إعداد: أشرف مرحلي ينفق الكثيرون أموالاً طائلة في تجديد منازلهم وتحويلها إلى واحة تعمها أجواء الهدوء ويلفها السكون ولجعلها ملائمة لجميع أفراد الأسرة، وبلا شك فكلنا يحلم ويتمنى أن يحول بيته إلى عش دافئ مريح يلجأ إليه تلمساً للراحة والهدوء، بعد يوم ملئ بالتعب والإرهاق. وتتنوع السبل والوسائل التي يمكن باتباعها تحقيق هذا الهدف، وبدلاً من إنفاق المال في تجديدات لن تعود بنفع كبير، يمكن القيام بالكثير من الأشياء التي تحدث فارقاً، وينصح خبراء الديكور البدء بالأهم ثم المهم، كما يجب أن ينصب الاهتمام الأكبر والأول على موضوع الصيانة، التي يجب إعادة النظر فيها، ويشمل ذلك صيانة مضخات الحرارة التي تحتاج إلى التنظيف بصفة منتظمة، لتحسين جودة الهواء الذي يدخل البيت. ومن الأمور المهمة في مسألة الصيانة التركيز على آليات العزل داخل المنزل، والتي من خلالها يمكن منع دخول الهواء البارد في الشتاء، والحصول عليه من خلال جدران البيت في الصيف. وتجديد آليات العزل يوفر الكثير من الأموال، ويمكن البدء بالتخلص من النوافذ القديمة وتثبيت نوافذ حديثة تحجب أشعة الشمس الضارة، وتحمي من في المنزل من التعرض للأشعة فوق البنفسجية أثناء تواجدهم بداخله. ولعل أقل أضرار أشعة الشمس، التي تعرفها كثيرات من ربات البيوت، حق المعرفة، ما تسببه من تغير في لون السجاد، والأثاث، والستائر، ويمكن منع هذه الأضرار بطلاء النوافذ بمواد تمنع نفاذ الأشعة فوق البنفسجية. كما يمكن تحسين جودة الهواء بتثبيت أحد أنظمة تنقية الهواء، والتي تتوفر منها أنواع عديدة تتميز بإمكانية حملها وسهولة نقلها من مكان إلى آخر. كما تتوفر في الأسواق أيضاً أنظمة الترشيح التي يمكنها تنقية الهواء وترشيحه من المواد السامة العالقة به، ومن مسببات الحساسية، وسوف تدرك ربة المنزل مدى أهمية نقاء هواء المنزل، الذي يضفي عليه أجواء من المتعة والراحة، إضافة إلى تمتع أفراد الأسرة بنوم أفضل، وشعور بتحسن ملحوظ في حالتهم المزاجية والصحية بصفة عامة، فكما يؤكد الاختصاصيون، فإن البيت الذي يدخله هواء نقي بيت سعيد. وإضافة إلى المرشحات، يفضل تجنب استخدام سخانات المياه ذات الخزانات، واستبدالها بسخانات حديثة، وإن كان ذلك مكلفاً للكثير من المال في بداية الأمر، إلا أنه مع مرور الوقت سوف يكتشف ساكنو المنزل، أنهم قد وفروا الكثير وأضفوا على بيتهم قيمة جديدة. وتشمل عملية تطوير المنزل التخلص من الأشياء غير الضرورية لإيجاد مساحات إضافية، يمكن بعدها إضافة حجرة جديدة، أو وضع مكتب في مكان ما. وعند البدء في هذه الخطوة، ستجد ربة المنزل أن لديها الكثير من الأغراض غير الضرورية المكدسة داخل منزلها، قد ترى أنها كانت مفيدة في وقت مضى، إلا أن فائدتها قد انتهت في الوقت الحاضر، وأصبحت عبئاً عليها، ويمكن بالتخلص منها الاستفادة من مساحات كبيرة كانت تشغلها. فالمقاعد المتهشمة وساعات الحائط المعطلة، والصناديق الممتلئة بالمجلات القديمة، والصحف الممزقة، والزجاجات الفارغة، وإطارات الصور التي احتلت أركان المنزل، كلها أشياء يمكنك التخلص منها، لتوفير مساحات كبيرة يمكن الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى. وبعد أن تدرك ربة البيت أنها استنفذت كل أماكن التخزين، فلن يكون أمامها خيار سوى القبول بالأمر الواقع، ووضع قبلة وداع على جميع الأغراض التي لم يعد لها مكان في البيت. ومن الأشياء غير الضرورية أيضاً لعب الأطفال، فكلما كبر أطفالك تنامى لديهم الشعور بالملل تجاه لعبهم القديمة، وعندها لابد من التخلص من الألعاب القديمة التي لم يعد هناك حاجة إليها، كما أن التخلص من الأشياء غير الضرورية من البدروم والعلية والخزنات وأركان المنزل، سوف يوجد مساحات فارغة كبيرة يمكن من دون شك الاستفادة منها. إعادة تنظيم المطبخ تختلف مخططات المطابخ اختلافاً كبيراً، ولا شك أن وجود مساحات فارغة في المطبخ له أهميته التي لا يمكن إغفالها بالنسبة لربة البيت، إذ إن المطبخ هو المكان الذي