بدأت إذاعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ببث المسلسل الإذاعي جزر الأمادوس الذي بث عبر أثير إذاعة البحرين طيلة شهر رمضان المنصرم وحقق العمل في جزئه الثاني نجاحًا ومتابعة كبيرة، وهو من تأليف إبراهيم التميمي، وإخراج محمد الحسن، وشارك فيه نخبة من فناني وإعلاميي البحرين وهم مبارك خميس، خالد الرويعي، وأحمد مجلي، عماد عبدالله، خليل الرميثي، سامي رشدان، بروين أمان الله، فايز السادة، محمود شريف، حسن الساعاتي، علي الحادي، نسرين معروف. الأيام التقت بمجموعة من طاقم العمل الذين تحدثوا عن تجربتهم، وتحدث عن المسلسل الإذاعي جزر الأمادوس مؤلفه إبراهيم التميمي الذي قال: بالنسبة لإعادة بث المسلسل على إذاعة الشارقة، فأقول إن العمل الدرامي اذا احتوى على عنصر التأثير فإنه يستحق الانتشار، فالتأثير هو دور المؤلف في صناعة القصة والحبكة والعقدة الدرامية وتسلسل الأحداث بنمطية سريعة على أن تترك أثرًا، ويمكن دور المخرج في ضبط تناغم العمل ونقل خيال المتابع من الواقع الذي يعيشه إلى حيث كتبت أحداث القصة وتم تنفيذها، وأيضًا دور فريق العمل الذي يكمن بإجادة الأدوار وتنفيذها باحترافية عالية، أما الانتشار فهي عملية خاصة بالجهة المنتجة للعمل، وإن هذا الأمر لا يتم بطريقة ممنهجة في الوقت الحالي بالنسبة لكثير من الأعمال المميزة، مما يعطل على البحرين إبراز الجوانب الإبداعية فيها. وبالنسبة لبث المسلسل في الشارقة فقال: إن إعادة بث المسلسل في الشارقة تعني بالنسبة لي أن التأثير المطلوب من العمل قد حقق مبتغى جيدًا، وأن إعادة بثه هناك سيسهم في انتشاره أكثر، وهذا إنجاز بالنسبة لنا كفريق عمل في هذا العمل انجاز جيد وفخورين به، خاضة أنها المرة الأولى التي يبث فيها مسلسل إذاعي بحريني خارج إذاعة البحرين، ونشكر مدير الاذاعة يونس سلمان ووزير شؤون الإعلام السيد على الرميحي على دعمهم للعمل. وحول هذه التجربة قال الفنان أحمد مجلي عن تجربته في المسلسل يسعدني أن أكون من ضمن فريق جزر الأمادوس وهي تجربة لن أنساها فلقد حرصت أنا وأطفالي على متابعة هذا المسلسل في شهر رمضان المنصرم عندما عرض، وكانت مشاركة جميلة استمعت بها. وتحدث الإعلامي فايز السادة عن مشاركته فقال: أنا لست ممثلاً ولكنني أدّيت هذا الدور بناءً على طلب من صديقي الإعلامي ابرهيم التميمي وأعجبت بفكرة العمل والقصة أخذتني وأعجبتني، وهي من القصص التي من الممكن أن تحدث في أي مجتمع ففك، وهذا سينعكس على تجربتي في التقديم وأنا سعيد بهذه التجربة وأتمنى أن تتكرر. أما الفنان خالد الرويعي فقال: أعتقد أن مشاركتي في مسلسل جزر الأمادوس شكّل إضافة نوعية بالنسبة لي في تجربتي مع الدراما الاذاعية، وذلك لأسباب عديدة ووجيهة منها أن المسلسل شكله ذكاء من المؤلف والمخرج وهذا الذكاء نابع في أن هناك تحديًا وضرورة إضفاء طابع جديد على نوعية المسلسلات الاذاعية الدرامية، خاصة أن الدراما الإذاعية قد تراجعت نسبيًا وطغت عليها التجارب الصورية إلا أن الملفت في هذه التجربة أن هناك كمية من الأفكار أراد المؤلف تطويعها في جانب درامي بغلاف فنتازي وصبغة