السفير عسيري منتقداً «حزب الله»: أسلوب التعمية وتشويه الحقائق لن يفيدكم

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توجّه سفير المملكة في بيروت الدكتور علي عواض عسيري بنقد لاذع لـحزب الله في شأن اتهاماته للمملكة بعرقلة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وقال عسيري: سارعوا إلى إراحة لبنان عبر إنهاء الأزمة السياسية التي تكبّله بدءًا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وضعوا حداً لمهاترات الجهة السياسية التي تخطف لبنان وتعيق انتخاب الرئيس الجديد وتحاول الاختباء وراء أصبعها ودفن رأسها في الرمال. كنت آليت على نفسي عدم التطرق إلى الشأن السياسي وإلى ملف رئاسة الجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي ويجب أن يبقى كذلك إلا أنني لا يمكنني أن أتجاهل المواقف التي صدرت عن كبار مسؤولي حزب الله خلال الأيام الأخيرة والتي اتهمت المملكة بأنها تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية. بربكم ألم يعد هناك احترام لعقول اللبنانيين ؟ أيعتقدون أن الشعب اللبناني لا يميز بين الحقيقة والرياء؟ إلى هذه الجهات أقول: كفّوا عن اعتماد أسلوب التعمية وتشويه الحقائق فالمثل اللبناني يقول: (الشمس شارقة والناس قاشعة). كلام عسيري جاء خلال حفل عشاء أقامة مجلس العمل والاستثمار اللبناني في فندق فور سيزنز تكريماً له. حضر الحفل حشد سياسي واسع في مقدمته رئيس كلتة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ووزير الصحة وائل أبو فاعور، ووزير الاتصالات بطرس حرب، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إضافة إلى شخصيات سياسية ودينية وإعلامية ودبلوماسية مختلفة. بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والسعودي كانت عروض مصوّرة عن مجلس العمل والاستثمار اللبناني، إلى كلمة للرئيس المؤسس محمد شاهين ثم عرض فيلم مصوّر عن المسار الدبلوماسي لمعالي السفير عسيري الذي تسلّم درعاً تكريمياً. وألقى السفير عسيري كلمة قال فيها: يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم في هذا الحفل المتميز الذي تفضل بتنظيمه إخواني رئيس وأعضاء مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية تكريما لي، فغمروني بمحبتهم ونبلهم وجميلهم الذي لن أنساه، وعبّروا بأجمل صورة عن عمق العلاقات الإنسانية التي تربط المملكة العربية السعودية ولبنان، فصل الشأن الاقتصادي عن السياسي ضروري للنهوض بلبنان وعن المحبة والوفاء الذي يكنّه الأشقاء اللبنانيون للمملكة وقيادتها وشعبها، فالتكريم الذي أشكركم عليه ليس لشخص السفير وإنما للمملكة وقيادتها من خلاله كممثل لها، المملكة التي لطالما فتحت قلبها وذراعيها للأشقاء اللبنانيين ووقفت إلى جانب لبنان ونصرت قضاياه وكانت وستبقى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الدولة الأكثر حرصا على هذا البلد الشقيق وأبنائه الطيّبين. وفي رسائل سياسية قال عسيري: من المفيد للبنان خلال هذه المرحلة الانكباب على معالجة الوضع الاقتصادي وتنشيطه وفصله عن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد والتي نأمل أن تجد طريقها إلى الحل في القريب العاجل؛ لأنه من الإجحاف ربط القطاع الاقتصادي بها فيما الفرص الاستثمارية الإقليمية تزداد، وقدرات رجال الأعمال اللبنانيين ونجاحاتهم مشهود لها، فلماذا لا يربح لبنان في الاقتصاد ويعوّض ما يخسره في السياسة؟ أشرت إلى الفرص الاستثمارية الإقليمية، وأقصد بها بشكل خاص القدرة الاقتصادية التي تمتلكها المملكة العربية السعودية وما يستطيع أن يوفره قطاعها الاقتصادي بمختلف جوانبه وأسواقه من أرباح للمؤسسات ورجال الأعمال. وفي عرض سريع إلى واقع الأمور خلال هذه المرحلة أشير إلى برنامج التحول الوطني المعروف بـ السعودية 2020 والذي يهدف إلى إدخال إستراتيجية جديدة على منظومات عدة في المملكة وإلى تفعيل دور القطاع الخاص ودعم التنافسية والخصخصة وتعميق التنويع الاقتصادي وتعزيز الاستقرار النقدي. كما أشير إلى الرؤية السعودية 2030 التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية التي تضمنت ثلاثة تقسيمات رئيسية أولها اقتصاد مزدهر واستهدفت رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8% إلى المعدل العالمي 5.7% والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز العشرة الأولى، كما استهدفت في مجال الاستثمار رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال، ولا يسعني إلا أن أتوقف عند الزيارة الفائقة الأهمية التي قام بها سموه الكريم إلى الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي وبحث خلالها سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية المملكة 2030 وسعى إلى جذب كبرى الشركات الأميركية والعالمية الرائدة في القطاع التجاري؛ حيث سلّم أول ترخيص استثماري في القطاع التجاري بملكية أجنبية لشركة داو كيميكال الأميركية، وترخيص تجاري للعمل في المملكة لشركة 3M الأميركية، كما بحث مع رؤساء شركات عالمية منها جنرال إلكتريك، بلاكستون، SIX FLAGS ، آبل ، تويتر، فيسبوك، سي وورلد، بلومبرغ وغيرها، مجالات الشراكة الإستراتيجية والاستثمار في المملكة، الأمر الذي دفع الخبراء الاقتصاديين ومنهم الرئيس التنفيذي لبنك HSBC على توقع نهضة اقتصادية هائلة في المملكة بحيث ستتحول إلى قوة صناعية كبرى بحلول عام 2020 فيما توقع تقرير صادر عن سيتي بنك أن تصبح المملكة سادس أكبر اقتصاد في العالم وأغنى اقتصاد في الشرق الأوسط بحلول عام 2050 وأن تتفوق على عدد من الدول المتقدمة اقتصاديا في القارتين الأميركية والأوروبية وأن تكون أغنى اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط من حيث الناتج المحلي الإجمالي في العام 2050. ودعا عسيري اللبنانيين إلى تكثيف التواصل بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين وتفعيل الاتفاقات الاقتصادية القائمة ووضع خطط عملية حديثة للتعرف على مجالات الاستثمار في المملكة ودراسة الفرص وحاجة السوق السعودية وعقد الندوات واللقاءات والزيارات المتبادلة وورش العمل مع نظرائكم في القطاع الخاص في المملكة فأنتم سفراء للبنان ومن أقدرَ منكم على إنعاش اقتصاده وإحيائه كطائر الفينيق، ومن أقدر على إنهاض لبنان من كبوته من همّةِ أبنائه؟. عسيري متحدثاً لمضيفيه خلال الحفل

مشاركة :