أمهات في النيجر يخضن معركة ضد سوء التغذية

  • 7/21/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في باحة مركز طبي في قرية نائية جنوب النيجر، أحد أفقر بلدان العالم، تقف 30 امرأة حاملات أطفالهن الرضع، للإنصات الى تعليمات عن طريقة التعامل مع حالات سوء التغذية. واحدة تلو الأخرى، تضع السيدات حول معاصم أطفالهن أساور ملونة مصممة لقياس حجم المعصم وتشخيص سوء التغذية. وتظل السيدات حابسات أنفاسهن، الى حين تظهر نتيجة الفحص، كما حصل مع فاطمة عيسى حين كانت طفلتها البالغة سنتين تخضع للفحص، فصرخت بعد ذلك بلغة الهاوسا: «السوار عند اللون الأخضر، ابنتي بخير». غالبية هؤلاء النساء أمّيات، وهن يقصدن هذا المركز لتعلم طريقة التعرف إلى مؤشرات سوء التغذية بواسطة أجهزة بسيطة. ومعلوم أن النيجر من أفقر بلدان العالم، وبلد قاحل يرتفع فيه معدل سوء التغذية الى 15 في المئة، أي عند عتبة «الطوارئ» المحددة من منظمة الصحة العالمية. وأوكلت الحملات الواسعة لمكافحة سوء التغذية الى أشخاص من سكان القرى، درّبوا على هذه المهمة ليعملوا في مناطقهم. لكن المهمة ما زالت تواجه عقبات كبيرة، أهمها النقص في العاملين وضعف وسائل النقل. وتقول ايزابيل كويلو المسؤولة في برنامج «اي سي اتش أو» للمساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية: «من المستحيل الوصول الى كل الأطفال الذين قد يكونون مصابين بسوء التغذية، خصوصاً في القرى النائية». وإزاء الارتفاع الكبير في حالات سوء التغذية، أطلق البرنامج الأوروبي عام 2014 «سياسة جديدة» تقضي بجعل الأمهات «في قلب المعركة»، من خلال جعلهن قادرات على تشخيص سوء التغذية الذي قد يؤدي الى الوفاة، خصوصاً لدى الأطفال دون الخامسة. وتقول العاملة في الحملة هاليرو أبو بكر: «يكفي أن نقدم للنساء شرحاً بسيطاً حتى يصبحن قادرات على ممارسة المهمة». ويضيف سيدي ساني مدير منظمة «بيفين» (رفاه المرأة والطفل) غير الحكومية: «ننطلق في هذا التوجه من كون المرأة هي المعالج الأول للطفل». عام 2015، تلقت 43 ألف سيدة هذا التدريب، وساهمن بذلك في إنقاذ عدد كبير من الأطفال. وتقول الممرضة فاطمة عبدالله العاملة في قرية غونا المجاورة «حين تكتسب النساء القدرة على تشخيص سوء التغذية، يأتين إلينا بالأطفال المصابين بسرعة، قبل أن تزداد حالاتهم سوءاً». وفي باراغو، كما في غونا، خطت النساء خطوات كبيرة في التصدي لسوء التغذية من خلال كسر مفاهيم شائعة مغلوطة لا تؤدي إلا لزيادة المشكلة، منها مثلاً عدم إطعام الأطفال البيض واللحم، أو عدم إرضاع حديثي الولادة. فوفق معتقدات خرافية قديمة، يؤدي إطعام الطفل البيض الى إصابته بالبكم والصمم، أما أكل اللحم فيجعل الصغار متسولين!

مشاركة :