تيريزا ماي تزور برلين وباريس لبحث البرنامج الزمني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

  • 7/21/2016
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - (أ ف ب): تقوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاربعاء والخميس بزيارتين رسميتين لألمانيا وفرنسا في أول رحلة لها إلى الخارج منذ توليها مهامها يفترض ان تقوم خلالها ببحث البرنامج الزمني لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وقال مكتب رئيسة الحكومة ان تيريزا ماي «ستحاول ارساء علاقات عمل متينة» مع اثنين من أهم الشركاء الأوروبيين وتوضيح لماذا «تحتاج (حكومتها) إلى الوقت» قبل بدء مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وأكّدت رئيسة الوزراء الجديدة التي وصلت أمس الاربعاء إلى برلين حيث تشارك في عشاء عمل مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، في بيان «انني مصممة على ان تجعل المملكة المتحدة من خروجها من الاتحاد الأوروبي نجاحا، ولذلك قررت التوجه إلى برلين وباريس فور تولي مهامي». وأضافت: «لا أقلّل من اهمية تحدي التفاوض حول خروجنا من الاتحاد الأوروبي واعتقد بحزم ان القدرة على التحدث بصراحة وانفتاح عن المشاكل التي نواجهها ستكون عاملا مهما لمفاوضات ناجحة». وبعد برلين، ستتوجه ماي اليوم الخميس إلى باريس حيث ستلتقي الرئيس فرنسوا هولاند اعتبارا من الساعة 18:30 وأوضحت الرئاسة الفرنسية ان جدول الاعمال يشمل قضايا «مكافحة الإرهاب ومسائل الامن الخارجي وتنفيذ بريكست (الخروج من الاتحاد) وأهمية العلاقات الثنائية». وقال البروفيسور ايان بيغ من المعهد الأوروبي للاقتصاد «لندن سكولز اوف ايكونوميكس» ان «على تيريزا ماي بناء جسور مع نظرائها. حتى الآن كانت تعتبر شخصا يركز على وزارة الداخلية». وأضاف أن «وجهتها الاولى هي العاصمتان الاهم في أوروبا حيث ستقول بوضوح ما تريد وما تدافع عنه والبرنامج الزمني الذي تفكر به للخروج من الاتحاد الأوروبي وكيف تنوي القيام بذلك». وكانت ميركل طلبت اولا توضيحا «سريعا» للنوايا البريطانية لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكنها بدت بعد ذلك اكثر ليونة من الآخرين وخصوصا من فرنسوا هولاند، في منح بعض الوقت لرئيسة الوزراء الجديدة لتوضيح خططها. وقالت ميركل الثلاثاء الماضي لشبكة التلفزيون الألمانية «سات-1» انها «سعيدة بالتعرف على» ماي، مؤكدة استعدادها «لإعطاء الحكومة البريطانية وقتا للتفكير في العلاقة التي تريدها مع الاتحاد الأوروبي». وأضافت ان «الابلاغ (بطلب الخروج) سيأتي بالتأكيد في وقت لاحق». وهذه الليونة تمليها المصالح الاقتصادية الألمانية. إذ تمتص بريطانيا ثمانية بالمائة من الصادرات الألمانية وتستضيف على أراضيها عددا كبيرا من مصانع مجموعات ألمانية. وقال ايان بيغ «بالنسبة إلى ميركل، ستكون هناك بشكل واضح فترة ستحاول خلالها التعرف على نظيرتها مع خصوصية تاريخ كل منهما: فكلتاهما ابنة قس وزوجاهما متحفظان ولم ترزقا بأولاد وتهويان المشي في (جبال) الالب». أما بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي، فتكمن الاولوية في تنظيم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي «في اسرع وقت ممكن». وقال ايان بيغ «في نظر هولاند، هناك خوف من انتقال عدوى الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى فرنسا». وأضاف: «سيسعى إلى افهام تيريزا ماي انه لا يمكنها التأخر إلى ما لا نهاية أو انتظار هدايا من فرنسا لأن عليها التفكير في السياسة الداخلية وسيرغب في تجنب ان يتشجع الآخرون» على القيام بخطوة مماثلة. وقالت مديرة الاتصال في المركز الفكري «اوبن يوروب» نينا شيك ان «باريس وبرلين منقسمتان بشكل كاف حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل الاتحاد الأوروبي». وأضافت لوكالة فرانس برس «انها لعبة توازن دقيقة يجب أن تنجح تيريزا ماي في القيام بها». وأوضحت ان في وسع ميركل ان تتريث، لكن «الارادة الحسنة السياسية ستفقد إذا تأخرت بريطانيا كثيرا في تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة» التي تنص على آلية «الطلاق» من الاتحاد والتي تعتبر بمثابة تبليغ رسمي للاتحاد بالقرار البريطاني. ودعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الاثنين ماي إلى تنظيم «انفصال مخملي» مع الاتحاد الأوروبي. وفي اجواء التمهيد للمفاوضات، ابلغت رئيسة الوزراء البريطانية توسك بتخلي المملكة المتحدة عن الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من يوليو إلى ديسمبر 2017، كما أعلن ناطق باسم رئاسة الحكومة.

مشاركة :