تحوّل مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند بأوهايو، ليل الثلاثاء/الأربعاء، إلى مهرجان لتمجيد وتلميع صورة مرشح الحزب إلى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، وتسابق أبناؤه وأصدقاؤه إلى كيل المديح، وتقديمه باعتباره المنقذ لأمريكا، ومعيد احترامها، وقوتها، وهيبتها وجعلها آمنة، وتقلص الفارق بينه وكلينتون إلى 7 نقاط مئوية، وتقرر نقل موقع استضافة أول مناظرة بين المتنافسين من أوهايو إلى نيويورك. فبعد يومين من الفوضى، عيّن الحزب رسمياً ترامب مرشحاً له للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني، وتسمية مايك بنس نائباً للرئيس على بطاقته الانتخابية، كما حاول الحزب تجاوز الانقسامات عبر استهداف عدو مشترك، هو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكانت كلمة الوحدة تتردد على لسان العديد من المندوبين داخل القاعة الرياضية الهائلة في كليفلاند التي تم إعدادها لاستقبال مؤتمر الحزب من الاثنين إلى الخميس. لكن اللحظات الوحيدة التي اجتمعت فيها أصوات الجمهوريين وضيوفهم لترديد شعار واحد كانت لمهاجمة كلينتون. وخلال خطاب حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، المدعي العام الفيدرالي السابق الذي استهدف وزيرة الخارجية السابقة، رددوا بشكل عفوي أربع مرات احبسوها!. وعدد كريس كريستي ما وصفه بإخفاقات الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا وسوريا وإيران ونيجيريا وروسيا والصين، قبل أن يتساءل هل هي مذنبة أم غير مذنبة؟. ورد الحضور مذنبة!. وفي مراسم تقليدية، أعلنت وفود المندوبين الواحد تلو الآخر، نتائج الانتخابات التمهيدية عبر الميكروفون، إلى أن أعلن أحد أبناء رجل الأعمال النيويوركي الثري، دونالد ترامب الابن، أصوات المندوبين الـ89 عن هذه الولاية ما سمح لوالده بتجاوز العدد المطلوب من الأصوات. وحسب التقاليد المتبعة، لم يحضر ترامب الاجتماع الثلاثاء، لكنه أكد في رسالة فيديو قصيرة معاً سنحقق نتائج تاريخية بأكبر عدد من الأصوات حصل عليها مرشح في تاريخ الحزب الجمهوري، واعداً بخلق وظائف للأمريكيين، وتعزيز الجيش، وتأمين حدود الولايات المتحدة واستعادة القانون والنظام في البلاد. وألقى كل من ترامب الابن (38 عاماً)، وشقيقته تيفاني (22 عاماً) كلمة. واكد الابن المعجب بوالده الذي يرافقه إلى ورش البناء العقاري منذ صغره، أنه يتعامل بارتياح كبير مع العمال ويقدر كرامة العمل. وقال إن والده غيّر الأفق في سماء نيويورك، وأنه بمقدوره تغيير الولايات المتحدة. وقال: بالنسبة إلى أبي، المستحيل هو مجرد نقطة البداية. وروت تيفاني قصصاً شخصية عن رجل يعرفه معظم الأمريكيين من خلال تلفزيون الواقع فقط. وقالت: إنه يستحضر المواهب والقيادة في الناس كي يتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم. وحاول القادة الجمهوريون على المنصة إعطاء صورة حزب موحد على الرغم من العدد الكبير للغائبين. وتحدث رئيس مجلس النواب بول راين الذي أصبح الخريف الماضي الشخصية الثالثة في الولايات المتحدة، عن انتخابات جمهورية تمهيدية عنيفة، لكنه اعتبرها براهين على الحياة. وسارعت كلينتون إلى الرد على ترشيح ترامب قائلة في تغريدة على تويتر بعد الاقتراع ترامب أصبح للتو المرشح الجمهوري. فلنساهم معاً الآن لضمان ألا تطأ قدماه أبداً المكتب البيضاوي. ووافق مؤتمر الحزب في اقتراع صوتي على ترشيح مايك بينس حاكم ولاية إنديانا (57 عاماً) لمنصب نائب الرئيس الذي اختاره ترامب. من جهة أخرى، ظهر استطلاع لرويترز/إبسوس أن ترامب قلص الفارق بينه وبين منافسته الديمقراطية كلينتون إلى سبع نقاط مئوية، من 15 نقطة أواخر الأسبوع الماضي. وأيد 43 في المئة كلينتون في حين أيد 36 في المئة ترامب. وهبطت نسبة الناخبين الذين لا يؤيدون أياً من المرشحين إلى 12 في المئة. إلى جانب ذلك، تم تغيير مكان انعقاد أول مناظرة تلفزيونية بين ترامب وكلينتون من أوهايو إلى نيويورك. وستجرى المناظرة في 26 سبتمبر/أيلول بجامعة هوفسترا في هيمبستيد على بعد ساعة بالسيارة من مشارف نيويورك. وكان من المقرر أن تجرى المناظرة في دايتون بولاية أوهايو في جامعة رايت ستيت، لكن مخاوف بشأن التكاليف والأمن دفعت الجامعة إلى الانسحاب. ويتوقع أن تكلف عملية استضافة المناظرة جامعة رايت ستيت ما بين 3 ملايين دولار إلى 5 ملايين دولار، وربما تصل التكلفة إلى 8 ملايين دولار.(وكالات)