طرابلس، باريس(وكالات) اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية فرنسا بـ«انتهاك» أراضيها، بعيد إعلان باريس مقتل ثلاثة من جنودها في ليبيا مؤكدة للمرة الأولى حضور عسكريين فرنسيين في البلاد. وأعربت حكومة الوفاق في بيان نشر على صفحتها على فيسبوك عن «استيائها» من إعلان باريس وجود قوات فرنسية في البلاد، مؤكدة رفضها هذا الوجود العسكري الذي رأت أنه يشكل «انتهاكا لحرمة التراب» الليبي. وقال البيان: «يعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن استيائه البالغ لما أعلنته الحكومة الفرنسية عن حضور فرنسي في شرق ليبيا». وأكدت الحكومة المدعومة من الدول الكبرى وبينها فرنسا أن «الثوابت التي أعلن عنها مرارا تؤكد عدم التنازل مطلقا عن السيادة الليبية، ورفضنا الكامل لانتهاك حرمة التراب الليبي». وشددت الحكومة على أنها ترحب بأي «مساعدة أو مساندة تقدم لنا من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على داعش، ما دام ذلك في إطار» الطلب منها وبالتنسيق معها، لكنها رأت أن هذا الأمر «لا يبرر أي تدخل دون علمنا ودون التنسيق معنا ودون مراعاة لما أعلناه من حرمة التراب الليبي»، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع السلطات الفرنسية لمعرفة «أسباب وملابسات» التواجد العسكري وحجمه. ونظم متظاهرون في مدينتي مصراتة وطرابلس ومدن ليبية أخرى، وقفات احتجاجية تنديدًا بالوجود العسكري الفرنسي في ليبيا. ورفع المتظاهرون في طرابلس لافتات تندد بالوجود العسكري الفرنسي كُتب على إحداها «لا للاستعمار الفرنسي»، وعلى أخرى «هولاند ارفع يدك عن ليبيا». وأحرق المتظاهرون أعلامًا فرنسية، ورددوا هتافات معادية لباريس وحكومة الوفاق الوطني في طرابلس ، منها «يا سراج جلبت العار، فرنسا تضرب الأحرار»، في إشارة إلى رئيس حكومة الوفاق فائز السراج. وتظاهر المئات في مصراتة تنديدًا بالوجود الفرنسي أيضًا حسب ما أظهرت لقطات بثتها قناة «النبأ» الفضائية. وتحدث في التظاهرة أحد قادة التشكيلات المسلحة صلاح بادي قائلاً: «ما يحدث الآن هو عدوان صارخ ، وهذا هو الإرهاب بعينه»، مؤكدًا: «لن نبقى مكتوفي الأيدي». وبحسب قناة النبأ، خرجت أيضا تظاهرت مماثلة في مدن ليبية اخرى بينها الزاوية (45 كلم غرب طرابلس). وقتل هؤلاء الجنود خلال مهمة «استطلاع خطيرة» في ليبيا عندما تعرضت مروحيتهم لحادث وفق السلطات الفرنسية التي أكدت للمرة الأولى وجود جنود فرنسيين في هذا البلد الذي ينتشر فيه تنظيم داعش. وقال الرئيس الفرنسي إن ليبيا تعيش «حالة خطيرة من عدم الاستقرار.. إنها على بعد بضعة مئات الكيلومترات من شواطئ أوروبا. وفي الوقت الراهن نقوم بعمليات استطلاع خطيرة» فيها. وأضاف «قتل ثلاثة من جنودنا الذين كانوا عمليا مشاركين في هذه العمليات، في حادث مروحية». وهي المرة الأولى التي تقر فيها فرنسا بوجود قوات خاصة في ليبيا بعدما كانت تكتفي بتأكيد تحليق طائراتها فوق ليبيا لجمع معلومات.
مشاركة :