فرض الخلط بين الأيديولوجيا والشعارات الرنانة التي عاش عليها النظام الإيراني منذ عام 1979، نفسه على معظم وسائل الإعلام الإيرانية، ومنها وكالة أنباء فارس التي تبث أخبارها باللغة العربية، حيث اعتادت على إبراز شعارات مثل "الشيطان الأكبر" في إشارة إلى الولايات المتحدة في بعض أخبارها، لكن المفاجئ أنها سرعان ما تهرب من هذا المصطلح وتحذفه من أخبارها بعد وقت معين، خصوصا في الأسابيع الأخيرة. ورصدت "الوطن" خلال الأسبوع الماضي تغريدة بثتها الوكالة بلغة إنشائية، توحي للقارئ بأنها تهاجم قناة "سي إن إن" الأميركية وتتهمها بأنها تريد زيادة الاستقطاب السياسي بين الأمة الإسلامية، وذلك على خلفية القضايا التي تطرحها القناة الأميركية على موقعها الإلكتروني حول العلاقات المتوترة بين السعودية وإيران. الشيء اللافت في هذا الخبر أنه بث على صيغتين مختلفتين، ففي الصيغة الأولى التي بثت في 12 يوليو الجاري (الساعة الـ3.20 صباحا) كانت تتضمن جملة الشيطان الأكبر كما يلي (الشيطان الأكبر يصطاد في الماء العكر.. موقع قناة سي_إن_إن یخصص مساحة کبیرة من إنتاجه لإثارة الخلافات بین المسلمین"، حيث استمرت هذه الصيغة على الموقع حتى (الساعة الـ11.46 مساء)، ثم حذف كل ما يشير لـ"الشيطان الأكبر" وأصبحت الجملة (موقع قناة سي_إن_إن یخصص مساحة کبیرة من إنتاجه لإثارة الخلافات بین المسلمین). وعلى الرغم من ذلك لم تتورع الوكالة في تقاريرها اللاحقة لهذه التغريدة، بدقائق من الهجوم على دول عربية وإسلامية عديدة منها السعودية والإمارات ومصر، وبأقذع العبارات التي لا تمت لمهنة الصحافة والإعلام بأي صلة. ويلحظ المتابع لتلك الوكالة وغيرها من وسائل الإعلام الإيرانية أو التي تسير في خطها، الخلط المهني الكبير بين الخبر والمقال، فبينما مهمة أي وكالة أنباء حسب الأعراف الصحفية المهنية، هو بث الخبر، يجد المتابع لوكالة "فارس" أنها تنشر خبرا ثم مقالا في الوقت نفسه وفي المكان نفسه.
مشاركة :