دونالد ترامب يعد أميركا بالنظام والأمن: هيلاري المسؤولة عن ظهور «المتشدّدين الإسلاميين» - خارجيات

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كليفلاند - رويترز - اتهم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب منافسته عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون بأنها خلفت وراءها في وزارة الخارجية إرثا من «الموت والدمار والإرهاب والضعف» وتعهد اتخاذ موقف صارم في مكافحة الجريمة والمهاجرين غير الشرعيين في خطاب قبوله الترشيح. وأضاف امام اكثر من ألفي مندوب في المؤتمر وعشرات الملايين من الاميركيين امام شاشاتهم ان «الاجرام والعنف اللذين يضربان بلدنان سينتهيان قريبا»، واعدا «بعودة الامن (...) اعتبارا من 20 يناير 2017»، موعد تنصيب الرئيس الجديد خلفا لباراك اوباما، مؤكدا تحوله الذي بدأ في الاسابيع الاخيرة في مجال الامن الى سياسة تشبه تلك التي اتبعها ريتشارد نيكسون في 1968. وقال امام الحشد المتحمس في خطابه «اطلب دعمكم لاتمكن من ان اصبح بطلكم في البيت الابيض». واستهدف خطاب ترامب الذي استغرق 75 دقيقة أول من أمس، تحديد المسار العام الذي ستتخذه حملته الانتخابية ضد كلينتون في استجابة للجمهوريين الذين يعتبرون أن أفضل طريقة لتوحيد الحزب المنقسم هي تفنيد الأسباب التي تثني الناخبين عن اختيار منافسته الديموقراطية في انتخابات الثامن من نوفمبر. ورد ترامب على الجمهور الذي كان يردد «احبسها» عقابا لها على أسلوب تعاملها مع السياسة الخارجية للبلاد بالقول: «فلنهزمها في نوفمبر» فتعالت صيحات التأييد من آلاف المؤيدين الذين احتشدوا لحضور المؤتمر العام للحزب الجمهوري. وبعد انتهاء الكلمة، انضم أفراد عائلة ترامب إليه على المنصة بينما تساقطت البالونات من السقف وتهادت قصاصات الورق الملون حول المكان. وأظهر استطلاع للرأي أجرته محطة «سي إن إن» التلفزيونية الإخبارية أن 57 في المئة «لديهم رد فعل إيجابي جدا» على الخطاب في مقابل 18 في المئة أبدوا رد فعل ايجابيا إلى حد ما في حين أبدى 24 في المئة رد فعل سلبيا. وجاء خطاب قبول ترامب (70 عاما) لترشيحه في ختام فعاليات المؤتمر الجمهوري العام الذي استمر أربعة أيام وسلط الضوء على جهوده لرأب الصدوع داخل الحزب الجمهوري بسبب تصريحاته المعادية للمهاجرين غير الشرعيين والمخاوف من تقلب أحواله المزاجية. وقاطع المؤتمر شخصيات كبرى في الحزب الجمهوري مثل ميت رومني المرشح الرئاسي عام 2012 وأفراد عائلة بوش التي منحت الحزب آخر رئيسين له. وقدم ترامب في خطابه صورة قاتمة عن أميركا التي يحاصرها مهاجرون غير شرعيين ويهددها متشددون من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرّف، والتي يعيق تطورها بنى تحتية متهالكة وتضعفها اتفاقات تجارية غير عادلة وعنف عرقي. وتعهد بناء «جدار حدودي عظيم» لمنع المهاجرين غير الشرعيين من التسلل إلى الولايات المتحدة متهما إياهم بأخذ فرص العمل من الأميركيين وارتكاب جرائم وقال «سنوقفهم». وتبنى ترامب في خطابه مواقف تتناقض مع سياسات الحزب الجمهوري التقليدية عبر إعلانه أنه سيتجنب الصفقات التجارية متعددة الجنسيات، لكنه سيسعى بدلا منها لعقد اتفاقات مع دول منفردة. وتعالى صوت ترامب وهو يقول «لن نوقع أبدا صفقات تجارية سيئة» مضيفا «أميركا أولا». وحفل خطاب رجل الأعمال والملياردير الأميركي -الذي لم يتول إطلاقا أي منصب منتخب- بالعبارات الرنانة التي استخدمها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له متغلبا على 16 منافسا. وقال ترامب: «خضت المعترك السياسي حتى لا يكون بمقدور الأقوياء النيل ممن هم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم. لا أحد يعرف النظام أكثر مني ولهذا أنا وحدي القادر على إصلاحه». وتابع وسط تصفيق آلاف المندوبين والمدعوين الجمهوريين في الصالة الرياضية في المدينة «اوجه رسالة الى كل الذين يخلون بالنظام العام في شوراع ويهددونا رجال شرطتنا: عندما اقسم اليمين العام المقبل، ساعيد النظام الى بلدنا»، مؤكدا انه «لا يمكن ان يكون هناك ازدهار من دون نظام عام». وانتقد المرشح الجمهوري بشدة الرئيس باراك اوباما. وقال ان «الخطاب اللامسؤول لرئيسنا الذي استخدم منبر الرئاسة لتقسيمنا على اساس العرق واللون، جعل من الولايات المتحدة أكثر خطرا للجميع». وفي خطابه، قدم ترامب نفسه كبديل للسياسيين التقليديين عازم على النظر في مناهج جديدة لحل المشاكل ومساعدة أبناء الطبقة العاملة الذين يشعرون بأنهم مهمشون. واستنكر سياسات بناء الدول التي انتهجها إلى حد ما الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن وإن كان لم يذكر بالاسم الرئيس الجمهوري الذي شن حربا في أفغانستان والعراق. وقال ترامب إن السياسات التي اتبعتها كلينتون في العراق وليبيا ومصر وسورية فاقمت الأوضاع، متهما إياها بالمسؤولية عن «ظهور المتشددين الاسلاميين» ومهاجما اعتزامها استقبال آلاف اللاجئين السوريين. وتابع: «بعد حروب على مدى 15 عاما في الشرق الأوسط وبعد إنفاق تريليونات الدولارات وفقد آلاف الأرواح، ما زال الوضع أسوأ مما كان عليه في أي وقت. هذا إرث هيلاري كلينتون: الموت والدمار والإرهاب والضعف.» واعترض جون بوديستا، أحد أبرز مستشاري كلينتون على مضمون الخطاب معتبرا أنه «يرسم صورة قاتمة لأميركا في طور الانحدار» واعتبر أن هذا الخطاب تذكير بأن «ترامب غير ملائم من حيث الحالة المزاجية وغير مؤهل على الإطلاق ليكون رئيسا للولايات المتحدة». وقال جون ويفر، المستشار البارز لحاكم أوهايو الجمهوري جون كيسيك أحد منافسي ترامب السابقين، إن المرشح الجمهوري ألقى «خطاب قبول الترشيح الأكثر حزنا وقتامة وكآبة في التاريخ الحديث».

مشاركة :