د.المسند: 3 أسباب لتفرد الكويت وجنوب العراق بارتفاع درجات الحرارة

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أجاب أستاذ المناخ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند عبر «الجزيرة» حول كثرة السؤال هذه الأيام حول سبب ارتفاع درجة الحرارة في شرق وشمال شرق السعودية والكويت، وجنوب العراق، وغرب إيران كأشد المناطق حراً في العالم في فصل الصيف. فقال: هناك أكثر من عوامل جغرافية تؤدي إلى تلك النتيجة، وأذكر منها ثلاثة عوامل تتميز فيها المنطقة عما جاورها. في البداية أوضح أن العامل الأول فيزيائي: فالمنطقة تقبع تحت تأثير منخفض الهند الموسمي طوال فصل الصيف، وعليه فالرياح تدور حول مركز المنخفض الهندي عكس اتجاه عقارب الساعة، منها تتحرك الرياح من أعالي قمم جبال زاجروس غرب إيران منحدرة لمناطق منخفضة حيث العراق، وعندما تنحدر الرياح من القمم إلى السفوح المنخفضة تحتك الرياح بسفوح الجبال، فترتفع درجة حرارتها وتقل رطوبتها، فتصبح الرياح الشمالية الشرقية المؤثرة على جنوب العراق والكويت وشمال شرق وشرق السعودية هي السائدة، وتكون تلك المناطق في مهب الرياح الحارة والجافة المنحدرة من سفوح جبال زاجروس الإيرانية. والعامل الثاني، جوي علوي: فعندما يتمركز مرتفع جوي High Pressure في طبقات الجو العليا (3-5 كم)، يتسبب بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل، والتي بدورها تتسبب بضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع بسببه درجات الحرارة، كما تحبس الوضعية تلك التيارات الحارة الصاعدة من سطح الأرض، فترتد مرة أخرى إلى الأرض فترتفع درجة الحرارة وتنخفض درجة الرطوبة، وهذه الآلية تُشكِّل ـ بإذن الله تعالى ـ قبة أو فقاعة هوائية (كتلة هوائية عظيمة) فوق المنطقة المتأثرة تستمر لبضعة أسابيع؛ فيرتفع معدل درجة الحرارة بشكل يفوق المعدل السنوي للشهر نفسه بأكثر من 5 درجات مئوية أو نحوها، وهذه الوضعية من الأجواء تمنع عادة أي نظام مناخي مغاير يدخل المنطقة ليغيّر في درجة الحرارة. وهذا ما يُفسر - والحديث للمسند - بقاء الموجة الحارة لعدة أسابيع جاثمة فوق المنطقة ككتلة هوائية حارة وجافة، فيتضجر الناس من الأجواء، وتتأثر قطاعات منها الكهرباء والماء والصحة والتعليم والزراعة والسياحة. أما العامل الثالث، فهو طبوغرافي: فمنطقة حوض الخليج العربي، ومنها شرق السعودية بصفة عامة منخفضة الارتفاع.ومن جهة أخرى قال المسند: إن هناك عوامل أخرى ترفع من درجة الحرارة وتشترك فيها معظم دول الشرق الأوسط حيث تخلو المنطقة من البحيرات، والأنهار، والغطاء النباتي الكثيف؛ وكلها عوامل حينما تتواجد تحدُّ من حرارة الشمس، كما تتميز سماء المنطقة بخلوها من السحب؛ مما يسمح لأشعة الشمس بالوصول لسطح الأرض من الشروق حتى الغروب. ولهذه الأسباب ولغيرها تُسجل تلك المناطق أعلى درجة حرارة بالعالم في فصل الصيف.

مشاركة :