يبدو أن اللاجئين الجدد أو المهاجرين الذين ينتظرون توفيق أوضاعهم في البلاد الأوروبية، سيجدون أنفسهم أمام تحدٍ جديد يضاف إلى معاناتهم التي دفعتهم لطرق الأبواب الأوروبية. فتورط فتى أفغاني حصل بالفعل على اللجوء بألمانيا، في الهجوم على ركاب بأحد القطارات قرب مدينة فولسبورغ الألمانية، يعزز من الدعوات الصادرة من أحزاب اليمين في ألمانيا وأوروبا عموماً ، بوقف الهجرة باعتبارها خطراً أمنياً. وما يزيد من الأمر سوءاً أن السلطات الأمنية عثرت على علم داعش داخل غرفة منفذ الهجوم، الذي استخدم فأساً وسكيناً ليصيب عدداً من الركاب. ويأتي الهجوم بعد أيام من حادث إرهابي مروع قتل فيه 84 شخصاً على الأقل في مدينة نيس الفرنسية، عندما أقدم شاب تونسي الأصل على دهس عشرات المحتفلين في اليوم الوطني. ويعزز الحادثان نظرة الخوف من المهاجرين العرب ، وخاصة القادمين الجدد إلى القارة الأوروبية ، والذين جاءوا من مناطق صراع دون أن تعرف خلفياتهم الجنائية أو الفكرية. ويشار إلى أن أحد منفذي هجمات باريس عام 2015 هو سوري ، قدم إلى فرنسا مع اللاجئين عبر اليونان. وتضع هذه المعطيات تحدياً كبيراً أمام سياسة الباب المفتوح التي أعلنتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سبتمبر 2015، والتي أدت إلى دخول ما يزيد على مليون لاجئ إلى ألمانيا من بينهم 150 ألفاً من أفغانستان. ووقوع أعمال إرهابية بواسطة مندسين ضمن جموع اللاجئين لم يكن شيئاً مفاجئاً، فقد ذكرت ميركل بنفسها أن جماعات متشددة قامت بتهريب بعض من أعضائها إلى أوروبا وسط موجة المهاجرين الذين هربوا من سوريا تحديداً. لكن الأحزاب اليمينية ستجد في هذه الهجمات فرصة سانحة لتعزيز خطابها المعادي للهجرة، مرتكزة على تنمية مخاوف المواطنين من الخطر الأمني المحتمل لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين ، وما يمثله أيضا من عبء على الاقتصاد وفرص التوظيف. (وكالات)
مشاركة :