«معالجة صرف المطار» تخذل التوقعات وتصدّر الروائح الكريهة للزوار

  • 7/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خذلت محطة معالجة صرف المطار كل التوقعات، وتحولت من «حلم المعالجة الثلاثية» إلى بؤرة تصدر الروائح الكريهة على مدار الساعة للقادمين والمغادرين من مطار جدة، وتقدم أسوأ عنوان لحضارة العروس ورقيها، وكان سكان جدة وزوارها قد ناشدوا مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية بفتح ملف محطة معالجة المطار وما يسببه من إزعاج، سواء للسكان المجاورين أو الزائرين أو العابرين باتجاه طريق مطار الملك عبدالعزيز نتيجة انبعاث الروائح الكريهة من المحطة، والتي تزداد قوتها بنهاية كل أسبوع، فضلا من استمرارها على مدار الساعة. وأكدوا أن مشروعات حيوية وهامة تنفذها الشركة في منطقة بجوار المطار الجديد، إلا أن السلبيات الناتجة عن المحطة عكرت صفو الفرحة بهذه المشروعات، وبل تسبب فيه مشكلات متعددة منها الصحية والبيئة وتشويه المنظر العام، بالرغم من الميزانيات الضخمة المرصودة له وعزا مختصون الأمر في سببين فقط، أما خلل في التشغيل أو كيفيته أوعدم اكتراث من القائمين عليها بخطورة الآثار الناتجه عن التسرب وضروة التعامل الصحيح، بل والحل الجذري للمعضلة «المدينة» وقفت على المشروع، وسير العمل فيه كما رصدت الروائح المنبعثة من المحطة للمواقع المجاورة. ذكر مصدر بالشركة المنفذة للمشروع أن مهمته مدتها عامان وتعتمد على الإنشاءات الأساسية والبنية التحتية كعمليات الحفر العميقة وتشييد الجسور وتم الالتزام بالموعد المحدد لها وفق العقد المبرم مع شركة المياه الوطنية، ومن ثم أوكلت لنا الشركة التشغيل التجريبي للأجهزة والمعدات لمدة 6 أشهر رغم عدم وجود في الاتفاق، ومع ذلك تم التنفيذ أما التشغيل الفني وماتم بعد ذلك فهي أمور لاعلاقة لنا بها. كشف مهندس بشركة المياه الوطنية أن الأسباب الحقيقية للخلل القائم، والتي تم الرفع بها للإدارة السابقة لشركة المياه الوطنية، ولكن دون جدوى، حيث لم تتخذ أي إجراء أو تحرك ساكنًا. وأوضح أن نظام إزالة الروائح (Oder System) لايعمل بسبب تلف «الحساسات» وعدم توفير أو شراء المواد الكيميائية، كما أنه بحاجة إلى قطع غيار كثيرة جدًا والميزانيات والمشتريات تشوبها بعض المشكلات. وبين أن المياه الداخلة للمحطة من الشبكة وإنفاق التصريف مابين 180 ألفا حتى 200 ألف متر مكعب يوميًا أضف إلى أن 80 ألفا إلى 100 ألف يوميًا من مصب الصهاريج وسعة المحطة 250 ألف متر مكعب يوميًا بمعدل 10614 مترا فالساعة وتتحمل ديناميكيًا وهيدوليكيًا حتي 15625 مترا في الساعة ولمدة ثلاث ساعات متواصلة وبعدها تبدأ تتأثر ويحصل طفوحات وفائض على المحطه وتتحول لخط البحر بمياه صرف صافية بدون أي معالجة، وبالرغم من أن إجراء ممنوع، ولكن هو الحل وإلا فالنتيجة غرق المحطة. وقال: إن هناك مياه المعالجة تنقل عبر صهاريج الأمانة وشركات الخرسانة تزيد منها كميات كثيرة تضخ للبحر إلا أن معالجتها ليست كاملة وتحتوي على بكتيريا هوائية ضارة للحياة البحرية وذلك بسبب إيقاف نظام المعالجة بالكلور، ويعود السبب إلى إيقاف استخدام الغاز مشكلات الغاز خوفا من الانفجار، وبالرغم من أنه يعمل وليس فيه مشكلات تم الاكتفاء بالمعالجة بنظام الأشعة فوق البنفسجية، وهو الآخر لايعمل باقتدار ويعود السبب إلى أن «اللمبات»، التي تنتج الأشعة فوق البنفسجية انتهى عمرها الافتراضي المقدر بعامين فأصبحت تبعث ضوءا بدون فائدة كماتم طلب قطع غيار متعددة لم يصل منها إلا اليسير لوجود مشكلات في «المشتريات»، وأيضًا كروت التشغيل لهذا النظام متعطلة دون استبدال. اكد الدكتور سعد المسعودي - أستاذ علوم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، أن مياه الصرف الصحي تحتوي على مواد كيميائية وميكروبات وجراثيم ضارة بالإنسان والبيئة وخاصة إن كانت راكدة فهنا تكون موبوءة وناقلة للأمراض وتكون بيئة خصبة لتكاثر الحشرات ونموها لوجود كيمات كبيرة من الميكروبات، التي تتغذى عليها، بينما هنا ضرر آخر وهو في تسربها واختلاطها وتختلط بمياه الشرب، وهنا أكثر خطورة لأن الأثر مباشر على الإنسان وحول رمي هذه المياه في البحر. وأوضح أن مياه الصرف تحتوي على كميات كبيرة من المعادن الثقيلة، بالإضافة إلى الميكروبات وهي المسبب الرئيس للأمراض المعوية، ويعود إلى أن كثيرا من المخلفات الكيماوية كالمستخدمة في المنازل في وسائل التنظيف وخلافه، بالإضافة إلى مايستخدم في المستشفيات والمختبرات من مواد كلها تكون نهاية مياه الصرف، بالإضافة إلى مخلفات الإنسان نفسها، والتي قد تكون صادرة من مرضي كل تلك تجمعت وشكلت مواد ضارة. قال الدكتور إبراهيم عالم - مستشار بيئي إن أي مياه صرف صحي تحتوي على ملوثات حيوية البيولوجية وهي مابين فيروسات وبكتيريا ومواد متحللة واستبعد أن يكون وجود المحطة في منطقة ما يسبب إشكالا أو إزعاجا ففي بعض دول العالم والتي وقفت عليها تتوسط محطة المعالجة المدن وتقف وسط المحطة ولاروائح نبثق ولا أي أثر لها إلا أن المشكلة في كيفية التشغيل بالطرق الصحيحة، كما يجدر القول بأن لكل محطة معالجة «حمأة» وهي عبارة عن رواسب لم تتحلل وهي عالية التلوث أين تنتهي إن كانت موجودة بنفس المحطة، فبالتالي تكون قوة الروائح أكثر.. وخلص الدكتور عالم إلى أن هناك طرقا علمية وحلولا للتخلص من روائح مياه الصرف الصحي، فبالإمكان أن يكون إجراء عملية التحلل بالتهوية، وذلك عبر مضخات في الهواء أو استخدام الأكسجين أو عن طريق غاز الأوزون وطرق أخرى للتعامل معها، ولكن يبدو أن هناك مشكلة في التشغيل وتساؤلات عدة تطرح في هذا الجانب. أكاديمي: مياه الصرف «موبوءة» وناقلة للأمراض خبير بيئي: التحلل بالتهوية أو استخدام الأكسجين وغاز الأوزون حلول بديلة الشركة: التزمنا بالعقد على أكمل وجه والأمر خارج عن مسؤوليتنا المياه: الميزانيات وتلف الحساسات وراء الخلل وغياب الحل

مشاركة :