هل تجعلك قراءة الكتب ذكياً؟ - عبدالله مغرم

  • 2/2/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

عندما كانت في الثامنة من عمرها لم تكن تستطيع القراءة، بل ومن أداء أي شيء آخر تقريباً ما دعا معلمتها في اجتماع أولياء الأمور إلى الإيضاح لأسرتها بأن قدرتها على التعلم والاستيعاب محدودة جداً. بعد عام حصلت على كتاب قصص أطفال من إحدى صديقاتها، وباتتا تقرآن معا، وساهمت تلك القراءة في تطوير استيعابها ومن ثم بدأت تكتب قصص أطفال بمساندة صديقتها ما صنع لديها رغبة أكبر في قراءة قصص الأطفال ومن ثم بدأت تكتب قصص (خربشات) بمفردها. تلا ذلك تخصيص جزء من وقتها وصديقتها بشكل منتظم لقراءة قصص الأطفال، وبعد عامين تقريباً ارتفع تحصيلها العلمي وباتت من ذوات التقديرات المرتفعة (الامتياز) بل والأكثر من ذلك حصولها في اختبارات الذكاء (آي كيو) درجة 136 وهي حدود العبقرية طبقا للمؤشر، فماذا حصل؟ وكيف انتقلت من مرحلة ضعف الاستيعاب إلى مستوى الذكاء المرتفع (العبقرية)؟ هذه القصة واقعية وأوردها دان هيرلي في كتابه "الأذكى، العلم الجديد في بناء قدرات العقل" حيث أشار إلى أن الأبحاث الأخيرة أثبتت وجود علاقة بين القراءة والذكاء، إضافة إلى إمكانية زيادة معدلات الذكاء وتطوير الذاكرة عند الناضجين وليس كما كان متوقعاً سابقاً. بالطبع ما أورده المؤلف ليس جديداً من حيث وجود ارتباط بين القراءة وحصول نتائج إيجابية للقارئ، ولكن الجديد يتمثل في العلاقة المباشرة بين القراءة وارتفاع معدلات الذكاء كل ذلك يوضح أبعادا جديدة للعلاقة مع الكتاب وأهمية تطويرها. ليست تلك القصة كل شيء بل هناك آخرون يرون بأن للقرأة تأثيرا كبيرا ومباشرا في حياتهم ومنهم ريتشارد بلو الكاتب في صحيفة النيويورك تايمز والتي تعد من أهم الصحف العالمية، حيث أشار في مقالته المنشورة الثلاثاء قبل الماضي بعنوان " قراءة الكتب كانت البداية " بأن أحب ما يمكن أن يشتريه في طفولته بعد الحلوى لم تكن الألعاب وإنما الكتاب، حيث تعد الكتب بالنسبة له مصدر إلهامه وتحوله، وأنها السبب في ما وصل إليه اليوم حيث أبعدته بحسب ما يشير في المقال عن شبح الفقر والاكتئاب والعزلة والإجهاد، وكان للموسوعة البريطانية التي وصلته كإهداء من عمه والكتب التي يشتريها وأفراد العائلة فرصة كبيرة له لأن يدور حول العالم دون أن يغادر منزله وكان لها تأثير كبير في حياته. ما تفضل به المؤلف والكاتب ليس حكراً في الغرب أو في مراحل عمرية محددة، بل أستطيع أن أؤكد وأجزم بوجود قصص آخرى حدثت وتحدث باستمرار لدينا مع كتّاب ومثقفين وقيادات من القطاعين العام والخاص ومستثمرين وغيرهم في مختلف التخصصات والمهن، الفارق أن البعض كانوا أكثر جرأة وشفافية في إيضاحها، والحوار حول نتائج الأبحاث والتجارب الشخصية التي ساهمت في تحولهم الشخصي وتطورهم، فيما آخرون ربما لا يعلمون أن لها تأثيراً عليهم، أو لا يفضلون الحديث عنها. وددت أن أضع نتائج ما قرأته في الكتاب والمقال بين يدي أصدقائي القراء الكرام علنا جميعا نستفيد منها. ودمتم في أفضل حال..

مشاركة :