أبوظبي: الخليج في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاحها بتركيب حاوية المفاعل في المحطة الثالثة ضمن مشروع الطاقة النووية السلمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في براكة بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي. أشارت المؤسسة إلى أن تركيب حاوية المفاعل يعد من أهم مراحل المشروع، وذلك بعد التركيب الناجح لحاوية المفاعل بالمحطة الثانية العام الماضي، وتركيب حاوية المفاعل بالمحطة الأولى عام 2014. وتعتبر حاوية المفاعل من الأجزاء الرئيسية في مفاعل الطاقة النووية. وأوضحت المؤسسة أن حاوية المفاعل التي تم تركيبها تزن أكثر من 400 طن، ويصل ارتفاعها إلى نحو 15 متراً. وتتمثل أهميتها في احتواء الانشطارات النووية، ما يُساهم في توليد طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة، لتزويد شبكة الكهرباء في دولة الإمارات باحتياجاتها من الطاقة. إضافةً إلى ذلك، تعتبر حاوية المفاعل إحدى حواجز الوقاية العديدة المصممة لضمان سلامة محطات الطاقة النووية. وأقامت المؤسسة حفلًا لتدشين حاوية المفاعل في المحطة الثالثة بموقع براكة، رحب فيه محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية بسعيد عيد الغفلي رئيس المكتب التنفيذي، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل عضو المجلس التنفيذي، وكبار المسؤولين والضيوف من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ومكتب التنظيم والرقابة، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل، وبلدية المنطقة الغربية والسفير الكوري بدولة الإمارات. وقد حضر الحفل أيضاً أعضاء مجلس الإدارة والإدارة العليا من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية. وتضمن الحفل جولة تفقدية داخل الموقع اطّلع فيها الحضور على تفاصيل عملية تركيب حاوية المفاعل بعد وصولها من كوريا الجنوبية، وكذلك آخر المعلومات المتعلقة بأعمال الإنشاء داخل المفاعل من المسؤولين والمهندسين في المؤسسة. وقال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: إن تركيب حاوية المفاعل في المحطة الثالثة بنجاح ووفق أعلى معايير الأمن والسلامة يعد تتويجاً لجهود فريق العمل وتفانيهم خلال السنوات الماضية. ونود توجيه الشكر لفريق العمل التابع للشركة الكورية للطاقة الكهربائية (KEPCO)، وشركة دوسان للصناعات الثقيلة والإنشاءات (Doosan) تقديراً لجهودهم بموقع براكة. وأضاف الحمادي: تلتزم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقديم برنامج نووي سلمي يتّبع أفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع، ونظراً إلى أن المؤسسة حققت إنجازين مماثلين في المحطتين الأولى والثانية سابقاً، فقد اكتسب فريق العمل خبرةً في هذا المجال، مما يُساهم في رفع الكفاءة والامتثال لأعلى معايير السلامة. وتؤكد المؤسسة أنها ستــظل تتــبع الخــطط الموضوعة لإتمام كل محطة على حدة ومنح كل إنجاز الوقت الكافي لتحقيقه، وذلك بدءاً من مرحلة الإنشاءات الحالية وصولاً إلى مرحلة التشغيل. وختم الحمادي بالقول: سيكون للطاقة النووية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة دور مهمّ وحيوي في مستقبل وطننا، وسيعود بالكثير من المنافع على اقتصادنا الوطني، إلى جانب توفير فرص العمل والمساهمة في بناء قطاع صناعي محلي متقدّم لدعم العمليات الجارية في موقع براكة. وتتألف حاوية المفاعل من جزأين، أولهما الهيكل الذي يعد الجزء الأكبر من حاوية المفاعل، وسيتضمن بداخله الوقود النووي وأجهزة التبريد وهياكل دعم التبريد. أما الجزء الثاني من حاوية المفاعل فهو الرأس العلوي وسيحتوي بداخله على بعض المنافذ التي ستربط بين أعمدة التحكم وحزم أعمدة الوقود النووي، وهذا سيساعد على التحكم بالتفاعلات النووية داخل المفاعل. وتسير عمليات الإنشاء في محطة براكة للطاقة النووية على نحوٍ آمن وثابت، وقد وصلت النسبة الكلية لإنجاز المشروع إلى 65%. وبعد تشغيل المحطات النووية الأربع، ستوفر مؤسسة الإمارات للطاقة النووية طاقة آمنة وفعالة وموثوقــة وصديقة للبيئة، اعتماداً على الموافقات الرقابية والتنظيمية. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الإنشاء الخاصة بمشروع الطاقة النووية السلمية في براكة بدأت في عام 2012، ومن المقرر إتمام بناء محطات المشروع الأربع عام 2020 ،وتصل قدرتها الإنتاجية الكلية إلى نحو 5600 ميغاواط. وستوفر هذه المحطات ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء الصديقة للبيئة، وستحدّ من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 12 مليون طناً سنوياً.
مشاركة :