المزيني يترجم الحيوات السرية للدماغ

  • 2/2/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يظن الواقف أمام مرآة في منزله انه يتحدث في صيغة واحدة، لكنه يكتشف إن قرأ كتاب (المتخفي: الحيوات السرية للدماغ) لديفيد ايجلمان، الصادر عن دار جداول، أن لديه شخصيتين في ذات واحد يبدع في التنقل بينهما لا شعوريا، ومن دون مدارسه، حيث وصف الكتاب الذي ترجمه إلى العربية اللغوي السعودي الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، مدى التقدم الهائل الذي ينجزه البحث العلمي عن الدماغ البشري في العالم، في مراكز البحث النفسية والإحيائية في العالم. وقد حقق الكتاب حضورا لافتا بحسب مقدمة مترجمه، في الدوائر العلمية فور نشره باللغة الانجليزية، وترجم إلى أكثر من 20 لغة، حيث صار موضوعا للحوار في الدوريات العلمية وفي الصحف العالمية، وظل على قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعا على مدى 14 شهراً. ومن أهم ما يميز الكتاب رصده لكثير من أنواع السلوك البشري التي لا نلقي لها بالاً، وتكتشف ربما أكثر من غيرها عن طبيعة اللا شعور الذي يوجه تلك الأنواع من السلوك، حيث يلخص المؤلف بعض الأنواع الغريبة على السلوك، بقوله: "كيف يمكن لك أن تغضب من نفسك: فمن هو الذي يغضب من الآخر على وجه الدقة؟ واذا كان الممثل الاميركي السكران ميل جيبسون معادياً للسامية، وميل جبسون الصاحي متأسفا بشكل صادق، فمن هو بيل جيبسون الحقيقي؟ ولماذا يكون من المحتمل للرجال والنساء الذين تبدأ أسماؤهم بحرف J أن يتزاوجوا؟ ولماذا نميل إلى إفشاء الأسرار؟ ماذا يربط هذه الأشياء كلها بالعمليات التي تحدث وراء الظاهر في الدماغ؟. كما يقوم الكتاب بجولة شاملة في العقل الإنساني بأبعاده المختلفة، محاولا أن يكون قريبا من عقل القارئ بضرب المثال تلو المثال، عن عمليات كثيرة ينفذها عقل الإنسان في حياته الإدراكية من دون أن ينتظر رأياً، أو يحدد المسبب للفعل، وباتوماتيكية شديدة، كما تقود السيارة وأنت تتحدث بالهاتف، وتأكل في ذات الوقت وربما تفعل فعلا رابعاً. لقد استقصى المؤلف آخر ما وصل إليه العلم الحديث في علم الأعصاب العقلية، ويتضح من نظرة بسيطة إلى محتويات الكتاب إلى أن المؤلف بذل جهداً شديداً، في معالجة أمراً شبه وهمي، أو أقل ما يقال انه ليس حسيا، كما كل ما يقاس، وتتبع الكثير من القياسات العقلية التي هي بالصعوبة ذاتها لأن تقيس حموضة الماء. ويبقى من حمل ثقل نقل هذا المؤلف إلى العالم العربي، هو المترجم الدكتور المزيني ، الذي يقول في مقدمته حول بعض المصطلحات بغير لغات دارجة مثل حيوات – وهي من الحديث المستخدم- أو مثل الآليات أو الوريثات، التي يصفها بأنه من بدأ استخدامها لنوع معين من الوصلات الدماغية.. لنصل في الأخير إلى أن الكتاب هو سياحة عقلية، يُغني القارئ بمعلومات جديدة جادة.

مشاركة :