ما لا تحتاجه وتريد التخلص منه مَهْما كان بسيطاً، هناك من يرحب بشرائه، حتى ولو كان لعبة طفلك، أو نبات ظل، أو حيواناً أليفا، أو حتى ملابس وحقائب ارتديتها مرات بسيطة وتريد «التغيير»، أو أخرى بعد شرائها بفترة تغيّر رأيك فيها، ولم تتمكن من إعادتها للمتجر.. هناك على الطرف الآخر من «جوّالك» من سيكون سعيداً للغاية بالحصول عليها، دون أن تخسر أنت كامل ثمنها، ودون أن يدفع هو الكثير فيها، وذلك بعد أن شاع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بيع وشراء الأغراض المستعملة . وكثرت المجموعات على كافة تلك الوسائل، التي تجمع الباحثين عن الفرص والصفقات، أو الراغبين في التخلص مما لديهم وتحقيق بعض الفائدة، كما جاءت هذه «الجروبات» لتمكن الكثير من النساء من تخليص بيوتهن من أغراض اعتدن تخزينها وعدم التخلص منها بسهولة لتصبح مع الوقت «كراكيب» لا فائدة منها، أو تتيح لهن الفرصة في بيع ملابس وحقائب ومقتنيات شخصية كثيرة ارتدينها مرات معدودة، وحان، بالنسبة لهن، موعد «تقاعدها» لتحل أخرى، لم ترها لديها من قبل الصديقات والقريبات، محلها رغم أن حالتها ممتازة، وفي الوقت نفسه تحصل أخرى عليها بسعر لا يقارن أبداً بشرائها من متجرها؛ لذا فليس من المستغرب أن تكون غالبية «جروبات» البيع والشراء على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة «نسائية». ^ استطلعت آراء عدد من النساء خضن تجربة البيع أو الشراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أهميتها، ومدى رضائهن على التعامل من خلالها. أغراض قيمة تقول المقيمة نرمين عبدالتواب، التي تستعد لمغادرة الدوحة نهائياً بعد أيام: إنها لجأت إلى جروبات «واتس آب» المشتركة بها لعرض ما لديها من أغراض ترغب في التخلص منها قبل سفرها، بعدما نصحتها صديقاتها بعدم التوجه إلى محلات «سوق الحراج» التي تأخذها بمبالغ لا تذكر: «ترك لي زوجي هذه المهمة، حيث كان خلال الفترة الأخيرة في مهمة عمل خارج الدولة، وكنت أخشى ألا يستطيع التصرف لضيق وقته، أو عدم اهتمامه بالأمر عندما يعود ويتخلص منها بأي طريقة تخسرنا ما أنفقناه في شرائها، فكل أغراض الفيلا جديدة ولم يمر عليها سوى عامين، فعملت بنصيحة الصديقات، وعرضت ما لدي على صديقاتي ومعارفي أولا ممن يعرفن بيتي وما لدي إن كن يحتجن منها شيئاً، والباقي عرضت صوره على الواتس آب، والفيس بوك في الجروبات التي تواجد بها، وخلال ثلاثة أيام تخلصت من غالبية محتويات الفيلا، ولم يتبق إلا أشياء بسيطة للغاية، يمكنني إهداؤها لصديقاتي أو التبرع بها، وبالفعل هذه الطريقة أفضل من بيعها لتجار سوق الحراج؛ لأنني عرضتها بأسعار، صحيح هي أقل بكثير من سعرها الأصلي، لكنها أيضا كانت مبالغ جيدة، ولم أشعر بخسارة كبيرة، خاصة وأن ما لدي كان أثاثاً ومفروشات وديكورات قيمة، حيث كنت أعتقد أنني سأقيم هنا لعدة سنوات، لكن عندما لم أتمكن من الحصول على مكان لابنتي في الجامعات هنا، كان يجب عليّ أنا وأشقاؤها العودة إلى الوطن معها، أما زوجي فسيقيم في إحدى الشقق الفندقية؛ لأنه سيكون بمفرده ولن يحتاج للأغراض تلك، وهذه الأغراض القيمة لم يكن سيقدرها تجار الحراج، لكن عضوات