القاهرة: الخليج موسم آخر للمنافسة يشهده شهر رمضان كل عام؛ فإضافة إلى تنافس الفنانين من خلال المسلسلات، ومواعيد عرضها، ونجاحها، ونسب مشاهدتها، يتنافسون أيضاً على الفوز بنصيب من كعكة أو قسمة الإعلانات في هذا الشهر. وشاهدنا ذلك في رمضان الماضي، حيث حصل بعضهم على أجور من ستة أرقام، مقابل الظهور على الشاشة لعدة ثوان، لترويج سلعة أو خدمة ما. ويرى البعض أن هذه الإعلانات وإن أضافت إلى الرصيد البنكي للفنانين المشاركين فيها، إلا أنها أنقصت من رصيد عدد منهم لدى الجمهور. إعلان إحدى شركات الاتصالات، الذي شارك فيه 11 من أشهر الفنانين، يروجون لإحدى خدمات الشركة، ويتحدثون عن لمة العيلة، أثار استياء الجمهور بسبب المبالغ الضخمة التي أنفقت عليه، وتحديداً أجور الفنانين المشاركين: أحمد السقا وليلى علوي وسمير غانم ومنّة شلبي ودرة وشيرين عبد الوهاب ومحمود العسيلي وحكيم وأشرف عبد الباقي وشريف منير وإسعاد يونس. الإعلان واجه هجوماً شرساً من مستخدمي فيس بوك وتويتر، الذين أكدوا أن كلاً من المشاركين تقاضى مليون جنيه لقاء الظهور في هذه الحملة الإعلانية، إضافة إلى الديكور الذي تم إعداده في باريس، لتصل التكلفة النهائية للإعلان إلى 60 مليون جنيه، وفق هؤلاء. كما انطلقت حملة على تويتر، تطالب مثل هذه الشركة بتحمل ديون الغارمين والغارمات في سجون مصر، والذين لا تزيد ديونهم حسب أحد الناشطين على 7 ملايين جنيه، بدلاً من إنفاق هذه المبالغ على تصوير إعلان يعرض لمدة شهر، ولن يكون له أي أثر بعده. مخاصمة الواقع شركة اتصالات أخرى قدمت إعلانها هذا العام، من خلال أغنية بعنوان تخيل بكره، بصوت أصالة، ورغم النجاح الذي حققه الإعلان، الذي تضمن أجواء احتفالية بألوان صيفية مبهجة، ومشاهد الأسرة والأصدقاء في أماكن جذابة، وحصوله على أعلى نسبة مشاهدة على موقع يوتيوب بعد أيام من عرضه؛ إلا أنه تعرض لموجة من سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكد بعضهم أنه لا يعبر عن الواقع الذي يعيشه المواطن المصري، ويخاصمه، وأنه موجه إلى طبقة معينة، بينما وصفه البعض الآخر بأنه أقرب إلى الفيديو كليب. خالد الصاوي وكندة علوش ظهرا في حملة إعلانية لصالح أحد الكومباوندات السكنية، وهما يتدربان على مشهد فني، حيث يخرج الصاوي عن النص، ليعبر عن جمال المكان الذي اشترى فيه منزلاً للاسترخاء والبعد عن زحام المدينة، حتى أخبرته كندة في نهاية الإعلان أنها ستشتري منزلاً في نفس المكان. وأثارت مشاركة خالد الصاوي في هذا الإعلان حالة من الجدل، فالبعض اتهمه بالتناقض خصوصاً أنه ينادي على صفحاته على التواصل الاجتماعي بالمساواة والعدالة الاجتماعية، في حين أن هذه التجمعات الجديدة تستفز مشاعر الفقراء وتسخر من احتياجاتهم البسيطة. وقد رد الصاوي برفض جميع الاتهامات التي وجهت إليه، وأكد أثناء ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، أن السبب وراء مشاركته في تصوير ذلك الإعلان هو حاجته إلى المال للإنفاق على علاجه، الذي يكلفه 4 آلاف جنيه شهرياً، إضافة إلى تأمين حياته ومستقبل أبنائه من بعده، لاسيما أن المال الذي حصل عليه كان مقابل عمل قام به. فيلا بحديقة واحدة في حملة إعلانية أخرى، اجتمع كل من أحمد عز وماجد الكدواني للترويج لأحد المنتجعات السياحية، وفي تلك الحملة نشاهد عز والكدواني فيما يفترض أنها إحدى الدول الأوروبية، يبدي الكدواني إعجابه بما يراه هناك، فيحاول عز إقناعه بأن المنتجع يشبه في معالمه تلك الدولة الأوروبية، رغم أنه موجود على أرض مصر. وقد تردد أن أحمد عز حصل على مليون جنيه، مقابل موافقته على الظهور لعدة دقائق. إعلان آخر عن أحد التجمعات السكنية، قدمه الفنان حسين فهمي وفريق برنامج البرنامج الذي كان يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف؛ الثلاثي شادي ألفونس وخالد منصور وأيمن، والذين كانت أكبر مشكلة تواجههم، هي أن والدهم ترك لهم فيلا بحديقة واحدة، لكن حالفهم الحظ فوجدوا ذلك الكومباوند الذي يوفر لهم 3 فيلات بثلاث حدائق مستقلة في مبنى واحد. وكان هذا الإعلان من أكثر الإعلانات التي حظيت بالسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ حظي بمئات التعليقات الساخرة من وجود حديقة واحدة في الفيلا، وكيف أن ذلك يمثل مشكلة حقيقية، في الوقت الذي لا يجد فيه الملايين غرفة واحدة يعيشون فيها. لكرة القدم نصيب الاعتماد على الأسماء المشهورة لترويج سلعة أو خدمة ما، لم يتوقف عند المطربين والممثلين، بل امتد ليشمل لاعبي كرة القدم، الذين شارك عدد منهم في إعلان لأحد البنوك الراعية للدوري المصري، منهم حسن شحاتة ومحمود الخطيب وعصام الحضري وعماد متعب. ورغم فشل الإعلان جماهيرياً، وحصوله على أقل نسبة مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أجور المشاركين فيه أثارت ضجة، حيث تردد أن عماد متعب حصل وحده على نصف مليون جنيه، مقابل ظهوره لعدة ثوان. تأمين المستقبل..وتعويض الغياب طارق الشناوي، الناقد الفني، يعلّق على ظهور مشاهير الفن في الإعلانات بالقول: مشاركة فنان في أحد الإعلانات لا تنقص من مكانته، فهي وسيلة لتأمين مستقبله، المهم أن يحرص على اختيار الإعلان الذي يناسبه، كما يختار أعماله الفنية سواء السينمائية أو الدرامية. ويضيف: أعتقد أن بعض الفنانين قرروا تعويض غيابهم عن سباق الدراما الرمضاني، بمشاركتهم في الحملات الإعلانية، منهم حسن الرداد وأحمد عز وأحمد السقا ومنّة شلبي، وهذا دليل على أن الإعلانات تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في حضور الفنان.
مشاركة :