بعد عامين من بدء غاراتها على تنظيم داعش في سوريا والعراق، عقد في واشنطن اجتماعاً، أمس الأربعاء ويتواصل حتى اليوم الخميس للدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بعد سلسلة اعتداءات تبناها التنظيم في العالم في الفترة الأخيرة، واستضاف وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر الاجتماع الوزاري المشترك للتحالف الدولي ضد داعش. وقال المبعوث الرئاسي في الخارجية الأمريكية للتحالف الدولي بريت ماكغورك إن وزراء دفاع وخارجية 46 بلداً سيشاركون في الاجتماع من أجل تنسيق المرحلة المقبلة من الحملة لهزيمة داعش، وأضاف أن الاجتماع سيركز على الخطط العسكرية وخطط الاستقرار للعمليات في العراق، فيما قال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن فرنسا والولايات المتحدة تعدان لضربة منسقة ضد تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية. وأضاف لإذاعة فرانس انفو جان إيف لو دريان (وزير الدفاع الفرنسي) في واشنطن. إنه يعد مع الأمريكيين لهجوم منسق على الموصل. وإن كانت سيطرة التنظيم المتطرف على الأرض بدأت بالانحسار في سوريا والعراق، فقد انتقلت عناصره أو آخرون متأثرون به، إلى تنفيذ اعتداءات رهيبة في نيس وإسطنبول وبغداد ودكا وحتى في ألمانيا أوقعت مئات القتلى والجرحى. وعلى مدى يومين، سيستقبل جون كيري واشتون كارتر 46 من نظرائهما من بينهم الوزيران الفرنسيان جان مارك ايرولت وجان ايف لودريان. وقال كيري إن قوة الدفع في القتال ضد داعش قد تغيرت وإن التنظيم المتشدد طرد من نحو نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق. وقال كيري في افتتاح مؤتمر للمانحين لصالح العراق لقد تغيرت قوة الدفع، مضيفاً أنه يأمل في جمع ملياري دولار على الأقل خلال المؤتمر لمساعدة هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وتابع: إننا نحقق تقدماً باستعادة أجزاء مهمة من العراق.. الآن تتم استعادة أجزاء مهمة من سوريا. وأكد الموفد الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى التحالف برت ماكورك أن هذه الاعتداءات ستكون بلا شك من مواضيع القلق الرئيسية خلال المباحثات. وفي أعقاب تصريحات رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الذي توقع اعتداءات أخرى ومقتل المزيد من الأبرياء، حذر ماكورك، بدوره خلال مؤتمر عبر الهاتف، من أن أحداً لا يمكنه أن يقول إن هذه الاعتداءات ستتوقف. وقال الدبلوماسي الأمريكي للأسف، أعتقد أننا سنشهد اعتداءات أخرى. وقال ماكورك إن التحالف الدولي الذي شن 14 ألف غارة خلال سنتين يحقق نجاحات على الأرض، لكنه أقر بأن هناك الكثير من العمل لتفكيك الشبكات الجهادية في العالم. وقال الخبير في المجلس الأطلسي للبحوث في واشنطن مايكل فايس إن تنظيم داعش تلقى ضربات موجعة، لكن لم يتم القضاء عليه. لقد فقد قدرته على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، ولكنه لم يفقد قدرته على تنفيذ اعتداءات ظرفية. وخسر التنظيم في العراق قرابة 50%، وفي سوريا ما بين 20 و30% من الأراضي التي سيطر عليها في 2014، وفق واشنطن. أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير، أمس، قبيل توجهه إلى مؤتمر المانحين لدعم العراق في الولايات المتحدة، عزم بلاده دعم العراق في إعادة الإعمار ومكافحة تنظيم داعش بـ 160 مليون يورو إضافية بحلول نهاية عام 2017. (وكالات)
مشاركة :