وصفت المتحدثة باسم القناة الرابعة البريطانية مقالاً نشرته صحيفة "ذا صن" لمحرر سابق بالصحيفة بأنه "عدواني وغير مقبول"، كما وصفت القناة تعليقاته في ذم الصحفية المسلمة مقدمة الأخبار في القناة حول هجوم نيس الإرهابي بأنها "عنصرية، وبمثابة التحريض على الكراهية". جاء ذلك على خلفية قيام كيلفن ماكنزي المحرر السابق بـ"ذا صن" التساؤل في عموده بالجريدة الإثنين 18 يوليو/تموز 2016، عما إذا كان من الصحيح أن تقوم فاطمة منجي المرتدية للحجاب بتغطية أخبار الهجوم الذي جاوز عدد ضحاياه القتلى 80 قتيلاً، بحسب تقرير نشرته النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست"، الإثنين 18 يوليو/تموز 2016. وصمة عار ومثير للكراهية الدينية وكانت تغريدة ماكينزي التي كتب فيها: "هل كان من المناسب أن تكون هي أمام الكاميرا بينما كانت هناك مذبحة صادمة أخرى على يد مسلم؟ هل يثير ذلك غضب المشاهد العادي الذي ينظر للحجاب باعتباره علامة على عبودية المرأة المسلمة لدينها العنيف بوضوح والمهيمن لصالح الرجال؟"، قد أثارت الاستياء، فغردت كريشنان جورو-مورثي، واحدة من الوجوه الأكثر شهرة بالقناة البريطانية، حول مقال ماكينزي واصفة إياه بـ"وصمة العار، والمثير للكراهية الدينية"، كما تلقّت منظمة معايير الصحافة المستقلة أكثر من 300 شكوى حول الأمر. فخورون بها في بيان لها، قالت المتحدثة باسم القناة الرابعة البريطانية إن "التصريحات التي نُشرت في صحيفة ذا صن اليوم من قبل ماكينزي عدوانية وغير مقبولة على الإطلاق، كما قد ترقى لإثارة الكراهية الدينية والعرقية، ومن الخطأ القول بوجوب منع أحد الصحفيين الأكفّاء من تغطية قضية معينة بسبب معتقداته الدينية، وفاطمة منجي صحفية حاصلة على الجوائز" كما أضافت "نحن فخورون بأنها جزء من فريق عملنا، وستتلقى دعمنا الكامل، أكثر من أي وقت مضى، في أعقاب تصريحاته". ووصف أوليفر براون الكاتب الرياضي لدى صحيفة "التلغراف" بيان القناة بأنه "قوي ومهم "، كما أدان ماكينزي أيضاً صحفيون آخرون. Tantamount to inciting racial hatred. Strong, important statement by against the loathsome MacKenzie — Oliver Brown (@oliverbrown_tel) لم تعلق الصحيفة في وقت مبكر من ذلك اليوم على الغضب المتصاعد حول عمود ماكينزي، لكنها نشرت عموداً بواسطة كاتبة مسلمة تدعى أنيلا بيج في الساعة الخامسة والنصف مساءً، أي قبل 10 دقائق فقط من بيان القناة الذي يدين الجريدة، تدافع عن منجي. صحفية مهنية كتبت فيه "لنكن منصفين، فهي صحفية مهنية عملت في البرنامج على مدى 4 سنوات، لا مجرد مذيعة التُقطت من الشارع فقط لمجرد ارتدائها وشاحاً على رأسها، واتهامها بأنها ممثلة لجميع المسلمين -بمن فيهم المختلون عقلياً مرتكبو تلك الأفعال الشنعاء- هو أمرٌ مثير للسخرية، فنحن نعلم جميعاً أنه لايمكن لشخصٍ واحد أن يمثّل ديانة بكاملها ". كما أدان الاتحاد الوطني للصحفيين ماكنزي لاستخدامه "لغة الكراهية العنصرية والتعصب". وقال الأمين العام للاتحاد مايكل ستينزستريت إن "الإشارة لكون أحد الصحفيين غير قادر على تغطية حادث اعتداء إرهابي بسبب لون بشرته أو دينه أو ملابسه يقول كل ما تحتاج معرفته حول آراء ماكينزي الوضيعة". تصرفاته غير متناسقة وتنم عن تشتت واضح وأضاف قائلاً "الغضب الأخلاقي الذي يختلقه، ما هو إلا لغة ثانية للعنصرية في الكراهية والتعصب، وتصرفاته غير متناسقة وتنم عن تشتت واضح من ناقِد كان ينبغي أن يخرج من مجال الصحافة منذ زمن بعيد. الصحافة في المملكة المتحدة تحتاج إلى المزيد من التنوع والاختلاف ما بين الآراء والصحفيين، وليس العكس". وقد قام كل مِن مجلس النواب، وممثِّل مُنظمة اليهود البريطانيين بإدانة ماكينزي أيضاً. نائب رئيس تحرير صحيفة The Jewish Chronicle، ماري فان دير زيل، قال في تصريح للجريدة "المقال الذي كتبه ماكينزي، يضع افتراضات غير مفيدة ولا مُعتمدة على أي دلائل في قوله أن مُقدمة برنامج إخباري مسلمة، لا يمكنها القيام بالتوازن الكافي لتغطية أحداث تخُص التطرف الإسلامي". يزيد من الشعور بالنفور من مسلمي بريطانيا وقال "وهذا التوصيف الذي قام به ماكينزي، يتسبب في إحداث وقيعة ما بين المسلمين وغير المسلمين، مما سيزيد من الشعور بالنفور من مسلمي بريطانيا، بينما في حقيقة الأمر، معظم المسلمون يصابون بالفزع من التطرف مثلهم مثل الباقين، والمسلمون هُم الجمهور الأهم ما بين مُحاربي هذا التطرف". وقالت المتحدثة باسم منظمة معايير الصحافة المستقلة (Ipso) أنه في تمام الساعة 5:25pm تلقت المنظمة أكثر من 300 شكوى حول العمود الذي كتبه ماكينزي. وأضافت قائلة "لا نزال نبحث في معالجة الأمر، وأتوقع أن يصلنا المزيد ليلاً وحتى صباح الغد". أما عن المقال الذي وصلت فيه أكبر عدد من الشكاوى في تاريخ منظمة معايير الصحافة المستقلة (Ipso)، فكان عمودٌ آخر في نفس الجريدة - "ذا صن" - وكتبته كاتي هوبكنز ذات السمعة السيئة، قائلة أنها قد تستخدم الزوارق الحربية إن لزم الأمر، لوقف زحف المهاجرين، والذين أشارت لهم بلفظ "الصراصير". ووصلت أكثر من 400 شكوى بخصوص هذا المقال. لكن منظمة معايير الصحافة المستقلة رفضت التحقيق في الأمر، لأن هوبكنز لم تُشِر إلى شخصٍ بعينه في مقالها. -هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لـ “هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .
مشاركة :