبو». ووعد البكراوي في وصيته بانتقام لا يرحم ويدعو جميع المسلمين إلى القتال المسلح، ووفقًا له، فإن إنقاذ المواطنين ليس ضروريًا، لأنهم أيضًا مسؤولون مثل الحكومات التي ساعدوها عن الوصول إلى السلطة. وعقب تفجيرات بروكسل وفي مؤتمر صحافي عقده النائب العام للفيدرالية فريدريك فان ليو، أكد تورط الأخوين بكراوي في هجمات المطار ومحطة المترو، حيث «استعنا بالبصمات للتحقق من هويتهما»، حسب قوله. ولفت نظر أن المذكورين كانا معروفين لدى الشرطة بسبب جرائم تتعلق بالسرقة وإطلاق نار على رجال الشرطة ويحملان الجنسية البلجيكية. وأعلن فان ليو، أن شهادة سائق التاكسي الذي نقل ثلاثة أشخاص من بلدية سكاربيك إلى المطار، قد قادت عناصر القوات الخاصة في الشرطة إلى شقة في البلدية نفسها، حيث «تم العثور في الشقة على 15 كلغ من مادة (تي إيه تي بي) المتفجرة، وحقيبة مملوءة بالمسامير والبراغي ومفجرات، وكذلك 150 لترًا من مادة الأستون»، الشديدة الاشتعال. أما في سلة قمامة في أحد الشوارع المحيطة بالشقة المذكورة، والكلام دائمًا للنائب العام الفيدرالي، فقد عثر على جهاز حاسب إلكتروني يحتوي على وصية إبراهيم بكراوي. وسرد النائب العام بعض تفاصيل هذه الوصية، التي قال فيها المدعو إبراهيم، إنه كان على عجلة من أمره، وإنه كان مضطربًا ويخشى أن يعتقل وأن يجد نفسه في زنزانة. وأوضح النائب العام أن عمليات المداهمة أمس سمحت باعتقال ثلاثة أشخاص ليس بينهم المدعو نجم العشرواي، و«نحن نقدم معلومات مؤكدة ولا تضر بمسيرة التحقيقات التي تتقدم بسرعة»، وفق كلامه. وأشارت وسائل الإعلام البلجيكية إلى أن الأخوين بكراوي تورطا في تفجيرات بروكسل، وأن كاميرات الفيديو أظهرت أن إبراهيم البكراوي أحد الانتحاريين في تفجيرات مطار بروكسل بينما يعتبر شقيقه خالد متورطًا في تفجيرات محطة قطار مالبيك بالقرب من مؤسسات الاتحاد الأوروبي ببروكسل. وسبق أن ورد اسم خالد البكرواي وشقيقه في تحقيقات هجمات باريس الأخيرة، ولكل منهما سوابق في عالم الجريمة ببروكسل، وكان اسم خالد قد ورد في ملف يتعلق بتأجير شقق سكنية استخدمت مخبأ لبعض المتورطين في تفجيرات باريس، من بينها شقة فوري التي قتل فيها الجزائري بلقايد وهرب منها صلاح عبد السلام قبل اعتقاله بعد أيام قليلة في مولنبيك. وفي فبراير (شباط) الماضي، وبعد شهور قليلة من تفجيرات باريس، وقبل أسابيع قليلة من تفجيرات بروكسل التي أودت بحياة 32 شخصًا وإصابة 300 آخرين، نشرت المجلة الرسمية لتنظيم داعش على الإنترنت، وصايا ثلاثة من منفذي هجمات باريس، أحدهم هو عبد الحميد أباعود وهو بلجيكي من أصل مغاربي ويُعتقد أنه كان العقل المدبر للهجمات، التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والثاني يدعى بلال حدفي وكان يقيم في بروكسل في حي مولنبيك، حيث تقيم عائلة أباعود، وأما الشخص الثالث فهو إسماعيل مصطفى وهو فرنسي من أصل مغاربي. واهتمت وسائل الإعلام البلجيكية بما جاء في الطبعة الثامنة من المجلة على الإنترنت، والتي تحمل اسم «دار الإسلام»، وتولي اهتمامًا كبيرًا بالأعمال التي ينفذها عناصر «داعش»، وترد على ما وصفته بمزاعم البعض من علماء المسلمين التي تنبذ القتال وتفسير «داعش» للقرآن. وقال الإعلام البلجيكي، إن المجلة تضمنت الإشارة إلى وجود خطط لعمليات إرهابية جديدة في أوروبا على غرار ما وقع في باريس وقالت صحيفة «دي مورغن» على موقعها بالإنترنت، إن السؤال المطروح الآن ليس هو كيفية وقوع الهجمات؟ وهل ستكون على غرار ما حدث في فرنسا؟ وإنما الأهم هو تحديد الأهداف والتواريخ. وتضمنت المجلة وصايا الأشخاص الثلاثة، وهم يطالبون أصدقاءهم وإخوانهم بمواصلة القتال. وقال أباعود العقل المدبر للتفجيرات في وصيته، إنه يطلب من المسلمين الدعاء له حتى يكون مثواه الجنة، كما طلب من والديه الالتزام بالتكفير عن الذنوب واتباع طريق النبي. وقالت المجلة إن أباعود ترك حاجاته الخاصة مع اثنين من أصدقائه، «ومن يريد أن يستخدم هذه الأغراض في سبيل الله فليأخذها». كما أوصى أباعود إخوانه في «داعش» بأخيه الأصغر يونس وعمره 15 عاما، وكان أباعود قد اصطحبه معه إلى سوريا، منذ فترة. أما بلال حدفي، فقد دعا المسلمين الذين يعيشون مع المشركين إلى الذهاب للعيش في البلد الوحيد الذي يطبق حكم الله وهي «دولة داعش»، واقتبس بلال بعض الآيات من القرآن التي تدعو إلى «الجهاد»، مشددًا على أنه واجب ديني و«بالنسبة لمن يقيم من المسلمين في الغرب، فعليهم بـ(الجهاد)»، وقد أوصاهم بلال بقتال الغرب في منازلهم وتدمير خدماتهم وأماكن عبادتهم، كما فعلوا هم في مساجد المسلمين، على حد تعبيره.
مشاركة :