قصة «فتى الدبابة» الحقيقي والمزيف: مغربي تقمص دور جندي تركي خرج رغمًا عن رغبة عائلته

  • 7/21/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الانقلاب ومن ثم عاد إلى أدراجه، بين كل ذلك وبدعوة من رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، لنزول الشعب للحفاظ على شرعيته، أصبح لشاب ما النصيب الأوفر حظًا من انتشار صورته ليكون بطل أنصار أردوغان بوقوفه أمام دبابة وأيضًا إلقاءه لجسده أمام جنازيرها ضاربًا بحياته عرض الحائط من أجل القائد –مثلما أفاد بعد ذلك- ولكن عدم ظهور وجهه لتتضح هويته دفعت بالتكهنات إلى أكثر من اتجاه، على غرار الشاب المصري الذي وقف أمام عربة الأمن المركزي إبان ثورة يناير 2011 وحتى الآن ولم يعرف أحد من هو. غموض الصورة دفع شاب مغربي يدعى رضوان باعش، لاستغلال المشهد والشبه الكبير بينه وبين صاحب الصورة الأصلي، ونشر «بوست» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وهو بنفس «الزي» حيث أظهرت الصور الرجل المستلقي أمام الدبابة وهو يرتدي قميص أبيض وجينز أزرق، وهو نفس الزي الذي ارتداه إبن مدينة «كازبلانكا – المغربية» وقام بوضع بجانب الأخرى، وكتب على سبيل الدعابة: «البارحة من حسن الحظ تواجدت في تركيا وشاركت في تصدي للانقلاب وهذا شرف لي ولكل المغاربة». حاولت «المصري اليوم» أن تتواصل مع الشاب رضوان، على «فيسبوك» فور نشره صورته ومنشور الذي ادعى فيه انه صاحب الصور، لكشف الحقيقة التي كانت بين قوسين أو أدنى حين رأينا داخل حسابه مجموعه تعليقات لأصدقائه مفادها «يا بطل ضد الإنقلاب التركي»، و«اتشهرت أخي رضوان»، إلا أن إصرارنا جعلنا نتواصل مع أحد أصدقائه يدعي محمد موسعيد، الذي أكد في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» أن رضوان يتواجد في «كازبلانكا» الدار البيضاء، بالمغرب، مشيرًا إلى أنه لم يخرج من المغرب بتاتا وأن كل ما نشر من باب الفكاهة والضحك للشبة الكبير بينهم. كذلك أظهر حسابه أنه نشر صورة في نفس اليوم الذي شهد أحداث محاولة الانقلاب على أردوغان، من داخل استاد في المغرب، حيث يتابع إحدى المباريات هناك، مما يؤكد أنه لم يكن «فتى الدبابة» الحقيقي. في الوقت ذاته ظهر البطل الحقيقي للواقعة التي حدثت على حسب روايته أمام دبابة عسكرية عند أحد مداخل مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول، بعدما تحولت هذه الصورة في لحظات لمادة دسمة تتناقلها كل الصحف والمواقع العالمية، خاصة بعد ظهور «رضوان» وتهاتف الصحف العالمية والعربية لإجراء حوار مع صاحب الصورة الحقيقي والذي ظهر أخيرًا، ويدعى متين دوجان، وهو تركي الجنسية. يقول «دوجان» لإحدي وسائل الإعلام التركية، أنه «قرر الخروج للشارع فوراً بعد أن سمع بما حدث في أنقرة وإسطنبول»، ويضيف أن «عائلته حاولت منعه من مغادرة المنزل لكنه أصرّ على ذلك وغادر متوجهاً للشارع». وتابع: «بحثت كثيراً ولم أجد سيارة أجرة توصلني للمطار الذي يسيطر عليه الانقلابيون، فطلبت من شخص وجدته بالصدفة أن يوصلني بدراجته الشخصية حيث رفض في البداية قبل أن يشاهد دموعي تنهمر حزناً حتى وافق». وبعد وصوله أكد أنه صرخ فى وجه الجنود الذين حاولوا السيطرة على بوابات المطار، قائلاً: «أنا عسكري تركي من الذي أرسلكم؟، ومن ثم القى نفسه تحت جنازير الدبابات لتلتقط احد أشهر صور العام». واختتم دوجان تصريحاته قائلاً: «لم أتوقع أن أخرج حياً من ذلك الموقف، لقد كانت لحظات صعبة للغاية»، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر لما قدمه للرئيس أردوغان والرضى عما فعلة من أجل بلاده.

مشاركة :