تمارس فيه الكثير من الأنشطة المتنوعة، والذي تعتبره مملكتها، لذا فترتيب الأشياء بأسلوب يتناسب مع استعمالها للمكان وراحتها النفسية مهم جداً. ولكي يتحقق لربة البيت ذلك، يجب أن يكون لديها خزنات موضوعة في أماكنها الصحيحة، وعندما تعزمين إعادة تخطيط المطبخ، ستتوافر أمامك اختيارات كثيرة تنتقي منها ما يناسبك، لذا يجب أن تكون لديك الخطوط العريضة التي سوف تتبعينها عند عملية الاختيار، كي تحققي ماتصبين إليه. فعند اختيار الخزنات، لابد من مراعاة مساحة المكان، والهدف من استخدامها. كما أن الدقة مطلوبة عند اختيار الألوان، إذ يجب أن تتناغم ألوان الخزنات ليس فقط مع لون حوائط المطبخ، بل مع لون ما يحتويه من أغراض. فيجب اختيار لون الخزنات الذي يبرز جمال باقي محتويات المطبخ، ويضفي عليها جمالاً وبريقاً، واحرصي على اختيار المواد الموثوق بها ذات القدرة الكبيرة على التحمل، في حدود قدراتك المادية. ويجب وضع الخزنات بحيث لا تحجب الإضاءة أو تتسبب في إعاقة المشي في المنطقة التي ستخصص لطهي الطعام، لذا فمكان الخزنات يعد من الأشياء المهمة. أما بالنسبة لأرضية المطبخ وجدرانه وسقفه، فيجب أن تكون أرضيته وجدرانه حتى السقف من السيراميك، أما المساحات بين الخزائن، فيمكن تصميمها من الرخام أو الجرانيت، ويجب أن يتناسب حجم وعدد الأجهزة مع مساحة المطبخ، لذا فمن الضروري مراعاة ذلك عند شراء الأجهزة. كما يفضل أن تكون كلها بلون واحد، إذ يضفي ذلك على المطبخ لمسة جمالية رائعة. وإذا كان لديكِ غسالة أطباق، فأفضل مكان يمكن وضعها فيه أسفل حوض المطبخ لأن ذلك سوف يسهل وضع الأطباق في مكانها المناسب. ولما كان المطبخ والحمام من الأشياء التي تضيف الكثير إلى قيمة المنزل، فالحمام ذو المساحة الواسعة يولد لدى مستخدمه شعوراً بالراحة، فإذا كنتِ تبحثين بالفعل عن الراحة فعليك الاهتمام بتجديد الحمام. ويمكن إحداث تجديدات فيما لديك من مساحة، والطريقة الأفضل للبدء، يجب أن تكون من خلال الاهتمام بأمور الصيانة وإصلاح المرحاض والسباكة، قبل الشروع في أي تغييرات أخرى، فالتجديد بمفهومه الصحيح معناه ألا يكون داخل الحمام أشياء متوقفة عن العمل. وبعدما تتأكدين من أن حمامك يعمل بشكل جيد، يمكنك الانتقال لتفحص الحوض والدش، والتأكد من أن السدادات تعمل بشكل جيد، وإذا لم تكن كذلك فمن الأفضل استبدالها. وإذا كان الحوض لايزال في حالة جيدة، أو لم يكن لدى ربة المنزل استعداد لتغييره في الوقت الحالي، فيمكن إعادة طلائه. ومن أكثر الطرق انتشاراً لتجديد الحمامات، تغيير البلاط المبطن للجدران، والذي يضفي على الحمام شكلاً جديداً. ومن المشاكل الشائعة التي تعاني منها معظم السيدات، فيما يخص الحمامات، عدم وجود أماكن للتخزين، فانتهزي الفرصة أثناء عملية التجديد، وأضيفي مكانا لتخزين البياضات وأدوات الحمام وأدوات الماكياج، وكلما زادت مساحة مكان التخزين كلما كان حمامك أكثر تنظيماً. ويمكن أن يتحول الحمام إلى أكثر أماكن المنزل راحة وهدوءا، شريطة أن يكون حسن التنظيم وجيد المظهر. ويمكنك إضافة لمسة جمالية للحمام، بإضافة طبقة جديدة من الطلاء، وعدد من الإكسسوارات الحديثة وبعض المنشفات الرقيقة، ذات الألوان الجميلة التي ستنعكس لتزين أرجاء المكان، ووضع قطعة من السجاد دواسة، وبعض الشموع وستائر الحائط الرقيقة، يكسب المكان شعوراً بالدفء والراحة، فالحمام هو المكان الوحيد داخل بيتك، الذي تتمتعين فيه بالقدر الأكبر من الخصوصية. بعد الانتهاء من تجديدات الحمام يأتي الوقت للانتقال إلى حجرة النوم، وكيفية تجهيزها وفرشها وهي ليست بالعملية السهلة، والكل يرغب أن تكون حجرة نومه في أحسن زينتها وتتمتع بأرقى مستويات النظافة، ولا يقصد بتجهيز الحجرة وضع عدد كبير من الأثاث، فيعتبر ذلك مضيعة للوقت والمال. وهناك عدة أشياء يجب أن تهتمي بها مثل هيكل ومفارش الأسرة، كما يجب أن تحتوي حجرة النوم على أريكة صغيرة، وستائر حديثة، ومراتب مريحة، وطاولة صغيرة، وتسريحة، ومكتب صغير بكرسي.