أوضح الشيخ الدكتور فيصل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام أن نعمة الإيمان أعظم نعمة على العبد، فمتى حظي بها فقد نال نعمة لا تدانيها نعمة، ولا توازيها منة، بها تتحقق سعادة الدنيا والآخرة، مشددا على أن الإيمان حقيقة يحول العباد إلى أداة فاعلة مثمرة منتجة، لذا فالمؤمن يحرص مدة بقائه في الدنيا على أن يكسب من الحسنات ويجمع من خصال الخير، ويزداد قربه من ربه، ويشعر أنه في سباق لا ينتهي حتى الموت، فهو يسابق الزمن ويضن بالوقت أن يذهب عليه سدى، وبالعمر أن يفنى بلا فائدة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، في المسجد الحرام إن الإيمان أكبر منة الوجود الذي يمنحه الله ابتداء لهذا العبد وسائر ما يتعلق بالوجود من آلاء الرزق والصحة والحياة والمتاع، إنها المنة التي تجعل للوجود الإنساني حقيقة مميزة، وتجعل له في الحياة أثرا فاعلا. وأشار إلى أن المؤمن يبعثه إيمانه ليكون فاعلا منتجا، فكم يشعر بالسعادة عندما يأنس بمساعدة غيره وخدمته، وتطيب نفسه عندما تفرج كربة أخيه على يديه، وهو حريص أن يكون له سهم في شتى المجالات الخيرة وأن يحظى بنصيب وافر من الأجر وحظ عظيم من الدرجات لا يهمه ما فاته من الدنيا ولكن يزعجه ويقلقه ما فات عليه من الثواب. ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الإيمان له آثار مشرقة ونتائج حميدة تنعكس على تصورات الأفراد وسلوكهم في الحياة، لذا كان لزاما أن يحرص المرء على تجديد الإيمان، وهذا ما أوصى به قدوة الأنام ــ صلى الله عليه وسلم. وفي المسجد النبوي تحدث الشيخ عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي عن عظيم ما خلق الله سبحانه من مخلوقات في هذا الكون الواسع، تدل على عظمته سبحانه، وتوجب التفكر فيها، والمسارعة إلى التوبة وصرف العبادة له الواحد الأحد خالق كل شيء. وأكد في خطبة الجمعة أمس في المسجد النبوي، أن أحسن ما أنفقت فيه الأنفاس هو التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته، مبينا أن آيات الرب هي دلائله وبراهينه التي بها يعرف العباد ربهم بصفاته وتوحيده، وأن التفكر في مخلوقات الله عبادة وهداية، وهو مبدأ الخيرات ومفتاحها، وبه يعظم العبد ربه ويزداد إيمانا ويقينا، ويفتح بصيرة القلب وينبهه من غفلته ويورثه حياة وتدبرا ومحبة لله وتذكرا. وأفاد بأن جميع المخلوقات من الذرة إلى العرش دالة على الله، والكون جميعه ألسنة ناطقة بوحدانيته، مبينا أن النظر النافع ما كان بالبصائر لا بالأبصار فحسب، وأن على المسلم أن يعمل عقله وفكره لمحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وذكر الله وتعظيمه والإقبال عليه بالطاعة وتوحيده وإفراده بالعبادة وتسبيحه، والحذر من الغفلة والإعراض عن عبادته.
مشاركة :