تشهد مناطق حدودية بين إيران وكردستان العراق مواجهات بين الحرس الثوري الإيراني ومقاومون أكراد من إقليم شرق كردستان الإيراني، مما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من الجانبين، في ظل تهديد إيراني معلن للإقليم، وبرزت الآن كردستان الشرقية كورقة جديدة، قد تكون المسمار الأخير في عرش النظام الإيراني، فبعد احتجاجات أصفهان (جنوب طهران) والتي استمرت نحو اسبوع لمطالبة النظام الحاكم بالتركيز على القضايا الداخلية، والتوقف عن التدخلات الخاسرة في دول أخرى، ها هو نظام المرشد علي خامنئي يحاول (خلط الأوراق) لصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقوقية والسياسة المهترئة في الداخل وعن السقطات السياسية والهزائم العسكرية في الخارج، في مبدأ يؤمن به وظل يمارسه النظام الإيراني، ويسمى ذلك علميا ًبخطاب إدراك الذات لحفظ ماء الوجه. صمت حكومي عراقي وفي ظل صمت حكومي عراقي ومن جميع المستويات على تهديدات أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، حيث هدد في تصريح تلفزيوني نقلته وكالات الأنباء الإيرانية، قال فيه: إن الاحزاب الكردية المعارضة زاد نشاطها في أربيل، وأنشأت معسكرا ومكتبين لها قرب الحدود الإيرانية، مشيرا إلى أنه إذا استمروا في ذلك، ولم تفعل حكومة رئيس الإقليم مسعود بارزاني شيئا، فإن طهران ستنفذ عمليات بشكل مدمر ضدهم، وستكون مسؤولية ذلك على بارزاني نفسه، حسب تعبيره. وفي تنديد رسمي صدر عن حكومة الإقليم الكردي في العراق، رفضت حكومة الإقليم هذه التهديدات التي أطلقها قادة الحرس الثوري مرارا تجاه إقليم كردستان العراق، وأضاف البيان: إنه لا يجب استخدام هذه اللهجة أبدا مع الإقليم، وقال إن هذه التهديدات لا تتوافق مع مبادئ حسن الجوار. وقال الناشط والباحث السياسي الكردي سوران خدري لليوم في حديث خاص: انه يستبعد قيام النظام الإيراني بتدخل بري في إقليم كردستان العراق، كما كان يفعلها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ويرجح سوران خدري ذلك بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة التراجعات التي يشهدها النظام الإيراني لمشروعه في كل من العراق وسوريا. عقبات سياسية وأمنية ولكن وجود بعض عقبات السیاسیة والامنیة لا تعنی ان النظام الایراني یبقی مكتوف الایدی ولا یحاول اخذ خطوات اخری لتقلیل نشاطاته العسكریة من قبل الاحزاب الكردیة داخل الأراضي وشرق كردستان. وفي سياق حديثه للصحيفة يضيف سوران خدري: «النظام الایرانی یستمر في قصف القری الكردیة الواقعة علی حدود شرق الكردستان وحكومة إقليم كردستان العراق كوسیلة ضغط واجبار الحكومة علی اخذ خطوات امنیة لوقف الهجمات العسكریة، ويضيف خدري: إن عدم وجود مقومات الحكومة فی الاقلیم الكردستاني هيأ للنظام الایراني مجالا واسعا للتوغل داخل اراضی الاقلیم. وأضاف: حزب الاتحاد الوطنی الكردستانی برئاسة سید جلال طالبانی يعتبر نفسه حلیفا استراتیجیا للنظام الایرانی. وبالمقابل فإن النظام الایرانی بإمكانة استخدام حزب الاتحاد الوطنی كما یشاء، فتاریخ هذا الحزب یثبت ذلك. بالاضافة الی استمرار قصف القری والمناطق الكردیة داخل الاقلیم، يرى خدري أن النظام الایرانی یبدأ من جدید عملیات الاغتیال ضد رؤساء الاحزاب، والقادة العسكرین المتواجدین فی اقلیم الكردستان او فی خارج الاقلیم. الإرهاب ضد الكرد وعما إذا كانت التوترات الأخيرة تلوح بإرهاب كردي يقول خدري: «النظام الایرانی استخدم الارهاب كوسیلة لاستسلام الشعب الكردي منذ ان تولى السلطة فی عام ١٩٧٩، ورغم توقف النشاطات العسكریة من قبل الاحزاب الكردیة لمدة تقارب ربع القرن، ولكن النظام الایرانی ما زال يستخدم الارهاب ضد الاكراد فی داخل الشرق الكردستاني وخارج الشرق الكردستاني. ويتابع خدري: إن الارهاب جزء لا یتجزأ من السیاسة الایرانیة فی الداخل ضد الشعوب المضطهدة، وكذلك فی الخارج ضد المعارضة الكردیة وبقیة الشعوب. لذا لا نستطیع وصفها بمقدمة الارهاب، انما استمرار الارهاب. وعن تأثير هذه التوترات على سياسة إيران الخارجية، يقول سوران خدري: إن ذلك شبه مؤكد، ولكن تأثیر هذة التوترات لیس كافیا لوقف او اجبار الإیرانیين على عدم التدخل فی الدول الاخری، ويطرح خدري مقترحا مفاده بأنه ومن اجل منع النظام الایرانی من بسط الهیمنة والتدخل فی شؤون دول الجوار، یجب تشكيل تنسیق واسع النطاق بین الشعوب المضطهدة، وخاصة فی المجال العسكری من اجل ضرب مواقع أمنية وعسكریة داخل ایران، بمعنى آخر ان النظام الایرانی في هذه الخطوة سيضطر لسحب قواته من العراق او سوریا من أجل اعادة السیطرة التامة علی شرق كردستان. تضامن الشعوب المضطهدةودعا سوران خدري في سياق حديثه للصحيفة القوميات غير الفارسية والتي يصفها بالمضطهدة لتشكیل غرف عملیات مشتركة بین الشعوب المضطهدة فی ایران، ويرى أن هذه الخطوة ستؤثر علی تدخلات إیران في المستقبل. وفي ذات السياق، نقلت شبكة سكاي نيوز الإخبارية تصريحا لمسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني، سوران بالاني، كشف فيه أن الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج تمارس منذ أكثر من أسبوعين أعمالا انتقامية ضد الأكراد الإيرانيين. وأقدمت القوات الفارسية، حسب بالاني، على قتل مدنيين وتدمير منازل وإتلاف المحاصيل الزراعية في بلدات عدة بالمحافظات الكردية في كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية وإيلام، ردا على المواجهات مع مسلحين أكراد، وفق بالاني. ويشير محللون آخرون إلى أن النظام الإيراني وبعد التخادم مع الإيراني الكردي من خلال الاتحاد الوطني الكردستاني لإبادة العرب في العراق لعدة سنوات، والآن وبعد أن انتفت هذه المصلحة، فإن نظام العمائم يبدأ في هز الطاولة لقلبها على الأكراد للقضاء عليهم، وذلك من منطلق نشر التشيع، ولا يتم ذلك إلا بإبادة المذهب السني، والذي يعتبر المذهب الأكثر اتباعا في منطقة الشرق الأوسط، ويرون أن هذا هو السبيل الوحيد للسيطرة على المناطق العربية وسرقة ثرواتها بعد تدميرها. الحرس الثوري الإيراني ربما تنتظره هزيمة كبيرة في كردستان
مشاركة :