تمكنت قوات الشرعية اليمنية، بمساندة قوات التحالف العربي، من تحرير جمرك حرض الحدودي في محافظة حجة، شمال غرب اليمن، المحاذية للمملكة العربية السعودية، وتحرير عزلة الأعبوس في تعز، فيما تواصلت العمليات العسكرية بين الجانبين في صنعاء والجوف ومأرب وتعز والضالع، تمكنت خلالها قوات الشرعية من صد هجمات الميليشيات. وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش، بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي، من تحرير جمرك حرض الحدودي مع المملكة العربية السعودية، عبر عملية عسكرية واسعة للجيش الوطني في المنطقة الخامسة. وذكر الصحافي في المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة، حسن هديس، لـ«الإمارات اليوم» أن العملية العسكرية، التي بدأت في جبهة حرض، واسعة وتهدف لتحرير المديرية بالكامل، وقد تمت السيطرة بالكامل على الجمرك القديم. وأوضح أن مقاتلات التحالف قصف آليات عسكرية للميليشيات في مفرق المجبر، ووادي بن عبدالله في حرض بمحافظة حجة، ودمرت آلية عسكرية للميليشيات خلف الجمرك قبل السيطرة عليه، مشيراً إلى أن عدد الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات في حرض تجاوز 35 غارة، فيما شارك طيران الأباتشي ومدفعية الجيش السعودي في العملية بكثافة. وقد تمكنت قوات الجيش من تحرير مَنفَذ حرض، وأصبحت على أعتاب مركز المدينة التي فرت إليها عناصر الميليشيات تحت ضربات الجيش وطيران التحالف. وقال محمد الريح، وهو أحد أعيان مدينة حرض والعامل في مجال الإغاثة الإنسانية في المنطقة، لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات الشرعية والتحالف وصلت إلى منطقة وادي عبدالله، وإن البوارج التابعة للتحالف العربي شاركت في العملية وقصفت مواقع الانقلابيين بشكل مركز، ما أدى إلى تدمير مراكز قيادة وآليات عسكرية تابعة لها. وأضاف الريح أن المعارك تدار عبر محورين في ميدي وحرض، تحت قيادة عسكرية واحدة ومشتركة يمنية سعودية، تتخذ من منطقة سميطة بالسعودية مقراً لها، مؤكداً أن العملية كبيرة وهدفها تحرير حرض وميدي بالكامل قبل التوجه إلى مديريات أخرى. وأوضح الريح أن أربعة كيلومترات فقط متبقية من حرض، وأن بقية المديرية أصبحت في أيدي الجيش، لكن معظمهما مزروع بالألغام من قبل الميليشيات، الأمر الذي جعل الجيش يتخذ مسارات وطرقاً أخرى في المعركة. وقال إن قوات الجيش توغلت بشكل كبير باتجاه الأطراف الجنوبية للمدينة، وسط فرار للميليشيات، خصوصاً تلك التي تتمركز في البنايات المرتفعة، بينها قناصة، تحت كثافة النيران ووقع المعارك التي كانت مفاجئة لهم. وفي صنعاء تواصلت المعارك العنيفة مع الميليشيات في منطقة نهم شمال العاصمة، وتصاعدت بوتيرة عالية في مختلف المناطق على امتداد جبهات نهم، من الميمنة إلى الميسرة والوسط، تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة. وكانت المعارك العنيفة تواصلت في محيط جبل «يام» سقط فيها 13 قتيلاً وجريحاً في صفوف الميليشيات، خلال إحباط محاولات تقدم لاستعادة المواقع التي خسروها أخيراً في المنطقة. ووفقاً لمصادر في مقاومة نهم، فإن المعارك امتدت على طول المناطق الواقعة بين وادي ملح إلى قرب نقيل ابن غيلان الاستراتيجي، في حين شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع لميليشيات في المنقطة كانت أعنفها على معسكر الصمع الذي استهدفته بثماني غارات، دمرت خلالها منصات صواريخ باليستية، وخلّفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف منتسبي المعسكر التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح. وفي