ما فعله السيسي في مصر لم ينجح مثله مع أردوغان

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما حدث لمحمد مرسي، وخشي تكرار نفس السيناريو في تركيا، لكن الانقلاب في مصر قام به قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، وحظي بتعاطف علماني على خلفية اقتصاد سيء. في حين قاد الانقلاب في تركيا قوة عسكرية صغيرة، كما أن الاقتصاد المستقر ساعد على استقرار حكم أردوغان. اعتقدت عناصر في وسائل الإعلام المصري الأسبوع الماضي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وشك أن يصبح محمد مرسي الثاني، فقد سارع عدد من مذيعي التليفزيون في القاهرة إلى الاحتفال عشية الانقلاب بـ»سقوط أردوغان»، والإعلان عن هزيمة راعي «الإخوان المسلمين». وفي حزب الله تعجلوا الاحتفال بسقوط الرجل الذي يدعم الثوار من السنة، وسخر مؤيدو النظام السوري من «ترنح عرش السلطان العثماني». غير أن انقلاب الجيش في تركيا كان أضعف من أن ينجح، لماذا وقع الانقلاب؟ ولماذا نجح الانقلاب على الإخوان المسلمين في مصر وفشل في تركيا؟ في نهاية الأسبوع الماضي شاهد العالم في ذهول صورا غير مألوفة من تركيا: طائرات في السماء ودبابات في الشوارع، وحشود تخرج لتسد طريق المدرعات، وبعد ذلك موجات من الاعتقالات الجماعية للجنود ورجال القضاء، وبدا للحظة أن تركيا تسير على خطى مصر، التي حدث بها انقلاب عسكري قبل ثلاث سنوات ضد نظام مشابه لنظام أردوغان، حيث أطاح الجيش المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي بحزب «الحرية والعدالة» في صيف 2013، وسجن الرئيس المنتخب محمد مرسي. في تركيا حاول الضباط من السلاح الجوي والمدرعات الإطاحة بحزب «العدالة والتنيمة» واعتقال أردوغان. في كلتا الحالتين، في مصر 2013 وفي تركيا 2016، خرج جيش علماني ضد حزب إسلامي. منذ صعود الرئيس أردوغان إلى الحكم في 2003 وسيف الجيش مسلط على رأسه ويهدده، فقد أنشأ مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك آلية من الضوابط والتوازنات يمكن بها الجيش من الدفاع عن الشعب ضد سيطرة حزب ديني على الدولة، وبالفعل أطاح الجيش في 1998 بحزب الرفاه الإسلامي بتهمة زعزعة القيم العلمانية، وتم سجن الرئيس نجم الدين أربكان، وبعد خمس سنوات تم اختيار حزب أردوغان الإسلامي دون رد عسكري مناسب. في سنة 2013 شعر أردوغان بالقلق من الانقلاب في مصر، الذي زاد مخاوفه من أن انقلابا مشابها قد يحدث في تركيا، وقد شاهد أردوغان في قلق كيف اعترف العالم بسرعة بنظام السيسي الذي أطاح بحكومة منتخبة ديمقراطيا، حتى إن عددا غير قليل من الدول أعربت علنا عن ارتياحها لإنهاء حكم الإخوان المسلمين في مصر، كان هذا هو كابوس أردوغان. وبينما قام بالانقلاب في مصر قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، ففي تركيا أداره في أنقرة وإسطنبول مستوى عسكري أدنى وبمشاركة عدد قليل من الدبابات والطائرات، ولم يشارك معظم الجيش. منذ عهد أتاتورك حدثت في تركيا أربعة انقلابات عسكرية، ثلاثة منها ناجحة، حيث قام بها رؤساء الأركان العامة وشاركت كل وحدات الجيش. في مصر كان للجنرال السيسي قاعدة تأييد كبيرة في القاهرة، وقد حدث الانقلاب بعد احتجاج شعبي علماني. في تركيا، وعلى الرغم من أن المتآمرين سيطروا على التليفزيون، نجح أردوغان أن يخرج الحشود إلى الشوارع عن طريق رسالة على فيس تايم على الإنترنت، وبذلك أثبت مدى انتشار التأييد الشعبي لحكمه. الإخوان المسلمون الذين حكموا مصر سنة واحدة فقط، فشلوا في تحقيق استقرار للاقتصاد المتدهور، بينما جلب أردوغان في تركيا طفرة اقتصادية غير مسبوقة، إن النجاح الاقتصادي لأردوغان، الذي يرتكز على قوى عاملة كبيرة ورخيصة، وسياحة، وموقع مثالي بين أوروبا وآسيا وشراء النفط الرخيص وبيعه بأسعار السوق، كل ذلك عزز قبضته على السلطة.;

مشاركة :