الجروب يمكنهن تقدير قيمتها وكونها شبه جديدة، ويدفعن سعراً مناسباً لا يظلم أيّا من الطرفين». مقتنيات متنوعة وعرضت المقيمة البريطانية أغراض منزلها على مجموعة على الفيس البوك تجمع الراغبين في بيع وشراء مقتنياتهم في الدوحة، ولم تكتف بعرض الأثاث والأجهزة الكهربائية فقط لكنها أيضا عرضت مقتنيات أطفالها من ألعاب وأدوات رياضية وأدوات تلوين وكتب وأفلام DVD وملابس جديدة لم يستخدمها الأطفال وحقائب وحيوانات، وقالت لـ «^»: «أنهى زوجي عمله في قطر التي عشنا فيها خمسة أعوام، وسنقوم بالمغادرة جميعا، أنا والأولاد بعد يومين فيما سيلحق بنا زوجي نهاية الشهر المقبل بعد إنهاء كافة ارتباطاته؛ لذا كان قرارنا بيع كافة أغراضنا، وبينما كان زوجي يفكر في التحدث إلى متجر مختص لشراء الأغراض، اقترحت عليه فكرة عرضها عبر مجموعة على الفيس بوك كنت مشتركة بها للحصول على مبلغ أكبر، وبالفعل ما أن عرضت ما لدينا عبر عدد من المنشورات حتى وجدت زبائن لها في الحال، ولم أضع رقم الهاتف واشترطت أن يتواصل معي الجادون في الشراء فقط عبر رسائل الفيس بوك، وأرسل لهم رسالة بعنوان البيت ومواعيد استقبالهم، وتقريباً انتهيت من بيع كافة الأغراض، وحتى الثلاجة وجدت لها مشترياً رغم أنني كتبت أنها ستكون متاحة في آخر الشهر المقبل لأن زوجي سيحتاجها خلال تلك الفترة». بلا خجل وترى أم يزن، أن هذه الوسيلة أتاحت لها فرصة شراء أغراض بحالة ممتازة بأسعار جيدة للغاية تختلف عن سعرها في المتاجر: «أشترك في عدد من المجموعات المختصة في البيع والشراء، ولم أكن مهتمة كثيراً بالتعامل معها؛ لأنني كنت أخجل من فكرة الشراء من البيوت، لكن في إحدى المرات وجدت سيدة أجنبية تعرض مجموعة من لعب الأطفال الجميلة وكان بعضها ألعاباً يرغب ابني في الحصول عليها ولم أجدها في الدوحة، فقمت بالاتصال بها وحددنا موعداً وتوجهت إليها وأنا في قمة الخجل، لكن اكتشفت أن الأمر عادي جدا، خاصة ووجدتها حولت صالة الاستقبال في بيتها إلى معرض للأغراض، وما هي إلا لحظات واختفى شعور الخجل وأصبحت كأنني اشتري في متجر عادي وأستعرض المنتجات وأختار منها وأسأل عن الأسعار للأشياء التي لا توجد عليها، رغم أنها كانت منظمة جداً ووضعت كل مجموعة أغراض متعلقة ببعض بجوار بعضها وعليها الأسعار لكل قطعة أو للمجموعة كاملة، وبدلا من أن أقوم بشراء مجموعة الألعاب فقط، اشتريت كتباً وموسوعات وأفلام كارتون وروايات عالمية والكثير من الأغراض، وكانت تجربة جميلة للغاية، حيث حصلت على بضائع قيمة جدا، وبعضها كان صعب الوصول إليه، وبأسعار ممتازة، فالألعاب التي اشتريتها بحوالي 350 ريال تفوق قيمتها الثلاثة آلاف ريال لو اشتريت كلاّ منها على حدة، وكان المميز لديها هو المجموعات، فالشخصيات الكارتونية لها كتاب ولعبة ذكاء وكراسة تلوين وفيلم وكذلك الدمية الخاصة به، وهذا أعجب ابني للغاية وكان سعيداً جدا بها». الكل مستفيد وتقول السيدة فاطمة الحاج (معلمة): إنها ترى فكرة تبادل الأغراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة للطرفين، فيمكن للبائع الحصول على مبلغ أفضل عن المتاجر التي تشتري منه بمبالغ زهيدة للغاية، أو يقوم بإلقائها