حرب النفط تشتعل: العراق يطيح بالسعودية كأكبر مورّد للهند - النفط

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - على وقع احتدام صراع الحصص السوقية بين الدول النفطية، أطاح العراق بالمملكة العربية السعودية، ليصبح أكبر مورد للنفط إلى الهند، وذلك بدعم من مبيعات الخام الثقيل مخفض السعر الذي تحتاجه المصافي لإنتاج البيتومين الذي يستخدم في إنشاء الطرق في ثالث أكبر بلد مستهلك للخام في العالم. وجرت العادة على أن تتصدر شركة «أرامكو» قائمة موردي الخام إلى الهند، وقد تواجه الرياض ضغوطا من أجل تقديم تخفيض أكبر على أسعار الخام لاستعادة الحصة السوقية، وخصوصا قبيل الإدراج المزمع للشركة في البورصة. وشكل النفط العراقي نحو 20 في المئة من واردات الهند في الربع الثاني، ارتفاعا من 16 في المئة قبل عام بحسب مصادر في القطاع وبيانات تتبع حركة الملاحة التي تجمعها. بدورها، هبطت حصة المملكة العربية السعودية في السوق الهندية خلال تلك الفترة إلى نحو 18 في المئة من 20 في المئة العام الماضي، ما يجعل العراق متفوقا على المملكة للمرة الأولى في ربع كامل. وفي مواجهة المنافسة على الحصة السوقية، خفضت «أرامكو» هذا الشهر سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف في أغسطس إلى آسيا بأكبر وتيرة في 9 أشهر، لكن محللين حذروا من أنها قد تحتاج لمزيد من التخفيض. وظلت أرامكو ترفع الأسعار على مدار الأشهر الأربعة السابقة، ما قاد البعض إلى الاعتقاد بأنها تستعد لإنهاء مساعيها لتوسيع الحصة السوقية. وقال كبير المحللين لدى كيه.بي.سي إنرجي للاستشارات في المملكة المتحدة إحسان الحق «إذا كانت (أرامكو) تريد زيادة حصتها السوقية، فسيتعين عليها التوصل إلى اتفاقيات طويلة الأجل أو عرض الخام بسعر أكثر جاذبية مقارنة بالمنافسين». وخسرت أكبر دولة منتجة للنفط داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أرضية في عدد من الأسواق الكبرى ومن بينها روسيا والصين، كما أنها تواجه تهديدا من إيران التي تعزز صادراتها منذ إلغاء العقوبات التي كان يفرضها الغرب عليها. ويزيد الطلب على خام البصرة الثقيل العراقي من قبل شركات التكرير الهندية منذ طرح ذلك النوع من الخام العام الماضي، إذ إن الكثير من المصافي الهندية لديها القدرة على معالجة تلك الأنواع الأثقل من الخام والتي تباع أيضا بتخفيض كبير في السعر مقارنة بأنواع الخام الأخرى. من جهته، قال رئيس قطاع المصافي لدى «هندوستان بتروليومبي»، كيه نامديو، في إشارة إلى تعدد استخدامات خام البصرة الثقيل وتنافسية سعره «عندما تقارنه بأنواع الخام الثقيل الأخرى المنافسة تجده في المرتبة الأولى»، غير أن الطلب على خام البصرة من المرجح أن يتراجع موقتا خلال فصل الأمطار الموسمية الحالي في الهند عندما يتباطأ بناء الطرق. وأشار نامديو إلى أن المصافي قد تتحول إلى أنواع الخام المنافسة مثل «مربان» و«الخام العربي الخفيف». الأسعار في هذه الأثناء، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 45 سنتاً في تداولات الاثنين الماضي إلى 41.91 دولار للبرميل، مقارنة بـ 41.46 دولار يوم الجمعة الماضي. بدورها، تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس مع تغلب القلق بشأن وفرة في إمدادات الخام والمنتجات المكررة، على انخفاض متوقع في إنتاج النفط الصخري الأميركي، وتوقعات بانخفاض آخر في مخزونات الخام في الولايات المتحدة. من ناحية ثانية، بدأت أعمال تشييد أكبر مجمع للغازات الصناعية في العالم لصالح شركة «أرامكو» السعودية، وذلك لدعم مصفاة وفرضة جازان في استثمار أميركي سعودي ضخم بلغ حجمه 7.8 مليار ريال (2.1 مليار دولار) عبر تحالف شركتي «أكوا» القابضة، و«إير برودكتس» الأميركية اللتين تشتركان في ملكية المجمع. ومن المقرر أن تزود مصفاة جازان بالطاقة من الغازات الصناعية، وتشمل النيتروجين بطاقة 55 ألف طن يومياً، والأوكسجين بطاقة 20 ألف طن يوميا، ولمدة 20 عاماً، ومن المخطط بدء أعمالها التشغيلية في عام 2018. وذكرت تقارير صحافية أن أعمالاً ضخمة تتواصل حالياً في إنشاء مرافق فرضة ومصفاة جازان وتشمل إنشاء أكبر محطة كهرباء في العالم تعمل بتقنيتي تحويل السوائل إلى غاز والدورة المركبة للوقود، حيث من المخطط أن تستفيد هذه المحطة من إنتاج المصفاة من الرجيع الفراغي لتوليد ما يقارب 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء، بما يكفي لتغذية المصفاة وتوفير الكهرباء للمستثمرين، وتصدير 2400 ميغاواط منها للشبكة العامة للكهرباء. وأنجزت خطوات متقدمة جداً في أعمال الهندسة في المصفاة بأكثر من 95 في المئة، والإنشاءات بأكثر من 20 في المئة، ومن المقرر بدء التشغيل التجريبي للمصفاة البالغ حجم استثماراتها 26 مليار ريال وإنجاز محطة توليد الكهرباء ومشروع الفرضة في 2018. وستعالج المصفاة ما يزيد على 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل والمتوسط لإنتاج 80 ألف برميل من الجازولين و250 ألف برميل يومياً من الديزل ونحو مليون طن سنوياً من منتجات البنزين و«البارازيلين» الكيميائيتين.

مشاركة :