ما هي السمة الغالبة على إدارة باراك أوباما؟ أزعم أنها الجبن، فهو يكره بنيامين نتانياهو. أنا أكره نتانياهو أكثر منه، إلا أنني لست رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً إزاء مجرم الحرب الإسرائيلي. أوباما يستطيع ولا يفعل. راجعوا معي القصة التالية: الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي دان استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية لتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية، وأصر على أن هذا العمل «يخرب إمكانات حل الدولتَيْن». وزارة الخارجية الأميركية تكاد تصدر بياناتها «سراً»، يعني من دون طبل أو زمر حتى لا تثير إسرائيل عليها، ونتانياهو يصر على أن الفلسطينيين هم العقبة الحقيقية في وجه السلام. هو يريد أن يستسلموا، وهم لن يفعلوا، وكيربي أضاف في تصريحه أن كلامه لا يعني تأييد «الإرهاب». أي إرهاب هو؟ هناك إرهاب واحد وحيد في الشرق الأوسط هو الإرهاب الإسرائيلي الذي أطلق كل إرهاب آخر حتى وصلنا إلى «القاعدة» و «داعش» وغيرهما من المنظمات الإرهابية. الفلسطيني المتهم بالإرهاب طالب حرية ومن حقه أن يقاوم وجود الاحتلال على أرضه (كل إسرائيل أرض فلسطينية محتلة). والفلسطينية الصغيرة التي تحمل سكيناً طالبة حرية في وجه استيطان وجيش احتلال وحكومة نازية جديدة. كنت أقرأ بيان وزارة الخارجية الأميركية وأقرأ معه تصريحاً لمسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية يعلن إكمال أو اختبار ناجح لأنظمة الصواريخ «الدفاعية» مع إسرائيل. هذا شراكة أميركية في جرائم إسرائيل. أي دفاع هذا ضد صواريخ «حماس» أو «حزب الله»؟ عندي ألف اعتراض على سياسة «حماس»، وعندي مثلها على تدخل «حزب الله» في سورية، إلا أنهما حركتا تحرر وطني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وطالما أن الاحتلال باقٍ فمن حق كل منظمة عربية أن تقاوم الاحتلال بكل السبل المتاحة لها، بما في ذلك السلاح. الإرهاب هو حكومة إسرائيل والمستوطنون وليكود أميركا فلا آثار إطلاقاً لخرافاتهم في بلادنا. لا أنبياء ولا هياكل ولا معابد. الإرهاب الإسرائيلي وصل إلى الولايات المتحدة، فبعد كل عملية إرهابية تشتد الحملات العنصرية والكره والاعتداءات على المسلمين المحليين، وهو ما حدث بعد أن هاجم الأميركي الأفغاني عمر متين نادياً للمثليين في أورلاندو، فلوريدا، وقتل 49 شخصاً وجرح 53 آخرين. جامعة جورجتاون، حيث درست يوماً، تضم «مؤسسة الجسر» للتقريب بين الشعوب، وهذه المؤسسة أصدرت قبل شهرين تقريراً يوثق الإرهاب ضد المسلمين. طبعاً سياسيون مثل «الأشقر» الأحمق دونالد ترامب يصرون على أن هذا الإرهاب ترتكبه جماعات صغيرة لا تمثل غالبية الأميركيين، ما يعطي الكره غطاء سياسياً يحميه. قرأت عن طبيب عيون اسمه ارسلان تجمُّل تعرض لإطلاق رصاص وهو يسير في موقف سيارات المسجد المحلي في هيوستون، واعتقد المهاجمون أنه قُتـِل وتركوه على الأرض، وهو حتى كتابتي هذه السطور لا يزال يصارع الموت في المستشفى. إن كان من عزاء للمسلمين في حملات الإرهابيين من ليكود أميركا عليهم فهو أن أنصار إسرائيل من الوقاحة أنهم يتجاوزون المسلمين كل يوم ليهاجموا مسؤولين أميركيين كباراً لم يعملوا سعاة أو خدماً للإرهاب الإسرائيلي. أقرأ أن باراك أوباما وجيمي كارتر انتصرا للدولة الإسلامية، وهذا خيانة (للمثل الأميركية) وطعن في الظهر. هذا كذب صفيق فلولا كارتر وعملية السلام بين إسرائيل ومصر، أين كانت إسرائيل اليوم؟ لا أحتاج إلى جواب، وإنما أقرأ أن أوباما شجع الأميركيين على صوم رمضان. هو لم يفعل وهم يكذبون كما يتنفسون. بل هم زعموا أن تهنئة أوباما بعيد الفطر إهانة لضحايا «المجازر الإسلامية». أقول إن المجازر الوحيدة ترتكبها إسرائيل. طبعاً المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون هدف مستمر لسهامهم، وآخر ما قرأت كان موضوعاً عنوانه أنها «يجب أن تذهب إلى السجن». لماذا؟ هم يتهمونها في موضوع قتل الأميركيين في ليبيا وهي وزيرة خارجية واستعمالها بريدها الإلكتروني الخاص في عملها. «أف بي آي» قالت إن كلينتون كانت مهمِلة وليست مذنبة، وهذا فصل المقال.
مشاركة :