في صناديق القمامة، بينما المشتري يمكن أن يحصل على السلعة التي يحتاجها بسعر جيد، لكن عليه أن يتأكد من جودتها وحالتها بشكل جيد حتى لا تضيع أمواله. وتابعت: «عن نفسي لم أجرب بعد هذه الطريقة في البيع والشراء، لكنني متحمسة لها، وإن احتجت لها فلن أتردد في اللجوء إليها، وأعرف زميلاتٍ لي يقمن بشراء أغراض قيمة للغاية بأسعار رائعة عبرها، فلي زميلة اشترت فستان سهرة بـ850 ريال رغم أن سعره الحقيقي 7 آلاف ريال ولم تلبسه صاحبته سوى مرتين، وأخرى تشتري غالبية حقائبها من الماركات الكبيرة مستعملة استعمالاً خفيفاً من خلال الجروبات، وتكون أسعارها لا تقارن أبداً بالجديد، فصاحبتها تشتريها وتستخدمها مرات قليلة وترغب في التجديد، فتبيعها بنصف السعر أو أقل، بدلا من تخزينها الذي سيضر بها بالتأكيد، فتحصل الزبونة عليها بسعر ممتاز، وعن نفسي لا أرى أي عيب في الموضوع، والمفروض أن تتغير ثقافتنا في هذا الأمر، فطالما المنتج جيد ويمكن استخدامه والاستفادة فلما لا طالما أن هذا سيوفر أموالنا». البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وترى أم عبدالرحمن أن البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي أتاح الفرصة أمام السيدات لبيع وشراء كثير من الأغراض التي كان الأمر صعباً فيها، وأنهن كن بارعات عن الرجال في هذا الأمر، «كانت هناك الكثير من الأغراض التي لا نحتاجها في بيوتنا، وكان التخلص منها صعباً، كأغراض الرضع التي تكون بحالتها كالعربات والأغطية وأشياء كثيرة، وأيضا ألعاب الأطفال والأجهزة الخاصة بهم التي يشترون غيرها كل فترة، وعن نفسي كنت أقوم بتركها في البيت ولا أجد من أعطيها إليه، حتى أضافتني صديقة لي على أحد جروبات الـ»واتس آب» النسائية وفيها تعرض صاحباتها ما لديهن، وبعضها أشياء بسيطة للغاية وبأسعار لا تتعدى الـ20 ريال، وفكرت في تجربتها، وعرضت أشياء قليلة مما لدى بأسعار معقولة، وفوجئت بالكثير من الطلب عليها، وهذا شجعني لعرض بعض ما لدي، وأصبحت الآن لا أتردد في عرض أي شيء عبر الجروب، حتى ابني كان يريد هاتفاً جديداً وكنت أرفض لأن هاتفه لم يمر عليه عام، فاقترحت عليه أن أعرض هاتفه القديم على الجروب مع بعض الأجهزة التي لديه ولا يستخدمها لإكمال المبلغ المطلوب، وبالفعل تمكن من بيع كل الأغراض واشترى بثمنها الهاتف الذي يريده، والذي اشتريته أيضا من الجروب عندما وضعت طلب شراء لنفس النوع المطلوب، صحيح كان من لون مختلف عما كان يريده في البداية، لكنه كان ممتازاً حيث كان جديدا تماماً ولم تستخدمه صاحبته نهائياً؛ لأنه جاء لها كهدية وكان لديها غيره من نفس النوع، وعرضته بسعر أقل من المتاجر بحوالي 500 ريال». وتابعت: «لولا هذه الجروبات لم أكن قد تمكنت من بيع أي شيء لديّ، وكانت ستظل كومة لدي في البيت، فمن قبل كانت الهواتف والأجهزة الخاصة بي وأبنائي وزوجي، تتراكم في البيت حتى تتلف، فزوجي مشغول دائماً، كما لا يتحمس للتوجه للمتاجر لبيعها، خاصة وأنهم كانوا يأخذونها بأرقام هزيلة، ومنذ عرفت هذه الطريقة للبيع والشراء أصبحت أبيع ما لديّ وأشتري ما أريده وفي كل الأحوال تكون صفقات البيع أو الشراء مُرضية».;
مشاركة :