محلية من خلال اللهجة كأن تكون هناك فكرة درامية متخيلة عن جزيرة وقراصنة، ومن الجائز ألا نلمس واقعها كهوية محلية إلا أن التلبيس الذي أراده المؤلف بأن يبث الكثير من الأفكار الاجتماعية والإصلاحية وكأن هناك توجيهًا معينًا لفكرة هذا المسلسل. وأضاف الرويعي نحن أمام فكر مختلف ومتسائل ويكون هو في كثير من الأحيان والأمور الجدلية داخل المجتمع، فوجد المؤلف ابراهيم التميمي في الدراما الإذاعية تحديًا جميلاً وطريقة لترجمة الكثير من الأفكار التي ليس من الممكن أن تقال بشكل عملي، ووجد أن الدراما هي من تقوم بهذه الفكرة وفكرة العمل الدرامي هي الذكاء وأيضًا الرؤية الإخراجية لمحمد الحسن راقية وأجادت توظيف ممكنات ما هو سمعي، وهي تجربة مختلفة جدًا ويحق لإذاعة البحرين أن تفتخر بهذا المنتج. وتدور أحداث مسلسل جزر الأمادوس في جزئه الأول حول قصة خيالية عن جزيرة تتعرض لزلزال يقسم الجزيرة الى جزيرتين، وكان على الجزيرة أخوان توأمين، ثامر وياسر -أبطال الجزء الأول- يجد كل منهما نفسه فوق جزيرة منفصلة عن جزيرة اخاه، ثامر يتميز بشخصية قيادية، وياسر شخصيته اتكالية، ولكن أمام هذا الحدث الجلل يضطر كل منهما أن يواجه مصيره بنفسه. وبرغم أنهما أخوين وتوأمين وقد حصلا على نفس التربية ونفس البيئة إلا أن استجابة كل منهما وردود افعالهما تختلف، وقد كانت فكرة المسلسل قائمة على ان الضمير الانساني ليس صوت الملائكة، وإنما هو نتاج مجتمع وبيئة وتربية، لذلك فان استجابة الافراد للمواقف تتغير من شخص الى آخر. ياسر قرر ان يبني جزيرته بالتعاون مع رحالة اجنبي، وثامر قرر يبني جزيرته بالتعاون مع اهالي الجزيرة. أما في الموسم الثاني فالقصة قائمة على مرحلة (ما قبل الزلزال) وهي جزيرة محاطة بسور من جهة يحميها من قذائف القراصنة الذين يحاولون اقتحام الجزيرة، ومن جهة اخرى الجزيرة فيها غابة وجبل يصعب على القراصنة تجاوزه، ولذا فإن القراصنة سيقومون بتغيير خطتهم من محاولة الاقتحام بالعنف الى محاولة التسلل بالتخفي والخبث. يؤدي دور زعيم القراصنة الفنان خالد الرويعي، ويؤدي دور كبير الجزيرة الفنان مبارك خميس، وينجح الزعيم في خداع اهالي حارس البوابة واهالي الجزيرة والدخول الى جزيرة الامادوس، بل ينجح في الحصول على لقب رفيع جدا يسمى محارب الامادوس، من ناحية أخرى تكون الغابة تحت سيطرة الحطاب (الفنان عماد عبدالله)، وتروي القصة ان خلافا نسب بين الكبير والحطاب، جعل الاخير ينزوي الى الغابة ويعتزل الحياة العامة، ولكن سيكون له دور كبير في زلزال الامادوس. فزلزال الامادوس، قد لا يكون زلزالاً كونيًا، وإنما قد يكون أي هزة يتعرض لها إنسان، هزة نفسية، هزة اجتماعية، هزة وظيفية، او حتى أي هزة ممكن تتعرض لها مؤسسة، شركة، منطقة، من نواحي مختلفة، اجتماعيا او اقتصاديا. الفكرة هي كيفية الاستجابة للهزات والازمات، وأن اسبابها مختلفة وعلاجها يكون ان يعيش الانسان بسلام داخلي مع نفسه، ومع افراد مجتمعه، فالخطر الخارجي في الحياة موجود دائمًا، ولكن تماسك الانسان وصلابته وبأسه وتحديه للحياة هو الذي يحميه من أي هزات. المصدر: سكينة الطواش
مشاركة :