مأرب، ذكر مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة، أنه تم تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات في محيط صرواح وهيلان والمخدرة، بينها دبابة ومدرعة وثلاثة أطقم، وسط تقدم كبير لقوات الشرعية من الجيش والمقاومة في المنطقة. وكانت مقاتلات التحالف استهدفت بسلسلة من الغارات مناطق في صرواح وهيلان، فيما تحدثت مصاد عسكرية عن أربع غارات استهدفت مطار صرواح. وفي الجوف، أفشلت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة محاولة تقدم للميليشيات باتجاه البيضاء الأثرية في المصلوب، بمساندة مقاتلات التحالف التي استهدفت موقعاً للميليشيات في منطقة الساقية. كما صدت هجوماً مماثلاً في منطقة جبال الطويلات جنوب مديرية خب والشعف شمال المحافظة، سقط فيها قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وأكد مصدر عسكري في لواء النصر، بقيادة الشيخ أمين العكيمي، أن قوات الشرعية تصدت لهجوم واسع من قبل الميليشيات على جبال الطويلات، وتمكنوا من إجبار المهاجمين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح. في الأثناء، أكد الناطق باسم المقاومة في الجوف، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، أن معارك طاحنة تدور حالياً في المتون بين الجانبين، وأن مقاتلات التحالف تسهم بشكل كبير وغير مسبوق إلى جانب قوات الشرعية في المعارك الدائرة في مزوية ومنطقة حام.وفي تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة وتطهير منطقة الأعبوس في جبهة حيفان جنوب المدينة، بعد يومين من تحرير حيفان وتطهيرها من الميليشيات، وذلك بعد حصار دام أياماً لمنطقة ظبي اعبوس التي كانت الميليشيات اتخذتها مقراً لتنظيم وتدريب عناصرها وإرسالهم إلى جبهات القتال في المنطقة. وفي جبهات المدينة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات في غرب اللواء 35 ومنطقة مدرات، وكسرت محاولات تسلل مصحوبة بقصف عنيف لعناصر الميليشيات، وأجبرتها على التراجع والفرار، كما تمكنت من صد هجوم مماثل على حي 14 أكتوبر، وحي الدعوة شرق المدينة. وتتعرض الأحياء السكنية ومواقع المقاومة والجيش لقصف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع المسلحة المتمركزة في مواقعها المحيطة المدينة، وهو ما نتج عنه مقتل وإصابة 17 فرد بينهم ثمانية مدنيين. فيما سقط 11 انقلابياً، وأصيب آخرون خلال المواجهات في تعز. وكانت مقاتلات التحالف شنت العديد من الغارات الجوية على مواقع وتجمعات الميليشيات في جبل أومان ومفرق ماوية باتجاه الجندية شرقي مدينة تعز، وهي الأولى منذ إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار في 10 أبريل الماضي، في الجانب الشرقي للمدينة، وفي تلك المواقع التي تتمركز فيها الميليشيات. وفي الضالع، أقدمت الميليشيات على قصف منازل ومساجد للمواطنين في مديرية قعطبة شمال المحافظة، استهدفت قرية رمة بالأسلحة الثقيلة، كما استهدفت مسجد القرية بثلاث قذائف. وفي لحج، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات شمال غرب منطقة كرش، استهدفت بغارتين مدرسة حولتها الميليشيات إلى ثكنه عسكرية. وذكر سكان مقيمون بالقرب من «مدرسة الشريجة» المستهدفة، أنهم شاهدوا شاحنتي نقل عسكري، إحداهما تحمل جثت القتلى والأخرى تحمل المصابين، مضيفين أن عدد القتلى والمصابين الذين كانوا على متن الشاحنات يراوح بين 20 و25. وفي ذمار، ذكر مصادر طبية في مستشفى ذمار العام أن سبع جثث للميليشيات وصلت المستشفى، بينهم نجل مدير مكتب التربية والتعليم بذمار، الذي يدعى هيثم أحمد الوشلي.
مشاركة :